عقد كاساس الجديد يُثير الجدل في الأوساط الكرويَّة

الرياضة 2024/08/05
...

 بغداد: نبيل الزبيدي-
حيدر كاظم- أوس عبد الستار
 الحلة: محمد عجيل


جمال علي: اللجان الفنية هي الأساس في تقييم كاساس

أول المتحدثين إلى «الصباح الرياضي»، كان الخبير الكروي المعروف جمال علي الذي يلقي بـ «اللائمة على المكتب التنفيذي لاتحاد الكرة الذي تجاهل دور اللجان الفنية المتخصصة في هذا الأمر والتي تعنى بمسألة تقييم مدربي المنتخبات الوطنية وتستند في تقييماتها إلى التقارير الرقمية والإحصائية والمناقشات الدقيقة مع الطواقم المذكورة، كي يتم البت في مسألة تجديد
العقود أو إلغائها».
ويوضح أنَّ “جميع الاتحادات العالمية المتطورة تستخدم معايير تفاضلية وتلجأ إلى مقاييس خاصة لتدوين مسيرة الكفاءات التدريبية استناداً إلى قاعدة البيانات المتوفرة لتكون الفيصل في مسألة زيادة عقود المدربين أو تخفيضها بل وحتى إنهاء
التعاقدات معهم”، مضيفاً أنَّ
“غياب تلك المجسّات شجعت كاساس على رفع سقف مطالبه لاسيما أنه أدرك جيداً أنَّ الدعم الحكومي لم يتوقف على اتحاد الكرة وخير دليل الحوافز والمكافآت المالية التي حصل الطاقم الإسباني عليها بعد فوزه في بطولة الخليج الأخيرة
بمعية اللاعبين».
سعد حافظ: أطالب بإبرام عقود احترافية تحمي الطرفين

من جانبه، يرى المدرب الكروي سعد حافظ أنَّ «من حق المدرب كاساس أو غيره المطالبة برفع سقف راتبه لأنه لم يجد ما يلزمه في العقد بتحديد حدود عمله أو قيمة الأموال التي يحصل عليها والتي تعد من الأخطاء الكبيرة التي تقع فيها أغلب الإدارات التي تعاقبت على قيادة الاتحاد في العراق»، مطالباً بأن «يكون هناك معيار قانوني واضح يستند إليه الاتحاد في التعامل مع كاساس، حيث يرتفع سقف الراتب تلقائياً في حال تحقيق النتيجة مع الأخذ بعين الاعتبار مساحة عمله ومدى نجاحه في تحقيق الأهداف».
ويشير إلى أنه “من الأهمية بمكان أن يكون هناك فريق من القانونيين من أجل صياغة نموذج للعقد بشكل احترافي يتم من خلاله حماية حقوق الطرفين بعيداً عن الضجيج لأنَّ ما يتم تداوله من مطالب مالية لها أثر سلبي بين الجماهير والإعلام على أنَّ المدرب الإسباني يبدو مستغلاً اقتراب مرحلة الإعداد للتصفيات النهائية المؤهلة إلى كأس العالم».

كريم صدام: على الإعلام الرياضي
نشر العقد

إلى ذلك، يطالب المونديالي ونجم نادي الزوراء السابق كريم صدام «الإعلام بالاطلاع التام والكامل على تفاصيل وبنود العقد المبرم بين المدرب كاساس واتحاد اللعبة ونشره في القنوات والمنصات الاجتماعية لإحاطة الجميع بفقراته على أن يطبق الطرف الثاني مبادئ الثواب والعقاب في حال لم يتأهل إلى كأس العالم المقبل 2026»، مؤكداً أنَّ «تلك التقييمات تقع على عاتق اللجنة الفنية المسؤولة عن تحليل مسيرة المدربين والوقوف عند أداء المنتخبات عبر تقارير مفصلة أساسها قاعدة البيانات»، مؤكداً أنه «ليست لديه أي فكرة واضحة أو معلومات كافية عن بنود وتفاصيل عقد المدرب الإسباني كاساس».

عماد عودة: أين بصمة
كاساس الفنية؟
بدوره، يجد المدرب عماد عودة أنَّ «مطالبة كاساس برفع مقدار راتبه مردها الحقيقي هو غياب البديل المناسب من المدربين في الوقت الحالي لقيادة المنتخب الوطني مع اقتراب التصفيات المونديالية»، مضيفاً أنه «يجب أن تكون الزيادة مشروطة بإيصال منتخبنا إلى كأس العالم المقبل وإلا ما فائدة أن تمضي سنتان تقريباً من دون استقرار فني»، موضحاً أنَّ «الكرة الآن في ملعب اتحاد الكرة وهو المسؤول عن صيانة مهمة الوطني المقبلة».
وينتقد المدرب عماد عودة بشدة “الأسلوب المتبع في اتحاد الكرة من خلال إعطاء فسحة للمدرب في التغيير على بنود العقد مع عدم إيجاد نظرة شمولية للمنجزات التي تحققت”، طارحاً في الوقت نفسه العديد من التساؤلات على غرار “هل اقترب منتخبنا الوطني على يد كاساس من التأهل إلى كأس العالم؟ أو هل أوجد المدرب الإسباني أسلوباً جديداً ومتطوراً؟ أو هل مضى قدماً في بناء منتخب متجدد مثلاً؟”، منوهاً بأنَّ “كاساس فكر في مطالبه أكثر من تفكيره بتحديات المرحلة المقبلة التي تتطلب الهدوء والنضوج الفكري والاسترخاء الذهني إلى جانب ترك الجوانب المالية للإنجاز».

تيسير عبد الحسين: جماهيرنا وثقت بقدراته التدريبية

في المقابل، يدعو اللاعب الدولي السابق تيسير عبد الحسين «اتحاد الكرة إلى ضرورة حسم المفاوضات مع المدرب الإسباني خيسوس كاساس، من خلال الموافقة على مطالبه المالية وتجديد عقده لأطول فترة ممكنة، بغية إغلاق هذا الملف والتفرغ للمرحلة الحاسمة من التصفيات الآسيوية».
ويمضي بالقول: “لقد وضعت جماهيرنا الرياضية ثقتها الكاملة بكاساس وجهازه التدريبي المساعد، بعد أن قاد منتخبنا لتحقيق نتائج متميزة خلال فترة توليه المهمة، إذ أسهم في استعادة كرتنا جزءاً من بريقها المفقود، لاسيما أنَّ أفضل النتائج تحققت تحت إشرافه ومنها الفوز بكأس الخليج والتأهل للمرحلة الحاسمة من التصفيات المونديالية، كما يدرج الانتصار التاريخي الذي تحقق على اليابان في بطولة آسيا الأخيرة، ضمن السجل الإيجابي للإسباني».
ويتوقف عند “أهمية الاستقرار الفني الحالي الذي وصل إليه أسود الرافدين بالإضافة إلى التناغم والانسجام بين اللاعبين، إذ تمكن الإسباني من إحداث نقلة نوعية بأداء المنتخب، كما استطاع الوصول إلى توليفة مناسبة، بعدما سرّح الحرس القديم واستعان ببعض الوجوه الشابة من المحليين والمحترفين، الذين بمقدورهم تقديم العطاء داخل المستطيل الأخضر لعشرة أعوام مقبلة، وهذه النقاط تعد من العوامل الرئيسة لاستمرار كاساس مع أسود الرافدين».

صالح المالكي: العقود القصيرة تضر بمصالح الاتحاد

رأي أهل القانون كان حاضراً في هذه الوقفة، إذ يقول الخبير القانوني في المجال الرياضي صالح المالكي إنَّ «العقود التي أبرمها اتحاد كرة القدم يجب عرضها على الرأي العام عبر مؤتمر صحفي من إجل الاطلاع على بنودها وشروطها»، مبدياً استغرابه «من الغموض ولاسيما أنَّ هذا الإجراء متبع في أغلب دوريات المنطقة».
ويعتقد أنَّ “التعاقد لمدة عام فقط يؤثر في حقوق الاتحاد مستقبلاً، حيث يفسح المجال أمام المدرب للمطالبة بإضافات مادية جديدة علاوة على إمكانية تقديم استقالته بدون أي شرط جزائي”، مطالباً بأن “يكون التوقيع لمدة ثلاث سنوات من أجل الحفاظ على حقوق الطرفين وبالإمكان إضافة بنود خاصة بالمكافآت في حال تم التأهل إلى نهائيات كأس العالم».
وينوه بأنه “أسهم في تحضير عقود عدد من مدربي المنتخبات الوطنية في الفترة السابقة ومن ضمنهم البرازيلي فييرا خلال العقد الثاني”، مؤكداً أنَّ “الإبقاء على الآلية نفسها في إبرام العقود سيضر كثيراً بمصالح الاتحاد في المستقبل القريب”، داعياً إلى “مشاركة الخبراء في المجال القانوني الرياضي واطلاعهم على جميع البنود ومناقشتها بشكل كامل، ومن ثم إقامة مؤتمرات صحفية
بعد الانتهاء من التوقيع».