متخصصون ينتقدون تهميش اللجان الفنية في اتحاد الكرة
بغداد: نبيل الزبيدي و حيدر كاظم
شدد عدد من المتخصصين في قطاعي الكرة والإعلام الرياضي، على أهمية اللجان الفنية في الاتحاد المركزي لكرة القدم التي عادة ما تعنى بالتخطيط الستراتيجي طويل الأمد بغية تطوير المنتخبات والارتقاء بمواهبها الشابة، فضلاً عن استخدام التكنولوجيا والأرقام وأدوات التحليل الحديثة في عملها التقويمي، مطالبين في الوقت نفسه المنظومة الكروية باختيار الكفاءات المتميزة لمراقبة أداء اللاعبين وتقييم عمل الطواقم الفنية خلال مشاركاتهم القارية والدولية بعيداً عن التهميش واختزال أدوارها ومقرراتها بالمكتب التنفيذي.
كاظم عبد اللطيف: اللجان الفنية تختار مدربي المنتخبات
أول المتحدثين إلى " الصباح الرياضي " كان الخبير الكروي كاظم عبد اللطيف الذي طالب بأن " تكون اللجان الفنية حريصة على اختيار المدربين من خلال ورش تدريبية وتقويمية بعيداً عن المجاملات وبمعزل عما إذا كان لاعباً سابقاً مثَّل المنتخبات واعتزل قريباً"، مؤكداً أن " الثقافة الكروية التدريبية المتدرجة والمدة التي عمل بها كمدرب أو مساعد في عالم الاحتراف الخارجي أو حتى في الملاعب المحلية يضيفان للمدرب الشيء الكثير ويمنحانه تصنيفاً جيداً يدعمه كثيراً لحظة الاختيار أو الترشيح أو حتى المفاضلة مع الآخرين ".ويناشد عبد اللطيف المعنيين على كرة القدم العراقية" باختيار الطواقم الفنية بشكل علمي مدروس استناداً لتاريخهم التدريبي في الداخل والخارج وأن تخضع تلك الأسماء لتصنيفات تراعى فيها الكثير من المعايير التفاضلية إلى جانب عمل اختبارات نظرية خلال ورش خاصة تتواجد بها كفاءات تدريبية ذات خبرة طويلة في مجال التدريب على أن تتم مطالبتهم في تلك التجمعات التطويرية بالبحوث والدراسات لكرة القدم ابتداءً من البراعم إلى الفئات العمرية وتقييم المشاركات بعيداً عن المجاملات والعلاقات التي لطالما أوصلت بعض الأسماء لقيادة العديد من الفرق والمنتخبات "، موضحاً أن " للتدريب خصوصيته وليس كل لاعب متميز خلال فترة ممارسته اللعب بإمكانه أن يصبح مدرباً ناجحاً بعد اعتزاله لأن التدريب موهبة وثقافة وخبرات ومتابعة " .
سلام علي: واجباتها تقييم وتحليل مسيرة المدربين
بدوره، يعتقد خبير حراسة المرمى السابق سلام علي أن "اتحاد الكرة الحالي والسابق تجاهلا دور اللجان الفنية المتخصصة بهذا الأمر والتي تعنى بمسألة تقييم مدربي المنتخبات الوطنية والتي تستند في تقييماتها على التقارير الرقمية والإحصائية والمناقشات الدقيقة مع الطواقم المذكورة كي يتم البتُّ في مسألة تجديد العقد أو إلغائه "، مبيناً أن " جميع الاتحادات العالمية المتطورة ومنها الاتحاد السويدي على سبيل المثال تستخدم معايير تفاضلية وتلجأ إلى مقاييس خاصة لتدوين مسيرة الكفاءات التدريبية استناداً إلى قاعدة البيانات المتوفرة لتكون الفيصل في مسألة زيادة عقود المدربين أو تخفيضها بل وحتى إنهاء التعاقدات معهم وأن تلك المؤشرات لا توجد في الاتحاد الحالي لغياب قاعدة البيان التي هي أساس كل شيء ومنها تنطلق الخطط المستقبلية إلى جانب التقييمات في شتى التخصصات " .وشدد على أن " تلك التقييمات تقع على عاتق اللجنة الفنية المسؤولة عن تحليل مسيرة المدربين والوقوف عند أداء المنتخبات ومنه موضوع عقد كاساس الأخير عبر تقارير مفصلة أساسها قاعدة البيانات أي اأنها عملية شاملة تعتمد على مجموعة من المعايير كمية ونوعية تساعد في اتخاذ القرارات بعيداً عن الانحياز الشخصي " .
حامد حاتم: تسهم في مراجعة
الأداء والأهداف المستقبلية
الى ذلك ينتقد المدرب الكروي حامد حاتم - الذي يمتلك تجارب تدريبية ناجحة مع جميع الفئات العمرية في الملاعب الأردنية واللبنانية والسعودية والإماراتية- " مسألة تسمية الطواقم الفنية للإشراف على المنتخبات الوطنية، بسبب تقاعس دور اللجان الفنية في الاتحاد التي اقتصر عملها على تنظيم الدورات التدريبية القارية إلى جانب بعض الأمور الأخرى" ، مؤكداً أن " معايير الاختيار لا تخضع للمنطق، وأنها تتم عبر العلاقات قبل الكفاءة"، وبات لزاماً على اتحاد الكرة إعادة النظر في قراراته بخصوص تسمية الملاكات التدريبية للمنتخبات الوطنية بالفترة المقبلة، بعد أن دفعت كرتنا ثمناً باهظاً من سمعتها في المشاركات الخارجية
الأخيرة" . ويبّين أن " الكثير من الأوساط الرياضية ترى أن المدربين على غرار: راضي شنيشل وعماد محمد وأحمد كاظم ليسوا الأفضل في الساحة المحلية، وهناك من هو أحق منهم بالإشراف على منتخبات الأولمبي والشباب والناشئين، وأن السبب في تكوين تلك القناعات هو عدم وجود لجان فنية فاعلة تأخذ على عاتقها التقييم المستمر والمراجعة وإرسال تقارير فنية دورية إلى المدربين المذكورين لتقويم الأخطاء التي ترافق الأداء وتضمين العديد من التوجيهات الخططية إلى جانب عقد اجتماعات منتظمة بين المدرب واللجنة الفنية لمراجعة الأداء ومناقشة الأهداف المستقبلية وأن تتم المفاضلة وفق ما يمتلكه هؤلاء من خبرة وكفاءة تدريبية ومقبولية من الإعلام والشارع الرياضي، من أجل النهوض بواقع كرتنا والعبور بها إلى برِّ الأمان" .
حسين الذكر: إدارات تفضل العمل بعيداً عن اللجان
رأي أهل الإعلام كان حاضراً في هذه الوقفة إذ يقول الإعلامي حسين الذكر: إن " من أهم مظاهر هذه الرؤية الحزينة والواقع المرير يتجلى بغياب اللجان الفنية المتخصصة التي من واجباتها الاهتمام بشؤون فنية كي تُسهم في تحسين الأداء والنتائج وتطوير المؤسسة من خلال العرض الفني والمهاري الجيد الذي ينعكس إيجاباً على التسويق والملفات الأخرى المرتبطة بها"، مضيفاً أن " تلك الإدارات تفضل العمل بعيداً عن أعين اللجان الفنية كي تتصرف بالأموال وفقاً لمصالحها وما يدخل جيوبها دون الالتفات إلى النادي الغارق بالسوء والخراب وذلك لا يعني لهم شيئاً لا من قريب ولا من بعيد ما دامه يتم بلا ردع ولا متابعة ولا مراقبة ولا حساب
ولا عقاب ".
هاشم البدري: الرؤية الفنية
غائبة عن المكتب التنفيذي
بينما يجد الإعلامي هاشم البدري المقيم في فنلندا أن " المكتب التنفيذي هو المتحكِّم في قرارات تسمية مدربي المنتخبات الوطنية وأن التعيينات تتم بصورة انفرادية ولا تخضع لمداولة اللجان الفنية المتخصصة التي لديها رؤى خاصة في تقييم تلك الخيارات "، متسائلاً عن" الجهة الفنية ذات العلاقة التي ستقوم بدراسة المشاركة الفاشلة في دورة أولمبياد باريس بعد خروج المنتخب الأولمبي من الأدوار الأولى وذات الكلام ينطبق على مدرب منتخب الشباب الكابتن عماد
محمد" .
ويحذِّر في ختام حديثه من " مغبة خطورة تهميش اللجان الفنية التي تُسهم في وضع السياسات والقواعد التي تحكم اللعبة على مستوى الاتحاد وأن تكون العديد من المعايير حاضرة في عملها وأن تراعي تلك اللجان مبدأ تساوي الفرص بين المدربين المخضرمين والعاملين في الأندية بشكل مستمر وأن تتم المفاضلة بين العمر التدريبي للمدرب المخضرم والذي بالتأكيد تخللته نجاحات وإخفاقات وبين آخر دخل حديثاً في عالم التدريب وبحاجة إلى المزيد من التدرج والصقل والتمرس في التجارب " .