أوراق باريسيَّة

الرياضة 2024/07/28
...

كاظم الطائي

تُعدّ كرة القدم هي الطاغية في المنافسات الأولمبيَّة التي افتتحت رسمياً مساء الجمعة في باريس وسبقت فعاليتها بقية الألعاب بدءاً من الرابع والعشرين من تموز الحالي بلقاءات مثيرة أطرافها منتخبنا الأولمبي الذي تفوق على نظيره الأوكراني والتقى مساء أمس منتخب الأرجنتين، وصراع محتدم في مجموعتنا الحديدية وبقية الفرق لكن مساحة مقال اليوم سأخصصها للحفل الافتتاحي لأولمبياد باريس الذي أقيم بطريقة غير معهودة على شواطئ نهر السين ومقتربات أهم الشواهد في فرنسا برج إيفل وقصر الاليزيه وشارع الشانزليزيه بمشاركة عدد من نجوم الرياضة العالمية في الدورات الأولمبية يتقدمهم الأسطورة الكروية زين الدين زيدان ولاعب التنس الإسباني نادال والعداء الأميركي كارل لويس ولاعبة الجمناستك نادية كومانتشي ولاعبة التنس سيرينا وليامز وأبطال الكثير من الفعاليات الرياضية من الأصحاء وذوي الهمم.
الوفود المشاركة من أكثر من 200 دولة استعرضت عبر زوارق وسفن صغيرة وكبيرة لوَّح رياضيوها بأعلام بلدانهم.
استغرق عرض الافتتاح نحو 4 ساعات واجتمعت اليابسة والأنهر وزخات المطر الغزيرة وشرفات المنازل والتقنيات الحديثة والخدع السينمائية والعروض الفنية لفنانين من فرنسا وخارجها في إخراج عرض مبهر وتم إيقاد شعلة الأولمبياد وتوهج منطاد ارتفع في سماء المكان إيذاناً بانطلاق المنافسات.
لا أعرف لماذا انحزت لعروض سابقة تابعتها عن بعد في افتتاح نسخ ماضية من الأولمبياد أو عن قرب وأهمها في لندن في العام 2012 وتسنى لي أن أحضر فعاليات الأولمبياد مع فريق عمل إعلامي من شبكة الإعلام العراقي وتابعنا عن كثب مجريات المنافسات من قلب الحدث وتم عمل أستوديو تحليلي يومي بالقرب من الملعب الرئيس في لندن في البرنامج اليومي وعلى الهواء مباشرة عملنا كفريق عمل موحد لتهيئة الأخبار واللقاءات واستقدام الضيوف والتقاطات يومية من مختلف الملاعب مثل ويمبلي والقاعات التي احتضنت السباقات الرياضية وأعددت رسالة يومية لصحيفة الصباح عن استعدادات رياضيينا للبطولة ونتائج مشاركتهم وأبرز الحصاد اليومي للأحداث فضلاً عن استضافتي أكثر من مرة بالأستوديو التحليلي لقنوات الشبكة والرسالة الموحدة لاتحاد إذاعات الدول العربية.  لم نتوقف عند حدود الزمن اليومي وواصلنا الليل والنهار لتقديم حصيلة جديرة بالتقدير والاهتمام وكان بعضنا صائماً طيلة أيام الأولمبياد، إذ صادف موعد الدورة الأولمبية مع شهر رمضان المبارك وكان وقت الفطور بين التاسعة والنصف مساء بتوقيت غرينتش والعاشرة ليلاً والسحور في الثانية والنصف بعد منتصف الليل.  لا أنسى المطر الغزير في افتتاح أولمبياد لندن في العام 2012 والذي تكرر الجمعة في باريس فقد أمضينا آنذاك أصعب وقت بحثاً عن البوابة التي ندخل منها الملعب لمتابعة العرض الافتتاحي المذهل بمشاركة آلاف الطلاب والطالبات وحشد من الرياضيين والفنانين بينهم الممثلة ميريل ستريب التي جاورتها في أحد مقاعد قطارات الأنفاق من إحدى مدن العاصمة الإنكليزية لغاية الأبواب الخلفية للملعب الرئيس وتابعت ما أداه بطل أفلام جيمس بوند والممثل الكوميدي مستر بين وغيرهم وهالنا حضور الملكة إليزابيث وإدخالها بمشهد مؤثر ضمن عرض الافتتاح لن يغادر الذاكرة.  حبكة الإنكليز رسمت معالم غاية بالإبداع لمخرج هوليوودي أتقن أدواته جيداً وترك لمشاهديه لقطات مثيرة أعدها أرقى من افتتاح باريس المطول وإن حضر فيها الماء والطبيعة الخضراء والوجه الحسن.