تقنيات الحفر والاحتياطي النفطي

اقتصادية 2024/07/24
...

وليد خالد الزيدي

من بديهيات العمل في الحقول النفطية أن آليات الحفر المتطورة ذات الكفاءة العالية تأتي بنتائج مهمة على مستوى الاستخراج والاكتشاف الجديد لاسيما كميات الخام الاحتياطية التي تكمن في أعماق تلك الحقول وفي المناطق الجنوبية على وجه التحديد ويؤكد ذلك مجموعة من الجيولوجيين المتخصصين على أن الإحصاءات تستند إلى حد كبير إلى بيانات قدرت منذ عقود أن الحقول غير المستكشفة في العراق قد تحتوي على احتياطيات للنفط أكبر بكثير مما مؤشر أصلاً وربما يتجاوز العراق مركزه الخامس عالمياً بكميات الاحتياط النفطي على مستوى الدول الغنية بالخام وما يعزز تلك المؤشرات الإجراءات التي تقوم بها وزارة النفط هذه الأيام ومن خلال تحديث آليات الحفر في بعض الحقول الجنوبية بواسطة تدشين جهاز الحفر العملاق في العراق والذي يعمل بقوة تصل إلى(2000) حصان وذلك في حقل مجنون تحديداً
إن تأثير عملية الحفر بهذا الجهاز الذي يعد الأكبر في العراق فوائده كثيرة لم تستطع بقية الأجهزة الأقل قوة التوصل إليها وتأثيراته الإيجابية على العملية الإنتاجية في الحقل المذكور جديرة بالاهتمام لكونه يتصف بقدرة فائقة على حفر أعماق أكبر مقارنة مع الأجهزة ذات القدرة الأقل منه ذلك لأن جميع معداته مصنعة بتقنية عالية لغرض الوصول بعمليات الحفرإلى مستويات عميقة يمكن أن تحقق الغرض المرجو منها وهو في الغالب حفر الآبار الاستكشافية والتقييمية فضلاً عن التقنية الفنية لمعالجة الحالات والمشكلات التي قد تحصل أثناء عمليات الحفر في عمق الآبار المستهدفة فضلاً عن تأشيره معلومات جيولوجية عن الطبقات الصخرية التي يمكن أن تضيف أرقاماً جديدة لحجم الاحتياطات الوطنية علاوة على ما تم تأكيده في الإحصائيات السابقة التي بينت أن العراق يتمركز في التصنيف الخامس من بين أفضل الدول التي تمتلك احتياطيات نفطية متعاظمة حسب إحصائيات شركة ايني الإيطالية النفطية ومن بين أكبرعشر دول بالعالم وبمقدار(145) مليار برميل وذلك قبل عامين تقريباً وبمعدل نمو قابل للتغيير صعوداً
الاستخدامات الحديثة التي تعمل عليها وزارة النفط ومن خلال شركة حفر الآبار التابعة لها تمتلك كل الاحتمالات على مستوى الاستكشافات الجديدة ومنها تسجيل أرقام حديثة في مجال احتياطات حقول جميع مناطق العراق وبشكل متصاعد فبعد تقديرات متباينة على نطاق واسع بشأن تلك المؤشرات ومن خلال أرقام وزارة الطاقة الأميركية قبل عقدين تقريباً اشرت أن العراق لديه(112) مليار برميل احتياطي كما سبق أن قدرت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية احتياطيات النفط العراقي بـ(78) مليار برميل وذلك عام(1995) غير أن مصادر نفطية محلية توقعت حينها أن الاحتياطيات المحتملة قد تبلغ(300) ملياربرميل
وبعد  تلك المؤشرات تأتي الدلائل لتشير وبما لايقبل الشك إلى أن أعمال وإجراءات القائمين على قطاع النفط ومن خلال التحديث والاستثمار في عمليات الحفر تذهب إلى أن مستويات احتياط النفط في العراق تتصاعد بشكل طردي مع تلك الإجراءات ومن خلال الجهود الكبيرة التي تسعى إليها وزارة النفط لتحقيق أهداف التنمية وتحديد المؤشرات البيانية لكل ما يتعلق بهذا المجال وما يمكن أن يبلغه من نجاحات على المدى البعيد وسوف يذهب بالنفط وهو العامل الاقتصادي الحيوي إلى تأثيرات إيجابية كبيرة على التنمية الشاملة في بلدنا