ستراسبورغ: الصباح

ستمنح زيارة متحف الألزاس الاستمتاع بتجربة تاريخ المقاطعة النابض بالحياة من القرن السابع عشر إلى القرن العشرين، فهناك المنازل التقليدية، التي تم ترتيب كل منها بعناية وتزيينها بالتحف الألزاسية الأصيلة، فهي فرصة للانغماس في الحياة اليومية للعائلات الألزاسية في الماضي. يقع المتحف في مبنى مذهل مؤطر بالخشب، ويضم مجموعة رائعة ومتنوعة تضم أكثر من 5000 قطعة ألزاسية معروضة . يعد هذا المتحف أحد واهم المتاحف المفضلة، التي يجب زيارتها في ستراسبورغ لمعرفة تاريخ وحضارة المدينة والوقوف على عاداتها وتقاليدها وثقافتها في الماضي.  

ومن أجل اكتشاف ثراء ماضي الألزاس، لا بد من التعرف عن كثب على تاريخ متحف الألزاس، فبعد أن تمَّ ترميمه من قبل لجنة من الألزاسيين، فتح المتحف أبوابه امام  الجمهور لأول مرة  في عام 1907. وقد تميزت هذه المناسبة المهمة بمعرض فلاحي بهيج، حيث ارتدى المشاركون الأزياء الألزاسية التقليدية للاحتفال بتراثهم. بعدها وإبان اضطرابات الحرب العالمية الأولى أغلق المتحف أبوابه مؤقتًا. إلا أن مدينة ستراسبورغ أدركت أهمية هذا المعلم الثقافي واتخذته تحت جناحها، مما سمح لها بإعادة فتح أبوابه في عام 1919. 

المتحف يضم نماذج من المنازل الإلزاسية التقليدية الأخلابة، فحين تبدأ  جولتك، سيتم الترحيب بك من خلال العرض الرائع لجدار نصف خشبي بني وبيج ، وهو انعكاس حقيقي للعصر.

صُنعت المزارع الألزاسية من الخشب والطمي (الطمي الطيني)، والتي غالبًا ما كانت المادة الوحيدة المتاحة في ذلك الوقت، ويقدم المتحف فرصة لاستكشاف هذه المباني القديمة من خلال نموذج آخر  للمزرعة يسمى “شولزيهوف”، والذي تم بناؤه العام 1814.كما ويضم المتحف نماذج لغرف الفلاحين التقليدية التي تمت إعادة بنائها فهي كانت بمثابة مكان التجمع المركزي للعائلة والأصدقاء. تم استخدام هذه الغرف لتناول الطعام والترفيه وحتى النوم، وكانت عادة الأماكن الوحيدة المدفأة في المنزل، إلى جانب المطبخ.

واحدة من أكثر الغرف إثارة للاهتمام هي، المشهورة بمجموعتها المذهلة من الأزياء الألزاسية التي تعود إلى القرن التاسع عشر. وهي غنية بالتفاصيل المعقدة والحرفية الرائعة لهذه الملابس، التي تعود بك  بالزمن إلى الوراء إلى حقبة خلت .كما توجد في المتحف  صيدلية ، مكتملة بالأدوات والأشياء القديمة التي يستخدمها الكيميائيون. وهي مختبر حقيقي مليء بالأدوية والأعشاب والأدوية النادرة التي لم تعد متوفرة اليوم .

وهناك مجموعة واسعة من القطع والأشياء الألزاسية المعروضة في الغرف المختلفة. مواقد الخزف القديمة، والمعروفة باسم كاشيلوفي ،  الأثاث متعدد الألوان من المنازل الألزاسية الأصلية.  هذه القطع مصنوعة من خشب التنوب ومغطاة بطلاء بني وبأنماط وألوان مختلفة.

يعرض المتحف أشياء أساسية ونادرة جدًا، مثل الصناديق وخزائن الملابس الكبيرة والمقاعد المطعمة. حتى أن الغرفة التي ولدت فيها الأم ممثلة بكرسي الولادة الحقيقي القابل للطي ومهد الطفل

المتحف يقدم تجربة فريدة من نوعها ستنقلك من غرفة إلى أخرى في جو هادئ ومثير للاهتمام. ستجعلك كل خطوة متشوقًا لاكتشاف الأشياء الفريدة المخبأة داخل المتحف. أثناء صعودك الدرج، خذ لحظة للاستمتاع بالفناء الجميل والدافئ المليء بالأزهار. ولا تنس إلقاء نظرة خاطفة من النوافذ للاستمتاع بإطلالة رائعة على الكاتدرائية ومتحف ستراسبورغ التاريخي. 

ولا بد من زيارة المطبخ للتعرف على تقاليد الطهي في الألزاس ، في المتحف  وإلى ما وراء الكواليس حيث مطابخ الفلاحين التقليدية تم إعداد الأطباق بعناية وشغف.

حيث يمكن اكتشاف الجوهر الحقيقي لمدينة الألزاس من خلال مطبخها اللذيذ. فهناك الفخار التقليدي الرائع في سوفلينهايم وبيتشدورف، حيث يتميز كل منهما بتخصصاته في الطهي وحفظ الطعام. فالتاريخ الفريد والحرفية يقفان وراء هذه القطع ويكشفان التقنيات العريقة التي تم تناقلها من جيل إلى آخر.