أمستردام: آمنة عبد النبي
رغم أنها بلاد متناقضة المناخ ومزاجيّة الثبات بفصولها، لكنها مصرّة على التجدد يوما بعد آخر، حينما تداعب خديها خيوط الصيف اللامعة بطبيعة مذهلة وبحيرات خلابة كثيرة لن تجد لها أي مثيل في أي مكان آخر في العالم، مثل بحيرة بيفن الشهيرة والواقعة في مقاطعة برابانت، والتي تعتبر منطقة سياحة بيئية لمراقبة تنوعات الطيور، حيث يأتيها المحبون من مختلف العالم، باعتبارها محظوظة بمياه صافية ومثالية للسباحة والتجديف وحتى الغوص.
تضيف لتلك اللوحة حقول التوليب وجمال المناظر الطبيعية سحراً آخر، فتخلق أجواء مثالية في الصيف لأنشطة الهواء الطلق مثل السباحة أو المشي لمسافات أو ركوب الدراجات، علماً أن المملكة بالأساس لا تقتصر على الجانب الأخضر وإنما هي عريقة بتنوعها الثقافي، ومرت من خلالها العديد من الحضارات عبر التاريخ وتركت في بطون حيطانها العديد من الآثار الرائعة والشاخصة، مثل قلعة دورويث، وقلعة ويلدم، وغيرها الكثير.
الفوتوغرافي نشوان الطائي، كان بانتظار الصيف وضجيجه وصخبه، الذي كما يعتقد بانه سوف يبدد وحشة الاغتراب وسنواته الكثيرة التي قضاها هنا في هولندا، حيث قال: “الطبيعة بنظريّ أوكسجين الغربة، وأنا من عُشاق الطيور البريّة، تخيلي أجلس هنا بمدار بحيرة هنريّ لساعات طويلة بانتظار اللقطة الخارجة عن المألوف، إذ تتواجد أنواعٌ نادرة من الطيور مثل البط البري وطير القار والنسور، إضافة إلى مجموعة من الطيور المهاجرة، وكذلك تزدان المساحات المحيطة بها بأشجار السرو والقيقب والبلوط، وهناك بركة ماء أيضاً في وسط الحديقة، ويحيط بها البط والطيور التي يستمتع السياح بإطعامها أثناء تواجدهم في المكان.
في حين عبر المترجم عدنان المهداوي وهو سائح في العاصمة امستردام، تكلم عن جمالية قضاء الفكانسي أي (العطلة) في هذه البلاد، مشيرا سواء كنت تبحث عن التخييم مع عائلتك بجوار مناظر طبيعية خلابة أو الاكتفاء بأنشطة مائية أو مجرد بحاجة لمكان هادئ للاسترخاء الفردي، فإن البحيرات والحدائق والقنوات المائية هنا، لديها الكثير لتقدمه لك، فالألوان المنعشة والنضرة الأمر الذي جعل منها مقصد للسكان المحليين والسياح كذلك في فصل الصيف، وأيضاً هنالك فرصة لاستمتاع بالمهرجانات والفعاليات، التي تُقام بين فترة وأخرى كنوع من التلاقح الثقافي مع السُياح، لذلك يمكننا القول إن بمجموعة هذه البحيرات، أصبحت البلاد مصدر جذب للسياح لقضاء عطلاتهم والاستمتاع بتجارب ترفيهية متنوعة.
أما الشيف أزهار نعمان، والتي تعيش في مدينة روتردام مُذ عشرين عاماً، عبرت بإعجاب عن الصيف وسحر البحيرات حيث يعم الصخب الجميل في الأمكنة والمساحات الخضراء المفتوحة تفتح أحضانها لأن ابسط نزهة هنا هي فرصة لا تعوض، كالتجول حول بحيرة كرالينجن القريبة من بيتنا مثلاً لمشاهدة الأشجار والحيوانات التي تعيش بالقرب منها، وباعتبارها مكاناً مثالياً لقضاء عطلة عائلية بعيداً عن الازدحام، لا سيما ممارسة هواية صيد الأسماك في البحيرات، وكذلك قضاء بعض الوقت بالتشمّس أو الاستمتاع برحلة على متن قارب أو القيام بنزهة لطيفة، ثم تناول الغداء مع العائلة، تحت نسمات الهواء النقيّ.