نشاط البصرة

الرياضة 2024/08/07
...

د. عدنان لفتة

لا يتوقف حراك أبناء العراق من أجل إظهار البصرة بأجمل حللها، استعدادا لاحتضان تصفيات الدور الثالث الحاسم المؤهل لمونديال 2026 في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.
اجتماعات تعقد دوريا بين اللجان المسؤولة عن ملعب البصرة ووزارة الشباب واتحاد كرة القدم، وأعمال متواصلة في أرجاء الملعب يؤمل اكتمالها قبل منتصف آب الحالي، ومنها وهو الأهم، إعادة تأهيل أرضية الملعب الرئيس، وملعب الفيحاء، وملاعب التدريب وصيانتها، وتجهيز مضمار الملعب بنوعية جديدة من التارتان، وتبديل منظومة التبريد لتشمل الغرف الفنية، وقاعات المؤتمرات الصحفية والفنية، وغرف تبديل ملابس اللاعبين، وقاعات الشخصيات والضيوف، وقاعات الإعلام والاستوديوهات الفنية وأجنحة الشخصيات.
جهود مشكورة نرجو أن تصل إلى مستوى استحسان الجميع في الاستضافة الكبرى لملعبنا الجميل. ووسط هذه الجهود اللوجستية لابد من بدء حملة توعية وتثقيف للمشجعين الحاضرين على المدرجات، كي يكونوا بأعلى درجات الضبط والالتزام والحرص على سمعة بلدنا،  فلا نريد مشاهد نزول بعض المشجعين إلى أرضية الملعب، ولا نتقبل الإساءة إلى ضيوفنا من أجل ديمومة إقامة المباريات في ملاعبنا، وكي لا تسجل الفيفا وأجهزتها أية مخالفة على العراق تؤثر سلبا في المباريات الخمس التي نخوضها في أرضنا.
لابد من تعاون كل الجهات ومنع المظاهر المسلحة لحمايات المسؤولين، بل نقترح أن يكون زي رجال حماية الملاعب رياضيا بحتا يعكس أناقة وحضارة العراق الحبيب.
التحضيرات المبكرة ضرورية، والمسافة إلى المباراة الأولى مع سلطنة عمان شهر واحد بالتمام والكمال، وعلينا أن نكمل التجهيز ونحسب حساب كل شيء، خاصة في موضوع الكهرباء الذي طالما كان أرقا وقلقا لكل المحبين، خشية حدوث انطفاء في المنظومة، ينقل صورة سلبية عن بلدنا الذي يتعافى بحمد الله ويقدم نفسه بشكل جميل، بعيدا عن الصورة النمطية السلبية التي كانت سائدة عن بلاد الرافدين لسنوات طويلة من الزمن.  الفريق الواحد هو ما نتمنى رؤيته بين كل الجهات الماسكة للأرض، تعاون منقطع النظير لا تنازع فيه للصلاحيات ولا استعراض للعضلات. إنه العراق يا سادة وهو يستحق منا أن نذوب جميعا في محبته وتمثيله بأجمل الصور.
جمهورنا لا يحتاج إلى تحشيد ودعوات، فهو اعتاد أن يقف مساندا ومحفزا للاعبينا ومنتخبنا في كل المناسبات، فكيف به الآن وهو يخوض غمار تصفيات البطولة الأولى على وجه الكرة الأرضية.
نتمنى أن نرى جمهورنا الرائع مالئا لمقاعد الملعب، مرتديا نفس لون فانيلة منتخبنا بالأبيض أو الأخضر، تجسيدا لتلاحمنا ودعمنا لفريقنا، نريده تشجيعا لا يتوقف طوال المباريات، كي يشكل عامل قوة وتعزيز لأسود الرافدين.  قد تتأخر الأهداف أو يتعثر الأداء، لكن علينا التحلي بالثقة والصبر، فنجومنا الذين نجحوا خلال سنتين في إعادة الألق والعنفوان لكرتنا، يطمحون إلى مواصلة العطاء وتسجيل خطوات واثقة نحو حلم التواجد بالمونديال  للمرة الثانية.  واثقون من النجاح التنظيمي لمبارياتنا المونديالية،  ومتلهفون للانتصارات والسعادة فيها، عندما نؤمن بأنفسنا ونمنح الفرصة لمن يستحقها من كفاءات ومواهب العراق، لكتابة التاريخ بحروف ذهبية وسطوع شمس كرتنا بعد كسوف طويل.