خالد جاسم
معظم ولا أقول جميع من تصدر إليهم التوجيهات والتأكيدات ومايكتب إليهم من مناشدات وتمنيات صادرة عن عشرات الندوات والمؤتمرات والملتقيات التي تجمع كلها على إعادة الروح لجسد الرياضة النسوية - شبه الميتة سريرياً منذ سنوات - سواء كان المعنيون بهذه النداءات مجالس إدارة على صعيد الأندية أو هيئات إدارية للاتحادات المركزية، ماتزال تتعامل مع رياضة النساء وفق منظور هامشي لايترجم إلا جزءاً فقيراً بل وفقير جداً، ولانقول معدوم تماماً من السياسة الرياضية العليا الموضوعة على الورق وبصيغة تمنيات وطلبات خجولة ليس إلا لدعم النشاط الرياضي النسوي، مثلما أن بعض الاتحادات وكثير من الأندية ماتزال ترى أن اللعبة النسوية - الفلانية - لاتشكل شيئاً في الأرصدة المنهجية على مدار الموسم الرياضي، بل إن معظم إدارات الأندية والاتحادات للأسف الشديد ترى في رياضة حواء عبئاً ثقيلاً عليها، وهو أمر يعكس افتقاد تلك الإدارات إلى الرؤية الصحيحة والبصيرة الثاقبة لواقع الرياضة النسوية، وماهو مرسوم لها على المدى المستقبلي المنظور والذي يرسم مؤشرات تشاؤم وصور سوداوية عن الرياضة النسوية، طالما أن هذه الرياضة صارت من بين الاستثناءات الرياضية النادرة حالياً والمهددة بالاندثار ولانقول إنها مهددة بالانقراض..!
إن النظرة القاصرة بل والمتخلفة لمجمل النشاط الرياضي النسوي والتي مازالت عاجزة عن استيعاب مفردات التوجه المنطقي والعادل لمسارات الحركة الرياضية النسوية، تضع الجهات الرياضية على محك الاختبار والتجربة الفعلية لتطوير أو انتشال واقع هذه الرياضة من قاع الأهمال والتهميش الذي يقترب من الإلغاء الكامل لوجودها في الحاضر والمستقبل، الأمر الذي يستوجب إعادة النظر في الكثير من القضايا واتخاذ تدابير وإجراءات عملية ملزمة للأندية والاتحادات الرياضية من أجل إعادة الروح إلى الجسد الرياضي النسوي، وهي تدابير لن يكتب لها النجاح أو التطبيق الفعلي بطريقة البيانات والمناشدات والتنظيرات والتمنيات والأدعية، ونتمنى مخلصين على وزارة الشباب واللجنة الأولمبية الوطنية العراقية وبالتنسيق والتعاون مع الجهات الأخرى المعنية اختيار وسائل أكثر عملية وموضوعية وإلزاما للجميع من أجل وضع رياضة النساء على سكة الاستمرارية الحقيقية والحضور الحقيقي على أرض واقعنا الرياضي.
أتمنى مخلصاً أن تترجم التوصيات والخطوات التي اتخذت في الاجتماعات والمؤتمرات الأخيرة إلى برنامج عمل واقعي وليس مجرد أفكار تبقى مجمدة الحروف والأسطر على الورق كي تقول الجهات المعنية : ها نحن هنا ونحن نعمل، بالإمكان تدشين العمل الحقيقي والمثمر من أجل إحياء الرياضة النسوية في بعض الاتحادات والأندية التي من الممكن الإعتماد عليها في الأنشطة النسوية وليس أن نعمم مانريد تجربته والقيام على كل من يفتقد الكثير من الإمكانات التي تؤهله لتطوير رياضة الرجال فكيف يكون الحال مع رياضة النساء ؟