طهران: محمد صالح صدقيان
في إطار الجهود المبذولة لخفض التوتر بعد استهداف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران، واستعداد إيران للرد علی هذا الاستهداف الذي اعتبرته انتهاكا صارخا لسيادتها؛ أجری وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مباحثات في طهران مع كبار المسؤولين الإيرانيين، حيث سلم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان رسالة خاصة من العاهل الأردني عبد الله بن الحسين، تعلقت بالتطورات التي تشهدها المنطقة بعد استهداف العاصمة الإيرانية من قبل الكيان الإسرائيلي . وقال مصدر مطلع لــ "الصباح"، إن طهران حملت وزير الخارجية الأردني رسالتين للولايات المتحدة وللكيان الإسرائيلي، تؤكد فيهما أن الكيان الإسرائيلي انتهك السيادة الإيرانية بقوة ومن المستبعد الاستجابة لأي مناشدات بعدم الرد أو الرد بشكل صوري، بل سيكون الرد قويا ومفاجئا لإعادة حيثية السيادة الإيرانية . وزاد المصدر؛ أن إسرائيل بعملها العدواني ضد إيران قد تجاوزت كافة المواثيق والأطر القانونية، ويجب عليها دفع ضريبة ذلك غاليا . من جهته، أعلن مساعد رئيس السلطة القضائية لشؤون القضاء في إيران، السيد صادق رحيمي، أنه تم تشكيل ملف قضائي في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أثناء وجوده في طهران. وبحسب وكالة الأنباء الإيرانية، أضاف رحيمي أن "المدعي العام الإيراني أصدر أمرا بتحديد واعتقال كل من يثبت إهماله أو استغلاله من قبل العدو كعميل في قضية اغتيال إسماعيل هنية".
وأكد أن هذه الجريمة نفذتها إسرائيل وليس لدى إيران أدنى شك في ذلك. وتابع: "ولكن هل إسرائيل نفذت هذه الجريمة بشكل مباشر أو بواسطة عملاء وجواسيس، فإن الموضوع قيد التحقيق والمتابعة". وقد تولت وحدة الاستخبارات المتخصصة في التجسس التابعة للحرس الثوري التحقيق، وتطارد المشتبه بهم على أمل الوصول إلى أعضاء فريق الاغتيال الذي خطط وساعد ونفذ عملية القتل، وفقًا للمسؤولين الإيرانيين، اللذين طلبا عدم الكشف عن هويتهما بسبب الطبيعة الحساسة للتحقيقات.
وفي السياق نفسه، كانت تقارير غربية قد زعمت، في وقت سابق، أن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، قُتل بقنبلة مزروعة قبل شهرين في منزل في طهران كان يقيم فيه بشكل متكرر. في غضون ذلك، زعمت منشورت على مواقع التواصل، اعتقال قائد القوات الخاصة في الشرطة الإيرانية، حسن كرمى، بتهمة التجسس في اغتيال هنية. وبحسب وكالة "تسنيم" الإيرانية مع قادة الوحدات الخاصة في جهاز الشرطة، فإن "مثل هذا المحتوى كاذب ومفبرك من قبل الأعداء". وأكد القادة للوكالة الإيرانية، أن "حسن كرمى كان موجودا في مكان عمله في مقر القوات الخاصة، صباح اليوم، ولا صحة لأي من هذه الأخبار". إلى ذلك، توقع مستشار الأمن القومي الأميركي الأسبق جون بولتون، عدم وجود تأثير كبير لاغتيال هنية في أجندة الرئيس الإيراني الإصلاحي مسعود بزشكيان في العلاقات مع الغرب.
وقال بولتون لصحيفة "الشرق الأوسط": "لا أعتقد أن اغتيال إسماعيل هنية له تأثير كبير في أجندة الرئيس الإيراني الجديد وقدرته على إجراء مفاوضات دبلوماسية مع الغرب، لأن الهدف كان اغتيال هنية، وقد وجدوه في مكان مناسب لتنفيذ خطة الاغتيال". وأضاف بولتون: "من جانب آخر، فإن المرشد الإيراني هو الذي يتخذ القرارات، وبالتالي فإن الرئيس الإيراني الجديد هو مجرد منفذ للسياسات التي يضعها المرشد الأعلى بشأن قضايا الأمن القومي". أما عن شكل السياسات الأميركية تجاه إيران، سواء في ظل ولاية جديدة لإدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، أو لنائبة الرئيس الحالي، كامالا هاريس، فقد قال بولتون: "وجهة نظري أنه لن يكون هناك سلام واستقرار في الشرق الأوسط حتى تتم إزاحة من في السلطة، فالنظام الإيراني يشكل التهديد الرئيسي للسلام والأمن، وحتى يتمكن الشعب الإيراني من السيطرة على الحكومة، علينا توقع المزيد من الاضطرابات". وأردف: "أعتقد أن كلا من ترامب وهاريس يتفقان في ذلك. ومن المؤكد أن ترامب ليس على استعداد للقيام بما هو ضروري لمساعدة الشعب الإيراني على الإطاحة بالحكومة، على الرغم من أن الحكومة في طهران أصبحت أقل شعبية مما كانت عليه حينما كان ترامب رئيسا، ولا أدري كيف ستتعامل إدارة هاريس مع إيران" .