شـائِـق.. وصعب.. وحاسم

الرياضة 2024/07/29
...

علي رياح



يحدث في كرة القدم أن تتطابق توقعاتك مع ما تُسفر عنه المباريات، كثيرها، أو قليلها.. لكنَّ الكرة تبقى رياضة عَصيّة على الحساب الرقمي ولا تستقيم معها- في كلّ مرّة- أي معادلات تستند سواء إلى قراءات أوليّة أو حتى إلى ما يستنتجه الخبراء فيها، يسري الأمر بالطبع على من يمتهن التحليل من باب البحث عن فرصة ظهور تلفزيوني أو فرصة لتمضية الوقت.

عندما هزم المنتخب المغربي نظيره الأرجنتيني في افتتاح مباريات المجموعة الثانية لدورة باريس، كان الرأي أنَّ المهمة ستكون غاية في اليسر والسهولة بالنسبة لمنتخب أسود الأطلس وهناك من قال إنه سيلتهم الجميع وسيتوّج بذهب الدورة الأولمبية.

جاء فوزنا بعد ذلك على أوكرانيا لكي يرفع أسهم المنتخب الأولمبي العراقي من درجة متدنية وفقاً للتوقعات التي سبقت الدورة، إلى مستوى المبالغة في إظهارنا وكأننا لم نعد نخشى منتخباً، وأننا في الطريق إلى إنجاز أولمبي.

هنا تتدخل الكرة بطبيعتها المتقلبة ومفاجآتها الصادمة في الجولة الثانية لتجعل من حسابات اليوم الأول هشيماً تذروه الريح، فقد سجّل منتخب الأرجنتين عودة طبيعية ومنطقية إلى سكة النجاح وفاز بثلاثية على منتخبنا، وضرب المنتخب الأوكراني أوساط الدورة بدهشة شديدة حين فاز على نظيره المغربي، وقد كان الفريق الأوكراني يفعل كل هذا وهو يلعب بعشرة لاعبين.

أصبحت لدينا الآن أربعة منتخبات تملك رصيداً واحداً هو ثلاث نقاط.. سؤالي هنا: من كان يتوقع سيناريو الجولة الثانية بالاستناد إلى ما أسفرت عنه الجولة التي سبقت؟! بينما ستكون المعطيات برمتها موضع جولة ثالثة وأخيرة تفصل الخيط الأبيض من الخيط الأسود، والموعد غداً الثلاثاء بلقاء العراق مع المغرب، والأرجنتين مع أوكرانيا، سيكون مثيراً، إذ يجرى سباق المنتخبات الأربعة في توقيت واحد لكي نباشر نحن ومنذ اللحظة الأولى مواكبة النتيجة وتأمل الترتيب وذلك في سيناريو ممكن الحدوث في مباريات مجموعة تقام مبارياتها وفق نظام الدوري لمرحلة واحدة، لكن نسبة حدوثه ليست عالية في كثير من البطولات المُماثلة.

بقدر تعلّق الأمر بمنتخبنا، أتوقع له مباراة صعبة ربما سيواجه فيها الكثير من الأوقات العصيبة، وهذا ليس تقليلاً من شأن منتخبنا أو لاعبينا، إنما أنا هنا أتحدث عن عطاء فني قدّمه المنتخبان بصرف النظر عن النتائج، فمن جهة كان منتخبنا سلبياً للغاية في الحصة الثانية من لقائنا الأخير أمام الأرجنتين وتبنّى أسلوباً دفاعياً عقيماً لم يورثنا سوى الخسارة في نهاية المطاف، بينما كنت أتمنى أن تطغى عليه روح الشوط الثاني من مباراته أمام أوكرانيا والتي حقق فيها الريمونتادا، في حين رأيت المنتخب المغربي مهاجماً بلا هوادة حتى لدى خسارته أمام أوكرانيا، ولو أحصيت الفرص الثمينة التي أهدرها لزادت على ست أو سبع فرص ذهبية.

اللقاء العراقي- المغربي غداً سيكتسب طابعاً جماهيرياً شديد السخونة وأرجو أن تمرّ التفاصيل في إطار كرة القدم وروحها السامية. لا أنسى أن أتمنى لنفسي ولبلدي أن يكون الفوز لمنتخبنا، وفي الإطار الأوسع أتمنى أن تكون تذكرتا الصعود عن المجموعة عربيتين.. قد يكون الأمر شائقاً شاقّاً من حيث المبدأ، لكن الكرة تعلمنا في كل مرّة أنَّ لديها انقلابات جارفة وربما عصيّة على الاستيعاب أيضاً.