خبراء: الكهرباء بحاجة إلى محطات إنتاج متنقلة وتأهيل شبكة التوزيع

اقتصادية 2024/07/23
...

 بغداد: حسين ثغب

إجماعٌ على أنَّ قطاع الطاقة في العراق يحتاج إلى تنظيم مفاصله استناداً إلى خطط مدروسة تشخِّص الخلل وتعمل على معالجته، إذ يتطلب هذا القطاع حلولاً سريعة تعالج النقص في تجهيز الطاقة وأن يبدأ العمل بتوفير محطات متنقلة تخفف الأحمال في المدن والقصبات أوقات الذروة، والعمل على تطوير شبكة التوزيع بعد أن تقادمت وتجاوزت عمرها الافتراضي.

وافتتح رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أمس الأول خط الربط الكهربائي العراقي التركي بقدرة 300 ميغاواط عبر محطة غرب الموصل لتغذية المنطقة الشمالية، بعد تعثر دام 20 عاماً.

وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أحمد موسى،: إنَّ "المشروع العراقي التركي يربط محطة جزرة داخل الأراضي التركية بمحطة كسك التحويلية في محافظة نينوى من خلال خطوط ناقلة يصل طولها إلى 115 كيلو متراً" .

وبحسب موسى، فإنَّ هذا الربط يحقق منفعة تبادل الطاقة، والحديث عن 300 ميغاواط يمكن أن يستوردها العراق من خلال هذا الربط في أوقات الذروة، وجرى الاتفاق مع الجانب التركي على أن يعاود بأوقات غير الذروة بدفع كميات من الطاقة بما يحتاج إليه الجانب التركي ليحقق منفعة تبادل الطاقة" .

وأشار المتحدث، باسم وزارة الكهرباء، إلى أنَّ "الربط سيحقق ارتباط الشبكة العراقية بشبكة أوروبا عبر الجانب التركي، ولن يكلف العراق أي مبالغ لقاء عدم استيراده من الطاقة، إذ إنَّ العراق يستورد الطاقة حسب حاجته لها بأوقات الذروة" .

وبيَّن أنَّ "تركيا مرتبطة بشبكات النقل الأوروبية، ومن خلال الربط العراقي التركي، سيتيح للعراق الربط مع أوروبا وسيكون هناك تبادل منفعة من خلال موقع البلد، ففي حال توفرت الطاقة لدى بعض الدول المصدرة التي يرتبط بها العراق كالخليج والمحيط العربي، يمكن أن تستغل الشبكة العراقية وتلعب دوراً مهماً كممرر للطاقة إلى أوروبا والعكس إلى المحيط العربي عبر العراق"

من جانب آخر يرى المختص في شؤون الطاقة حيدر البياع أنَّ قطاع الكهرباء في العراق يحتاج إلى علاج مشكلات مزمنة بطريقة آنية ووفق خطط مدروسة، إذ أشرت الفرق المتخصصة في صناعة الكهرباء وجود ضائعات كبيرة في إنتاج الطاقة الكهربائية، بسبب تردي شبكة توزيع الطاقة التي باتت سبباً رئيساً في هدر كميات كبيرة من الإنتاج.

وشدَّد على ضرورة أن تكون هناك خطط تعمل على تطوير واقع نقل الطاقة الكهربائية وبشكل مرحلي لتشمل جميع المناطق التي تعاني تقادم شبكة التوزيع وتراجع أدائها، لافتاً إلى أنَّ الطرق البدائية في إصلاح كثير من مفاصل الشبكة تمثل سبباً رئيساً في هدر الطاقة التي يتم نقلها من محطات الإنتاج المختلفة إلى المستهلك الأخير.

ولفت البياع إلى إمكانية معالجة ضغط الأحمال الذي تعانيه المناطق من خلال التوجيه بنصب محطات إنتاج متنقلة تعمل على تغذية المدن أو المناطق بشكل مباشر وهذا أحد الحلول الوقتية ومعتمد عالمياً ويمكن أن نعتمده في البلاد إلى حين النهوض بقطاع الكهرباء في العراق.

وأشار إلى وجود شركات عالمية متخصصة توفر مثل هذه المحطات النوعية وبالوقود المناسب، وتعمل على تأمين التيار الكهربائي إلى جميع المناطق في العراق.

وأكد أنَّ الجهد الذي يُبذل في قطاع الطاقة الكهربائية كبير ولكن حجم الحاجة يزداد، في ذات الوقت تواجه البلاد نقصاً في إنتاج الطاقة في أوقات الذروة، الأمر الذي يتطلب أن نوظّف القدرات التي تملكها البلاد في الاتجاه الذي يخلق استقراراً في الطاقة الكهربائية.

عضو مجلس إدارة منتدى بغداد الاقتصادي هادي هنداس أشار إلى أنَّ قطاع الكهرباء يمثل عصب الحياة الاقتصادية في البلاد، وهذا الأمر يتطلب البدء بخلق قطاع طاقة كهربائية متكامل يضمن توفر الخدمة طوال أيام السنة دون استثناء، وهنا لابد أن نبدأ بتطوير الأداء في هذا القطاع بشكل مرحلي وبمواصفات عالمية.

وأشار إلى أنَّ تنظيم هذا القطاع يمثل ضرورة حتمية ولابد أن تكون هناك جباية من جميع المستفيدين من قطاع الطاقة وتوظف هذه الأموال لتطوير مفاصل هذا القطاع، لافتاً إلى أن الأغلبية في البلاد تحصل على التيار الكهربائي دون مقابل.

ولفت إلى أنَّ شبكة التوزيع في معظم مناطق البلاد تجاوزت عمرها الافتراضي وتحتاج إلى تجديد بهدف تقليل نسبة الضائعات الناتجة عن تقادم هذه الشبكة، الأمر الذي يحتِّم على وزارة الكهرباء أن تبدأ بتطوير شبكة توزيع الطاقة وبشكل 

مرحلي.

وشدَّد على أهمية أن يكون الأداء نوعياً ووفق المواصفات العالمية، لاسيما مع تواجد شركات متخصصة إقليمياً وعالمياً يمكن أن تكون رافداً لقطاع الطاقة بأهم متطلباته وتنقله إلى مرحلة أفضل، ويمكن التواصل مع هذا الجهد الإقليمي والمحلي لمعالجة جميع مشكلات قطاع الطاقة الكهربائية في العراق.

ونبّه هنداس إلى أنَّ الجدوى الاقتصادية لتطوير قطاع الطاقة الكهربائية كبيرة، وتنقل البلاد إلى مرحلة أفضل على جميع المستويات، إذ ستكون حافزاً لتطوير القطاعات الإنتاجية والخدمية وبذلك يكون هذا التكامل خطوة أولى على طريق التنمية المستدامة التي ينشدها العراق.