كركوك: نافع الناجي
يمتاز العراق بوجود العديد من الجسور الحجريّة الأثرية التي بنيت في حقب زمنية مختلفة، وجسر (داقوق) الأثري او ما يسمى بـ (الجسر العثماني) هو أحد تلك المعالم التاريخية والتراثية والوجهات السياحية المهمة في محافظة كركوك، والذي يعد واحداً من أقدم الجسور في البلاد.
بمنظره وشكله الحجري القببي الرصين، أصبحت العائلات تقصد الجسر للتنزه والاستمتاع، حيث جرت أعمال صيانة لأسفل الجسر في الفترة الأخيرة، بتوجيه من الإدارة المحلية مع الجهات المعنية، وتم تأهيل وصب أجزاء لتقوية ركائزه، تجنباً لأي سيول او انجرافات مستقبلية قد يتعرض لها.
الكاتب والمؤرخ حميد سنان، يقول “بالرجوع إلى تأريخ تشييد الجسر، فقد أمر الوالي مدحت باشا ببناء جسرٍ في كركوك، وتحديداً في قضائها داقوق في العام 1883 اي قبل ما يقارب مئة واربعين عاماً”، وأضاف “اكتمل بناء الجسر بعد عشر سنوات وسمي بجسر داقوق العثماني، ويجري من تحته نهر (تشاي داقوق).
وكان الجسر المذكور قد بني من حجر الجبال وجرى استعماله لسنوات، كممرٍ رئيس لانتقال المدنيين من كركوك بإتجاه العاصمة بغداد، حيث امتاز بطراز هندسي جميل وهو عبارة عن 12 فتحة مقوسة ومقببة تمثل عدد أشهر السنة، أما طول الجسر فيبلغ (365) متراً ويمثل هذا الرقم عدد أيام السنة، وبعرض سبعة أمتار.
ويقول سنان “في العام 1914 انهارت مقدمته عندما عبرته القوات الانجليزية او ربما تعرض للتفجير حسب ما تفيد بعض الروايات”، مستدركاً “لكن الإنجليز عمّروه لاحقاً بهيكل حديدي في العام 1926 ولا يزال الجسر عبارة عن جزء حجري بطراز قببي جميل لافت وجزء حديدي صمم بشكل هندسي محكم».
ولا يزال الجسر يمثل أحد معالم كركوك التاريخية والتراثية والسياحية، لكل زائر من داخل وخارج
المدينة.