بحضورٍ متميزٍ لأكاديميين ومسؤولين بمديريَّة مكافحة المخدرات في وزارة الداخليَّة، أقامت منظمة الجوهرة بالتعاون مع الجمعيَّة التربويَّة والنفسيَّة في بغداد، مؤتمراً تحت شعار (التصدي الأكاديمي لوقاية المجتمع من المخدرات) عهد في إدارة جلساته لمحرر (حذارِ من اليأس) في جريدة الصباح، الذي قدم للحاضرين ورقة بعنوان (انتشار المخدرات في العراق أسرع من السيطرة عليها) أوضح فيها أنَّ المخدرات أخطر من الإرهاب، لما تحدثه من تحللٍ للقيم وتدميرٍ للأخلاق، ولأنَّ انتشارها بين سكان أي شعبٍ يؤدي ليس فقط إلى الإضرار بالصحة الجسديَّة والنفسيَّة للمتعاطين لها، بل إنها تؤخر أو تعرقل منجزات الدولة وخططها التنمويَّة، وتُضعف أمنها الداخلي
والخارجي.
وشخّصت الورقة أهم أسباب انتشار المخدرات، تضمنت نظريَّة عراقيَّة بعنوان (نظرية التيئيس)، ترى أنَّ النظام السياسي حين يكون ولاّدَ أزمات فإنَّ الإنسان يمرُّ بعمليَّة نفسيَّة دائريَّة بين: أزمة، انفراج، أزمة، تفضي به الى تيئيسه من أنَّه (النظام) عاجزٌ عن تأمين حاجاته، وحين يصل الى حالة الاقتناع بأنَّ السلطة أصبحت مصدر شقاءٍ له، وأنَّ الواقع لا يقدم حلّا لمشكلاته، فإنَّ من استنفد طاقته في تحمّل الضغوط ووصل الى حالة الشعور بانعدام المعنى من الحياة، يلجأ الى تعاطي المخدرات لإنهاء حياته بعمليَّة انتحار تدريجي لا شعوريَّة.
وأسهمت (حذارِ) بتقديم استراتيجيَّة للمؤتمر تضمنت الخطوات الآتية:
1 - إنَّ معالجة أيَّة ظاهرة اجتماعيَّة سلبيَّة تبدأ أولاً بتشخيص أسبابها عبر دراسات ميدانيَّة، وعليه ينبغي تكليف أقسام علم النفس وعلم الاجتماع في الجامعات العراقيَّة كافة بإجراء دراسات ميدانيَّة لتشخيص عوامل انتشارها (سياسيَّة، اجتماعيَّة، نفسيَّة، اقتصاديَّة...)، ومعرفة العلاقة بين انتشار تعاطيها وانتشار انحرافات أخرى، وما أحدثته من تأثير في القيم والأخلاق، واقتراح المعالجات.
2 - يتمُّ ذلك بإصدار توجيهاتٍ من مكتب دولة رئيس الوزراء الى الجهات المعنيَّة، وعدّ هذا المشروع (قضيَّة وطنيَّة ومسؤوليَّة أخلاقيَّة ودينيَّة).
تبدأ الاستراتيجيَّة خطوتها الأولى بتفعيل قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية (رقم 50 لسنة 2017)، وقيام الجهات المعنية بتطبيقه بحزمٍ مسبوقاً بتوعية واسعة بنوعيها، الإعلامية
والجوالة.
3 - عقد مؤتمرٍ وطنيٍ بعنوان (المخدرات في العراق.. الأسباب والمعالجات)، تناقشُ فيه الدراسات الميدانية التي أجرتها اقسام علم النفس والاجتماع في الجامعات العراقية، وتوحيد الأسباب والحلول المقترحة.
4 - ترفع نتائج المؤتمر الوطني الى هيئة تضم مديرية مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية وممثلين عن مؤسسات تشريعية وتنفيذية وقضائية، ووزارات الصحة والتربية والتعليم العالي والثقافة، والجمعية النفسية العراقية وجمعية الأطباء النفسيين العراقية، ومؤسسة شبكة الإعلام العراقي، تقوم في ضوئها بإعداد استراتيجية تنفذ على مراحل زمنية يجري لها تقويم يحدد الايجابيات والمعوقات.
5 - في حال استوفى مؤتمركم الحالي ما ذكر في أعلاه، فعندها تصاغ مقترحات الحد من المخدرات بمذكرة ترفع الى مكتب رئيس الوزراء لتصدر بعنوان (خطة وطنية لمكافحة المخدرات في العراق) تلزم مؤسسات الدولة المعنية بتنفيذها، وقيام المؤتمر بتشكيل لجنة متابعة تضم جريدة «الصباح» بوصفها صاحبة المبادرة، لتشخيص ما تمَّ تحقيقه واقتراح الحلول لمعالجة المعوقات بما يضمن تحقيق الاستراتيجية بسلاسة.
وختم قائلاً: «إننا سنعدُّ هذا وثيقة نأمل من الجهات المعنية العمل على تحقيقها، فالعلم مع الإرادة السياسيَّة يساعدان جهود مديريَّة مكافحة المخدرات وتختصر الزمن لصالح ملايين الشباب الذين يتوقف عليهم حاضر ومستقبل أغنى بلد في المنطقة، يمتلك كلَّ المقومات لأنْ يعيشَ أهلُه برفاهيَّة وكرامة.
وفي عصر اليوم ذاته شاركت (حذارِ) في ملتقى (المسار العراقي الرقمي) دعت فيه الى أنْ يولي (المسار) اهتمامه بالشباب بإشاعة الثقافة التي تسهم في تشكيل شخصيات جديرة بتولي مسؤولية العراق في المستقبل.
وفي ختامهما منحت (حذار) جائزتان: «درع صنّاع الحياة» من مؤتمر مكافحة المخدرات، و»وسام المسار العراقي الرقمي».
وقد وزعت نسخ من صفحة (حذار من اليأس) بين المشاركين في المؤتمر والملتقى نالت إعجابهم في محتواها وطريقة إخراجها التي تليق بجريدة «الصباح».
رئيس مجلس المسار الرقمي الدكتور صمد الشمري، وعلاء رضا علوان رئيس مجموعة رضا علوان الثقافية، يقلدان محرر صفحة (حذار من اليأس)