نحن وأولمبياد باريس

الرياضة 2024/07/24
...

خالد جاسم

المؤكّد أنَّ مشاركة الرياضة العراقيَّة في الأولمبياد الصيفي الذي سترفع الستارة عن مسرح أحداثه في العاصمة الفرنسيَّة الجميلة باريس، تكاد تبتعد عن الصفة الرمزية التي كانت صفة حاضرة على أرض الواقع في مشاركاتنا الماضية أولمبياً، وهذا يعني أنَّ حضورنا المرتقب في الأولمبياد ستتوافر فيه سمة التنافس القوي والحضور الفاعل في المنافسات العالمية هذه، ومن ثم فإنَّ إمكانية الحصول على ثاني وسام أولمبي للرياضة العراقية بعد الوسام الوحيد الذي أحرزه الراحل الطيب الذكر عبد الواحد عزيز في أولمبياد روما عام 1960 هو وإن كان حلماً صعب المنال بل ويقترب وفق ما يرى كثيرون من الاستحالة إذا جاز القول في أولمبياد باريس يعد واقعاً. وعندما نؤكد هذه الحقيقة الساطعة والمقترنة بجوانب موضوعية ترتدي الثوب الواقعي لرياضتنا لا نريد الاستهانة بقدرات رياضيينا أو التقليل من شأن رياضتنا بقدر ما تمنح المشاركة في الأولمبياد للمتابع مؤشرات متجددة تفصح عن تخلفنا وابتعادنا الكبير عن المستويات المتقدمة التي تحضر بقوة في سماء منافسات الدورة الأولمبية التي تكاد تعطي مؤشرات حقيقية عن مدى التطور والتقدم الحقيقي الذي بلغته الرياضة في دول العالم والتي يكون الأولمبياد وبطولات العالم في مختلف الألعاب معياراً لديها في تأشير التقدم أو التراجع وليس كما نفعل نحن عندما وضعنا معيار المشاركات في بطولات إقليمية وعربية محدودة المستويات والتطور كمؤشر على ما بلغناه من مديات متطورة, والدليل أنَّ مشاركتنا في آخر أولمبياد وهو أولمبياد طوكيو 2020 قد جاءت في بضع فعاليات لم تزد على أصابع اليد الواحدة برغم ما سُخّرت من إمكانات مادية طوال الأشهر التي سبقت انطلاق الفعاليات الأولمبية من أجل ضمان بطاقات التأهل الحقيقي لمنتخباتنا في التصفيات الأولمبية في ألعاب مثل المصارعة والملاكمة والرماية والقوس والسهم والتجذيف وألعاب القوى وكرة القدم وغيرها. وعندما نستذكر هذه الحقائق ذات الصلة بمشاركتنا الأولمبية الحالية فإنَّ المشهد المفرح الأول الذي يقفز أمام ناظرينا هو حضور الكرة العراقية في مسابقة كرة القدم. والتي صار لكرة العراق الأولمبية شأن واعتبار منذ أحرازنا المركز الرابع في أولمبياد أثينا 2004. كذلك فإنَّ ذكر بعض من تلك الأمور المتعلقة بمشاركتنا المرتقبة في الأولمبياد لا يلغي الجوانب المشرقة الأخرى ومنها تأهل الرياضي علي عمار يسر في رفع الأثقال بما يعزز هيكلية حضورنا في منافسات الدورة الأولمبية, كما أنَّ حسن التخطيط ومهارة التنفيذ لكل المفردات الفنية والتنظيمية للبعثة العراقية للأولمبياد ومن خلال الجهود التحضيرية المتميزة قد أضفى الكثير من الملامح الجميلة التي سوف تؤطر صورة بعثتنا الرياضية في هذا الحدث الكوني الكبير ولا سيما على صعيد توفير المعسكرات التدريبية وفرص الاحتكاك والتباري مع المدارس المتقدمة سواء في كرة القدم أو بقية الفعاليات ومع ما تم التعاقد عليه من تجهيزات ومعدات تسهم في توفير أفضل صور التحضير والتهيئة للمنافسات الأولمبية مع ما يضمن تقديم الرياضة العراقية بأبهى صورة أمام أنظار العالم الذي ستصل إليه الرسالة البليغة المعاني والكبيرة المدلولات على أنَّ العراقيين بحجم التحدي دائماً وهم عشاق محبة وسلام وآخاء ولم تمنعهم الهجمة الظلامية والإرهابية المستمرة على بلادهم من رفع أغصان الزيتون في دلالة صريحة على حبهم للحياة والسلام وعزمهم في المضي دائماً في درب العطاء والإبداع الرياضي رغم أنوف المتآمرين والمتربصين شراً بهذا البلد العظيم, وتلكم هي الرسالة الأهم والأكبر في حضورنا الأولمبي.