تباين الآراء بشأن تعاقد أنديتنا مع المدرب «الأجنبي»
بغداد: نبيل الزبيدي وأوس عبد الستار
الحلة : محمد عجيل
تباينت أراء المتخصصين في الشأن الكروي إزاء استقدام الأندية المحلية للكفاءات التدريبية الأجنبية والتعاقد معها لقيادة فرقها في دوري نجوم العراق للموسم المقبل، إذ رأى البعض منهم أن هذه الخطوة ستُسهم في الارتقاء بالمستوى الفني وزيادة المتابعة الجماهيرية للمسابقة عبر الحضور إلى الملاعب والتعلّق بنتائجه، بينما انتقد آخرون بشدة هذه الظاهرة كونها ستفرغ الساحة الكروية من الطواقم المحلية التي كانت لها أدوار مميزة في بناء الأندية ورفد المنتخبات الوطنية بالمواهب وتحقيق الإنجازات على مدار العقود السابقة.
بهاء كاظم : الأجنبي يمنح الأندية الاستقرار
أول المتحدثين إلى « الصباح الرياضي «، كان المدرب بهاء كاظم الذي يرى أن « هناك قبولاً ملموساً في الأوساط الكروية لفكرة الاستعانة بخدمات المدربين العرب والأجانب في دوري النجوم، إذ تمكن المصري مؤمن سليمان من تحقيق الفوز بالدوري والكأس مع فريق الشرطة وكذلك نجح نزار محروس في رسم صورة إيجابية عن فريق نوروز خلال الموسم الماضي».
وأوضح أن” هذه المؤشرات شجعت إدارات الأندية على استقطاب المدربين من خارج العراق، وأن هذا الأمر سيلقي بظلاله على الاستقرار التدريبي ويضع حداً لظاهرة الاستقالات المتكررة وعدم التنقل بين الأندية خلال مرحلة واحدة فقط، ما سبَّب الإرباك لدى اللاعبين من ناحية أسلوب اللعب والمراكز التي يلعبون بها لأن كل مدرب لديه رؤية خاصة به» .
ونوه بأن “ التطور الذي يشهده الدوري في المنشآت الرياضية والنقل التلفزيوني يجب أن ينعكس إيجاباً على المستوى الفني من خلال اختيار الطواقم التدريبية الكفوءة” مشيراً إلى أن “ المدرب المحلي ترك بصمة في الموسم المنصرم مثل أحمد صلاح وولي كريم وغيرهم لذلك نتوقع أن يشهد الموسم المقبل تنافساً كبيراً في ظل وجود الأسماء الوافدة « .
كريم صدام: المحلي الحلقة الأضعف
الدولي السابق اللاعب كريم صدام يلقي باللائمة على “ المدرب المحلي الذي لا يعمل على تطوير مهاراته الفنية ويتأثر كثيراً بالجماهير ويعمل بضغط كبير من دون استرخاء، ودائماً ما يكون ضحية لصيحات المشجعين أو أن يتم الاستغناء عن خدماته من قبل الإدارات كردَّة فعل سريعة وبالتالي لايزال هو الحلقة الأضعف مع ذلك أنا مع الأجنبي شريطة أن يضيف لناديه الكثير من الجوانب الخططية لا أن يكون مستواه ضعيفاً» .
ويؤمن بأن” المدرب الأجنبي أصبح مطلب الجميع وأن إدارات الأندية ربما قد تتريَّث كثيراً قبل الاستغناء عن خدمات الوافد لأسباب عديدة “، ملمحاً إلى أن “ هناك بعض البرامج التلفزيونية أصبحت تستهدف الطواقم العراقية بشكل مبالغ وبدأت تدعو ليل نهار إلى جلب الطواقم الأجنبية والانفتاح على بقية المدارس الكروية « .
أحمد جمعة : الفئات العمرية بحاجة لخبرة الأجنبي
من جانبه، يلفت المدرب أحمد جمعة إلى أن « سبب تراجع الكرة العراقية في السنوات الأخيرة يعود إلى إهمال الفئات العمرية من قبل إدارات الأندية وليس بنوعية وجنسية المدرب سواء كان محلياً أو عربياً «، مشدداً على أن « الاستعانة بالطواقم الأجنبية ضمن هذه الفئة قد يُحدث طفرة نوعية على غرار التجارب السابقة عندما تمت الاستعانة بوزارة الشباب والرياضة في نهاية العقد الستيني بالخبراء الروس لأن الفائدة الحقيقية تظهر عندما يكون التدرُّج وفق منهاج علمي مدروس يهتم أولاً وأخيراً بمراحل البناء ويتم تطويره في الأمد البعيد» .
جابر محمد : وجود الوافد يزرع المنافسة
من جانبه، يقول مدرب حراس المرمى جابر محمد : إن “ تواجد المدرب الأجنبي والعربي في دوري نجوم العراق سيرتقي بالمكانة الفنية والجماهيرية للمسابقة الكروية وسيحظى بمتابعة جماهيرية واسعة من قبل وسائل الإعلام والمواقع الدولية”، مبيناً أنها “ خطوة إيجابية تصب في تطوير الكرة العراقية، وستزرع المنافسة بين المدربين المحليين المطالبين بتطوير إمكانياتهم عبر المشاركة في الدورات التدريبية والدخول بمعايشة مع الأندية الكبيرة» .
ويجد أن “ الملاعب المحلية زاخرة بالمدربين الشباب الذين حققوا نتائج متميزة مع الفرق التي أشرفوا على قيادتها ويجب أن لا نبخس حقهم لأنهم قريبون من أجواء وظروف اللاعب ويعرفون جيداً التعامل معه نفسياً واجتماعياً بسبب البيئة التي يتواجد فيها» .
محمد فتحي : النيل من الكفاءات
في الطرف الآخر، ينتقد مدربون آخرون هذه الظاهرة إذ يشدد المدرب الموصلي محمد فتحي على أن “ عملية إغراق الأندية بالمدربين الأجانب هي محاولة للنيل من الكفاءات التدريبية المحلية، وأن هذه الخطوة لا تمت بأي صلة للتطور بقدر ما هو تقليد أعمى يحاول الآخرون تطبيقه رغم اختلاف الظروف والإمكانات « . ويؤكد أن “المشهد الكروي في العراق متغير وله خصوصيته والواقع يقول إننا نمتلك العديد من المدربين المحليين الذين أبدعوا وسجلوا حضوراً مميزاً في تاريخهم الكروي الناصع لاسيما مع الأندية على مختلف المستويات إضافة إلى أن الغالبية منهم طور قدراته من خلال دورات دولية « .
ويحذِّر من أن “ الاستعانة بالمدربين الأجانب من شأنها أن تكون مدخلاً لصراع رياضي لا يخلو من المخاطر لأنه يستهدف بالدرجة الأساس لقمة العيش وأن قوت العديد منهم يعتمد على مهنة التدريب ومن الصعوبة بمكان أن يصبح أحدهم عاطلاً عن العمل « .
مهند زيدان: “برو” شماعة الاتحاد
ويتساءل المدرب مهند زيدان عن « سر تمسك اتحاد اللعبة بشرط أن يعمل المدرب المحلي في مسابقة الدوري شريطة حصوله على شهادة «برو» حصراً»، موضحاً أن» العدد القليل من المدربين المحليين تمكنوا من الحصول على الشهادة بمساعدة واضحة من قبل الاتحاد وأن الآخرين لا يزالون ينتظرون هذه الخطوة»، مبيناً أن « تلك الشروط أبعدت العديد منهم في الموسم الماضي وأن الأيام المقبلة ستكشف للجميع أن هناك توجهات ضد المدرب المحلي في حين أن التدريب لا يختزل بالجنسية أو الشكل بقدر التميز بالقدرات القيادية والكفاءة في العمل الفني والخططي « .
حازم صالح : مستويات متواضعة للمدربين الوافدين
بدوره، يتوقع المدرب حازم صالح أن « يكون المدرب الأجنبي الذي سيأتي إلى العراق من المستوى الثاني أو الثالث من حيث القدرات الفنية وأنه لن يكون أفضل من الملاكات التدريبية العراقية سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات»، مطالباً اتحاد اللعبة» بإيجاد آلية عمل من أجل تطوير واقع المدرب المحلي والنهوض بمستواه الفني أما بزجِّه جنباً إلى جنب مع المدرب الأجنبي أو إعطائه فرصة للتواجد بمعايشة ميدانية خارجية» .
ناصر طلاع : تصنيف المدربين أفضل الحلول
ويخشى المدرب ناصر طلاع من أن « المدرب المحلي سيصبح عاطلاً عن العمل إذا ما تمت الاستعانة بالمدربين الأجانب في جميع الأندية وهي خطوة واضحة تعني تفريغ الملاعب من الطواقم المحلية «، مقترحاً أن يتم» تصنيف المدربين إلى مستويات من حيث الكفاءة من أجل أن لا يكون هناك أي تداخل يدفع ثمنه المدرب الأفضل على غرار أن يكون هناك مدرب أندية دوري محترفين كما يوجد هناك مدرب أقل منه مستوى يمكن أن يعمل في الدوري الممتاز وهكذا هو الحال مع دوري الدرجة الأولى والفئات العمرية» .
ويشيد كثيراً بقدرة” الخبرات الوطنية في خلق التطور والارتقاء بالواقع الفني على غرار الطفرة النوعية التي عملها المدرب العراقي في الكرة الخليجية في حقبة التسعينات” ، منوهاً بأن “ الساحة المحلية قد أفرزت أسماء مميزة ولافتة فرضت حضورها في الدوري مثل حسن أحمد مع الميناء وقصي منير مع القاسم وولي كريم مع نوروز وعادل نعمة مع الحدود» .