بين معمعة التجديد والتحضير

الرياضة 2024/07/23
...

علي الباوي
طال الحديث عن تجديد عقد مدرب منتخبنا الوطني لكرة القدم الإسباني خيسوس كاساس، الذي جاء مع بدء التحضيرات لخوض المرحلة الحاسمة والمفصلية من تصفيات كأس العالم 2026، وهذا بمجمله تداخل مع أولمبياد باريس واستعدادات الأولمبي للدخول في غمار المنافسة.

بشكل عام، هذه الظروف قد تشكل عائقا أمام تحضيرات منتخبنا الوطني في مشواره المقبل.

قضية عقد كاساس دار حولها كثير من الشائعات، لكن الذي بات ثابتا أن اتحاد الكرة شكل لجنة للتفاوض.

هذا الموضوع لا نراه يشكل قيمة كبرى إزاء التحركات التي تقوم بها المنتخبات المتنافسة في مجموعتنا المؤهلة إلى المونديال، فالأنباء التي تصل من مسقط والكويت وعمان وسيول، كلها تشير إلى تحركات حثيثة للتسابق مع الزمن من أجل الوصول إلى المرحلة المقبلة في أتم الجاهزية، بينما منتخبنا في استراحة غامضة.

الأردن وكوريا والكويت غيروا مدربيهم ودخلوا في معسكرات قاسية استعدادا للمنافسة الأخيرة، أما نحن فتشغلنا قضايا روتينية كتجديد عقد المدرب الذي يفترض به أن يكون آليا وسريعا حتى لو أنه طالب بزيادة قيمة عقده.

كان يفترض على القائمين على الاتحاد السعي لتوفير كافة مستلزمات الإعداد للجولة المقبلة، لكونها تعد مفصلية نحو التأهل إلى المونديال.

فإذا كان مدربنا القدير كاساس قد جرى التعاقد معه لهذه الغاية، أي الوصول إلى كأس العالم، فما المبرر الذي يستدعي مناقشة الأمور المالية في خضم توقيت حرج.

أولا، مطلب كاساس منطقي ومعقول، بعد أن لمسنا جديته وإنجازاته الكبيرة، ومن الطبيعي أن يتم تعديل العقد وفق متطلبات المرحلة.

ثانيا، يجب التركيز على الأمور الواجب توفرها في مرحلة إعداد المنتخب، وذلك لأنها تتطلب العناية الفائقة والتركيز، فكل الفرق تكافح من أجل الفوز بالمقاعد المتوفرة للوصول إلى كأس العالم، وبالتالي لا يجوز التعامل ببخل مع هذه القضية وإتاحة كل الإمكانات لنجاح هذه المرحلة التي تعبنا من أجل الوصول إليها.

ثالثا، كل ما تحقق من جهد خلال الجولة الماضية قد يتبخر جراء تهاون أو بخل في النفقات. حلم العراق في بلوغ المونديال لا يحسب لشخص وليس فيه طابع نقابي، فهو بالدرجة الأساس يرتكز على أمل الشعب والجماهير الرياضية في رؤية منتخبنا يلعب في كأس العالم بعد عقود من التيه.

إن هذا الحلم يستحق منا تقديم كافة التسهيلات، وبالتحديد الإمكانات المادية لتحقيقه، فأي خلل يحدث في انسيابية تجديد عقد المدرب، وأي تلكؤ يحدث في مسألة المعسكرات التدريبية، سيؤثر سلبا في معنويات المنتخب وتماسك قواه البدنية وإمكاناته الفنية .

على الاتحاد وكل من له علاقة بهذا الشأن تسهيل الأمور، لتحقيق التوازن النفسي والدفع بعجلة الإعداد إلى الأمام، فنحن أمام منعطف تاريخي ليس فقط بحالة المشاركة في المونديال، وإنما في قضية استعادة العراق لوجوده الفاعل بين منتخبات القارة الآسيوية، وتقدمه لمراتب عليا في التصنيف الدولي، وبالتالي عاد العراق بقوة إلى الاستحقاقات الدولية بفضل هذا المدرب الذي يحاول الاتحاد إقامة لجان للتفاوض معه على مبلغ يعد زهيدا بالنسبة لتحقيق الإنجاز.