باكو: يارا محمود
يهوى الكثيرون جمع أشياء قد تكون ثمينة، وقد لا تشكل أي قيمة لآخرين، ولكنهم يهوون اقتناءها، وجمعها ولو تطلب الأمر دفع الكثير من المال، الشغف بجمع التحف تحديدا، هو أمر قديم دأب عليه هواة هذا النوع من المقتنيات، بل ويذهب البعض لدفع مبالغ خيالية من أجل قطعة أثرية أو لوحة أو قطعة فنية تثير اهتمامهم، وعادةً ما يكون عمر العناصر القديمة ما بين 20 إلى 100 عام، وتعكس أسلوب أو موضة عصر معين، «الصباح» من خلال مندوبته تحدثت مع المهندس المعماري صادق مصطفى زاده، الذي يعد من هواة جمع التحف المميزة أحد سكان مدينة شيكي الاذربيجانية محبًّا للطبيعة. هواياته السفر وجمع أباريق الشاي، لأنه يستمتع بهذا العمل، ويعرض الأباريق، التي جمعها من جميع أنحاء العالم في متحفه الصغير، الذي قام ببنائه على قمة جبل في قريته، وهو مزين بجميع أنواع التحف، ولكل تحفة حكاية، تحكي سنينا عاشتها، يعرض في المتحف مقتنيات جمعها من خلال تجواله ورحلاته على مدار سنوات من عمره، وفي مكان يتمتع باطلالة ساحرة، وذلك نظرا إلى حبه للطبيعة وللأرض.
صادق مصطفى زاده عشق هذه المهنة منذ صغره، وعمل على تنمية هوايته بجمع المقتنيات القديمة، وحدد نوعا منها فقط منذ أكثر من ثلاثين عاما. ففي البداية بدأ بشراء إبريق واحد، وثم توسع في عمله ليجمع مختلف الأصناف والأحجام والأشكال، وزبائنه محددون ممن لهم ولع برؤية التحف ذات القيمة الفنية والقديمة. يجمع أباريق الشاي منذ سنوات عديدة، وهناك أيضًا العديد من أباريق الشاي الخاصة التي أهداها له الأصدقاء، يمكن لمن يقوم بزيارة المكان طلب الشاي في إبريق الشاي، الذي يختارونه، جميع الاباريق صالحة للاستخدام، ومعظمها مصنوعة من السيراميك.
وصف مصطفى زاده تمسكه بشغفه وتحدث عن الفترة الزمنية بمراحلها العديدة، التي ساهمت في تحقيق حلمه»:عملت على تنمية هوايتي، من خلال سفري، فقد جمعت التحف وبعد أن أصبح لدي كمية كبيرة من القطع ارتأيت أن أفتح متحفا أو محلا لعرض مقتنياتي، وعندما فتحت هذا المكان أصبح لدي زبائن كثر، يحبون رؤية القطع القديمة مع شرب الشاي، ومن خلال عملي اكتشفت أن هناك أناسا غيري لديهم هواية جمع التحف، وهذا الأمر أدى إلى تبادل التحف في ما بيننا.
التحف هي أكثر من مجرد أشياء قديمة، إنها قطع من التاريخ والثقافة، التي نجت من اختبار الزمن ويمكن أن تروي لنا قصصًا عن الماضي. يمكن أن تكون التحف أيضًا استثمارات قيِّمة بعد أن تزيد قيمتها بمرور الوقت وتوفر شعورًا بالرضا والمتعة لأصحابها.
وعن بداية رحلة جمعه لهذا الكم الهائل والنادر من اباريق الشاي قال مصطفى زادة: قمت بشراء أول إبريق شاي في عام 1995. لفت انتباهي وحصلت عليه. وهكذا تم تأسيس هذه المجموعة الكبيرة والمميزة من إباريق الشاي. وعملت بجهد وواظبت على توسيع المجموعة اكثر فأكثرعندما أقوم بزيارة المتاجر والأسواق في البلدان التي أسافر إليها.
ووفقا لمصطفى زادة من أجمل التقاليد التي توحد الناس هي الجلوس على طاولة الشاي. الشاي هو أيضًا ثقافة، وهو عامل يخلق السلام والتواصل،عندما نلتقي بشخص من جنسية أخرى، نرحب به ونقدم له الشاي ثم نتحدث، موضحًا أن معظم أباريق الشاي المعروضة هي الاولى من نوعها في اذربيجان جمعت حوالي 350 إبريق شاي من 6 قارات ومن 65 دولة.