الاستخدامات والعادات الخاطئة تتسبب بهدر عشرات الآلاف من لترات الماء يومياً

الباب المفتوح 2024/07/03
...

 بغداد: فرح الخفاف 

 تصوير: نهاد العزاوي

 هناك مقولة شائعة مفادها أن «الماء سرّ الحياة»، فكل الكائنات الحية من إنسان وحيوان ونبات لا يُمكن لها أن تستمر من دونه، ومع ذلك تهدر يومياً عشرات الآلاف من لترات الماء بسبب الاستخدامات والعادات الخاطئة.هذه الحالات السلبية أثرت في عمليات تجهيز العديد من المناطق بالمياه الصالحة للشرب، خاصة ما يفعله البعض من ثقب الأنابيب وسحب المياه بطرق غير قانونية، إضافة إلى الإسراف في الاستخدام، وسط غياب الرقابة وعدم المحاسبة.

 

أسباب انقطاع الماء

وتؤكد أمانة بغداد أن حصة المواطن اليومية من المياه الصالحة للشرب تقترب من 400 لتر، عازية بعض الانقطاعات التي تحدث في بعض المناطق البعيدة عن مصدر الضخ إلى أسباب عدة، أبرزها تذبذب التيار الكهربائي، والتجاوزات الحاصلة على الخطوط الرئيسة الناقلة لمياه الشرب، والانشطار السكاني المتمثل بتقسيم الدور إلى وحدات سكنية صغيرة ما تسبب بضغط على المنظومة الرئيسة.

ويقول مصطفى جمال: أنه «وفي طريق عودته يوم الأحد بعد انتهاء ساعات العمل إلى البيت، رأى العديد من مرشات المياه على طريق القناة وهي ترش المياه في الشارع من دون أن تتدخل فرق أمانة بغداد بإعادة توجيهها أو إغلاقها بعد غرق الحدائق والشارع بالماء».

وتابع أن «أغلب أصحاب السيارات في منطقته، يغسلون سياراتهم على الأرصفة، ويتركون ماء الصنبور من دون إغلاقه حتى يكملوا الغسل»، مؤكداً أن «ذلك يعد هدراً للماء، فضلاً عن رش الشارع وترك الماء في الحدائق أو حالياً في المسابح البلاستيكية

بالمنازل». 

غياب الرقابة والحساب

بدوره، يقول أحمد عبد الله: «تقسيم المنازل وقيام أصحابها بسحب المياه من الخط الرئيس من دون موافقات قانونية، أدى إلى شحة في العديد من المناطق، خاصة البعيدة».

وأشار إلى «غياب شبه تام للرقابة ومحاسبة المخالفين، خصوصاً في المناطق الشعبية أو البعيدة»، لافتاً إلى ضرورة اعتماد تسعيرة عادلة تشمل الجميع لمنع هدر المياه».

 وأكدت مديرة إعلام دائرة ماء بغداد أسيل عزيز لـ»الصباح»: أن «ملاكات شرطة الأمانة تنفذ بالتنسيق مع قيادة عمليات بغداد والدوائر البلدية حملات لإزالة ورفع المخالفات على الخطوط الرئيسة والأنابيب الناقلة بعد أن استخدمها المتجاوزون لإنشاء بحيرات الأسماك، فضلاً عن مرائب لغسل السيارات التي يسرف أصحابها في استعمال كميات كبيرة من المياه المنتجة». 


ترشيد هدر المياه

ويرى متابعون أن هدر المياه في غسل السيارات باستخدام الخرطوم بدلاً عن إسفنجة ووعاء من الماء، كما أن عادة سكب المياه على الأرصفة أمام المحال أو البيوت في أيام الصيف القائظ تُعَدُّ هدراً صريحاً للماء الصالح للشرب وسقاية الحيوانات والنباتات كذلك، إضافة إلى أن سقاية الحدائق في ساعات الظهر الحارة تؤدي إلى تبخر المياه بمعدل أسرع والحاجة إلى إعادة العملية مرات أكثر، لذلك فإن الاهتمام بإصلاح الترشيح من الصنابير أو الخزانات خطوة ممتازة نحو ترشيد الهدر من المياه.

وترى زينة علي، أن حملات التشجيع على ترشيد المياه قليلة، ولا تعتمد الطرق الحديثة في اقناع المواطنين، مؤكدة أهمية زيادة هذه الحملات، واستخدام الطرق الحديثة في الاقناع. أما حيدر فاضل وهو خبير زراعي، فأشار إلى أهمية استخدام الطرق الحديثة في الري، ومنع الري السيحي نهائيًا.وأشاد بقرارات رئيس الوزراء الأخيرة الخاصة بدعم المشاريع التي تستخدم منظومات الري المتطورة. 


طرق حديثة للري

وكان رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني قد وجه مؤخراً، باعتماد الطرق الحديثة في الري لمواجهة شحة المياه وتحقيق أعلى غلة في الدونم الواحد، وهو ما يحقق جدوى اقتصادية للفلاح ويسد حاجتنا من هذا المحصول الستراتيجي، معلناً توجيه المبلغ الذي كان مخصصاً لاستيراد الأسمدة لشراء منظومات الري الحديثة. كما أقر مجلس الوزراء توصية المجلس الوزاري للاقتصاد بشأن التعاقد مع وزارة الصناعة لتجهيز منظومات الري الحديثة.