د عدنان لفتة
تجسّد الكاتبة اللامعة أحلام مستغانمي أحلامنا المؤجّلة منذ أكثر من ستين عاماً نحو الوسام الأولمبي فهي تقول: الأحلام التي تبقى أحلاماً لا تؤلمنا، الألم العميق هو على ما حدث مرة واحدة وما كنا ندري أنه لن يتكرر، نعم هو وسام وحيد للرباع الراحل عبد الواحد عزيز تحقق في أولمبياد روما 1960، وماكنا ندري أنه يبقى حصادنا الوحيد طوال هذه العقود لذا نواصل الحلم في كل دورة أولمبية دون أن نصل إليه!!
جمع الرياضيون العرب 129 ميدالية (32 ذهبية، 31 فضية و64 برونزية)، طيلة مشاركتهم في نسخ الأولمبياد المتعاقبة، منذ أولمبياد ستوكهولم عام 1912 إلى غاية آخر دورة أولمبية في طوكيو عام 2020.
كنا من الدول العربية القليلة الحائزة على وسام أولمبي وللأسف اليوم نحن في المركز الأخير بعد أن عبثت الحروب والحصارات والأزمات السياسية والاقتصادية بنا فنقف على خط واحد مع جيبوتي بوسامنا البرونزي اليتيم وتتقدم علينا 13 دولة عربية بأوسمتها المتجددة آخرها برونزية المصري محمد السيد في منافسات سلاح سيف المبارزة بأولمبياد باريس.
وتتصدّر مصر الأوسمة العربية بحصيلة 38 وساماً منها 8 ذهبية ثم المغرب بأربعة وعشرين وساماً وفي المركز الثالث الجزائر بسبعة عشر وساماً تليها تونس بخمسة عشر.
حصيلة مؤلمة تحكي قصصاً طويلة من ابتعادنا عن التطور وتراجع ألعابنا الرياضية وعدم قدرتنا على النهوض من سباتنا الأزلي.
استهلت أولمبياد باريس بفضيحة عراقية مدوية بسقوط لاعب الجودو في فخ المنشطات، إذ قررت الأولمبية الدولية استبعاده قبل إصدار عقوبة الإيقاف الدولي المتوقع إعلانها بعد وقت قصير.
القضية يجب ألّا تهمل ولابد من التحقيق بها وعدم القبول بأي ذريعة للإساءة إلى بلدنا وتشويه سمعتنا بشكل مستغرب!!
أحلامنا مستمرة رغم كل التحديات مع عملنا المفقود، نكرر بعد نهاية كل ألعاب أولمبية وعودنا بالتخطيط والعمل لسنوات مقبلة من أجل تحقيق الوسام المنتظر، نكرر مؤتمراتنا وجلساتنا ونقاشاتنا بشأن كيفية ابتداء مشاريعنا والأخذ بيد أبطالنا الذين نتوسم بهم بصيص أمل لإنجاز ما نتمناه ونطمح إليه.
حديث الأوسمة ينتهي بعد شهر واحد من نهاية كل أولمبياد ونعود إلى حكايات المشاركات الهامشية في بطولات غرب آسيا أو البطولات الودية بمختلف الألعاب ونتغنى بنتائجها ونكرم أبطالها وكأنها إنجازنا المنشود، وتواصل رياضتنا عملها بلا تخطيط أو مشاريع بناء حقيقية رغم المليارات التي تصرف عليها منذ سنوات طويلة دون انعكاس على واقعنا الرياضي أو منجزنا الأولمبي الغائب عنا.
تملؤنا الحسرة عن تقاعسنا الدائم وتخبطنا غير المنتهي، لسنا بلداً فقيراً وحكومتنا من حمد الله تفتح أبوابها للمبدعين ولا تقصر أبداً في رعاية أصحاب الإنجاز أينما كانوا.
ما زلنا نحلم بوسامنا الأولمبي الثاني متمنين ألّا تنفضّ الأيام الفرنسية دون فرحتنا الكبرى، فمن حقنا أن نطمح ونشهد وساماً آخر يعبد الطريق لأوسمة جديدة، يحفز كل الألعاب والرياضيين لتحقيق الأحلام التي حان موعد قطافها.