مدربون وإعلاميون يصفون مشاركة منتخبنا الأولمبي بالمخيّبة
بغداد: حيدر كاظم ونبيل الزبيدي
كربلاء: حامد عبد العباس
الحلة: محمد عجيل
انتقد مدربون وإعلاميون المشاركة المتواضعة لمنتخبنا الأولمبي بكرة القدم في أولمبياد باريس، المقامة فعالياته حالياً في فرنسا بعد خساراته الكبيرة أمام المنتخب المغربي بثلاثيّة نظيفة وتذيّله المركز الأخير في مجموعته بثلاث نقاط، مؤكدين في الوقت نفسه أنَّ الطاقم الفني أخطأ في هيكلة الفريق لاسيما في خط الوسط وتجاهل أسماء مميزة من المحليين والمحترفين استحقت التواجد في المحفل العالمي لمواجهة الفوارق الفنية والبدنية الكبيرة لبقية المنتخبات.
حبيب جعفر: المشاركة هي الأسوأ
أول المتحدثين إلى «الصباح الرياضي» كان نجم كرتنا السابق حبيب جعفر الذي يرى أنَّ «الخسارة أمام أسود الأطلس كانت متوقعة بحكم الفوارق الفنية للفريق المغربي الذي وصل إلى الدور النصف النهائي في فعالية أولمبياد باريس وتفوقه الأخير على منتخب أميركا برباعية نظيفة»، مشيراً إلى أنَّ «كتيبة المدرب المغربي طارق السكتيوي ضمت في صفوفها عناصر محترفة ضمن الدوريات الأوروبية المتقدمة».
ويضيف أنَّ “مشاركة أولمبينا في باريس تعد الأسوأ في تاريخ الأولمبياد من ناحية الأداء، مقارنة مع الدورات الخمس الأخرى، لا سيما في أثينا وريو دي جانيرو، حينما نافس أبطالنا البرتغال وإيطاليا والبرازيل لكن هذه المرة ظهر بلا شخصية، إذ لم يستعن الطاقم التدريبي بلاعبين آخرين في مركز الوسط لتعزيز القدرات الدفاعية وإعادة الربط بين الخطوط بعيداً عن الأداء العشوائي».
علي وهيب: المدرب يتحمل الإخفاق
بدوره، يقول المدرب علي وهيب: إنَّ «الجهاز الفني يتحمل الإخفاق لأنه أصرّ على اختياراته التي لم تكن صائبة، وتجاهل أسماء جيدة من المحليين والمحترفين استحقت التواجد وتمثيل المنتخب في أهم حدث على المستوى الأولمبي، على غرار أموري فيصل وألكسندر اوراها وعلي الموسوي وأمير العماري وزيدان إقبال وحسن عبد الكريم (قوقية) وجلال حسن وعلي كاظم ومحمد حميد». ويجد أنَّ “كرتنا لا تزال تعاني الكثير من العلل والمشكلات بدءاً من التأسيس واختيار النوعيات من اللاعبين مروراً بالقناعات الفنية والخططية الخاطئة، ولقد لمس الجميع مدى الفوارق المهارية والذهنية العالية للاعبي المنتخبين الأرجنتيني والمغربي وحتى الأوكراني من حيث القدرة على التسلّم والدوران والتصرف والجري بالكرة في المناطق الضيقة وفتح زوايا التهديف من الأوضاع الصعبة، وهي مزايا مهمة وأساسية تلعب دوراً مهماً في تطبيق العديد من أساليب اللعب والتكتيكات بجودة عالية».
حيدر عبودي: أخطاء في توظيف اللاعبين
من جانبه، يجد المدرب حيدر عبودي أنَّ «راضي شنيشل لم يوظف التشكيلة الأساسية بالمستوى المطلوب ودخل المباراة الأخيرة ضد المغرب متوجساً ومتراجعاً إلى المناطق الخلفية وقد أعطى الفرصة للمغاربة لشن الهجمات المتتالية والسيطرة على كامل أرضية الملعب والتهديد المستمر للمرمى العراقي»، مؤكداً أنَّ «التشكيلة التي لعبت في خاتمة الجولة الأولى تعد الأسوأ في تاريخ كرتنا على الأقل في العشر سنوات الأخيرة من دون أن نغض الطرف عن مشكلة التأٍسيس للاعب المحلي، فالسواد الأعظم منهم لا يجيدون خصائص المركز بالشكل الأمثل وهناك من يفتقد للكثير من القدرات المهارية الأخرى وقد ظهر ذلك في المباريات عالية الجودة والمستوى المرتفع».
سالم عودة: يجب إعادة النظر في تسمية المدربين
من جهته، ينتقد المدرب سالم عودة أداء الأولمبي بشدة قائلاً: «جميع اللاعبين من دون استثناء تقاعسوا عن تقديم الأداء المطلوب قياساً بالدعم المقدم للمنتخب من معسكرات تدريبية ومباريات ودية ومكافآت مالية وقطع أراض سكنية»، مشدداً على أنَّ «المدرب أخطأ في وضع تصورات واضحة عن منتخبات مجموعته بل أنَّ التشكيلة منذ البداية لم تكن منتجة واتسمت بالنزعة الدفاعية مع وجود مهاجم واحد هو أيمن حسين ينتظر الهجمات المرتدة»، مطالباً اتحاد اللعبة بـ»ضرورة إعادة النظر في الخطط الموضوعة بما يخص المنتخبات العمرية مثل الأولمبي والشباب والناشئين من أجل تلافي الانتكاسات الكروية في المرحلة المقبلة».
مدرب عفك: خيارات المدرب للتشكيل خاطئة
من جانبه، يوضح مدرب نادي عفك حيدر عباس أنَّ «خروج منتخبنا الأولمبي من المسابقة كان منطقياً مقارنة بالفوارق الفنية مع بقية المنتخبات المشاركة»، مضيفاً أنَّ «التأهل للأولمبياد كان إنجازاً وفق الظروف المحيطة بإعداد
الفريق».
ويلفت إلى أنَّ من “أهم أسباب الخسارة والظهور بهذا المستوى الذي ترك أكثر من علامة استفهام لدى الشارع الرياضي يتحملها المدرب بالدرجة الأساس فهو المسؤول
عن اختيارات اللاعبين الأساسيين وفوق السن القانونية وهناك أسماء كثيرة لو تواجدت لكان الحال أفضل إلى جانب غياب دور المساعدين”، معترفاً أنَّ “المدرب العراقي مدرب محلي فقط وليس بمستوى هكذا بطولات
عالمية».
مؤيد اللامي: لاعبونا المغتربون أين هم؟
في المقابل أدلى الإعلام الرياضي بدلوه إزاء إخفاق الأولمبي مطالباً بتشخيص من قبل المعنيين، إذ يقول نقيب الصحفيين العراقيين مؤيد اللامي عبر موقعه إنَّ «الخسارة الثقيلة أمام المنتخب المغربي كانت متوقعة عطفاً على المستوى الذي ظهر فيه فريقنا خلال المباريات السابقة»، متسائلاً في الوقت نفسه «أين ذهب كل الدعم الذي قدم للمنتخب أمام نظيره المغربي وكأن لاعبينا يقفون مثل المتفرجين، أين اللاعبون المغتربون لماذا لم تتم دعوتهم». ويناشد بقوة “اتحاد اللعبة ضرورة التدخل وتقييم المشاركة الأخيرة التي تعد الأسوأ من أجل إصلاح هذا الخلل الكبير في الكرة العراقية التي يرنو لها الملايين من العشاق”، مضيفاً أنَّ “العراقيين لم يألفوا أبداً أن يشاهدوا منتخبهم مهزوزاً بهذه الصورة مانحاً خط الوسط إلى منافسه منذ الدقائق الأولى أعقبه انهيار واضح في المنظومة الدفاعية وسط عجز المهاجمين عن إيجاد الحلول».
يعقوب السعدي ينتقد الإعداد البدني للاعبينا
إلى ذلك، يشير الإعلامي الإماراتي يعقوب السعدي إلى أنَّ «ما حدث مع المنتخب الأولمبي العراقي أمر لا يصدق فقد ظهر من غير أسلوب ولا تكتيك خططي واضح وقد قدم أداءً عقيماً»، معرباً عن صدمته بشأن «مستويات بعض اللاعبين الذين ظهروا للجميع وكأنهم من دون أي إعداد بدني»، متمنياً «الاعتماد على طواقم محترفة تجيد التعامل مع إمكانيات اللاعب العراقي كما فعل الإسباني كاساس»، مشيداً بـ»قدرات المنتخب المغربي الذي بلغ النصف النهائي بأقل الأضرار وبأريحية تامة متمنياً له التتويج بالذهبية لأنه فريق رائع وكبير ويلعب بإمكانيات عالية».
حسين الشمري: أخفقنا في قراءة المنافس
من جانبه يعزو الإعلامي حسين الشمري أسباب الخسارة والظهور المتواضع لكتيبة الأولمبي في المحفل الفرنسي إلى «الخلل الواضح في أسلوب اللعب وقراءة المنافس واختيار نوعية بعض اللاعبين الذين لا يستحقون ارتداء قميص المنتخب بالإضافة إلى غياب الأوراق الخططية الرابحة التي يعول عليها المدرب»، مشدداً على أنَّ «المدرب راضي شنيشل يتحمل الجزء الأكبر من الإخفاق نتيجة اختياراته الخاطئة على غرار استدعاء المهاجم حسين لاوندي الذي جلس لمدة 3 أشهر في طور الاستشفاء بعد الإصابة الخطيرة التي حدثت في رأسه خلال مباريات دوري نجوم العراق وابتعاده عن أجواء التنافس لمدة طويلة».
وينوه بأنَّ “هناك أفضل من اللاعب سعد ناطق الذي اشترك فقط في المباراة الأخيرة وكان بالإمكان استدعاء آخرين”، متمنياً على “الإخوة المسؤولين في اتحاد اللعبة أن يناقشوا المشاركة الأخيرة وأن تكون خياراتهم صحيحة خلال المشاركات المقبلة بعيداً عن المجاملات والمحاباة وأن يكون الطاقم التدريبي واللاعبون في مستوى المنافسة والتحدي وإعادة الإنجاز السابق الذي تحقق في العام 2004 عندما كان أولمبينا قريباً من تحقيق الميدالية
النحاسية».