وسام (يسر)

الرياضة 2024/08/14
...

د عدنان لفتة
فخورون جداً بما قدمه الرباع الشاب علي عمار يسر بمقارعته عمالقة العالم واحتلاله المركز السادس، في منافسات وزن + 102 كغ خلال أولمبياد باريس، إذ سجل رقماً قياسياً عالمياً بفئة الشباب في فعالية الخطف حيث رفع 200 كغ، وفي فعالية النتر رفع 237 كغ، ليحقق 437 كغم  بالمجموع، مسجلاً رقماً قياسياً في فئة الشباب لرفع الأثقال. 

لم ينل يسر الوسام الأولمبي المنتظر منذ أكثر من ستين عاماً لكنه منحنا الأمل في إمكان تحقيقه خلال وقت قصير،  الشاب البالغ من العمر عشرين عاماً ظهر قوياً صلباً مليئاً بالطموحات،  واثقاً من نفسه متمكناً في رفعاته برغم فارق الخبرة مع منافسيه وسنواتهم التي تفوقه تمرساً في عالم الحديد. 

الحلم الذي بدأه يسر يجب أن يتعزز فعلياً بإعداد ومشاركات دولية متواصلة تحضيراً للأولمبياد المقبل،  يجب أن تسخر كل الإمكانيات من أجله كي يكون بطلاً أولمبياً بالفعل يكتب التاريخ إلى جنب رباعنا الخالد عبد الواحد عزيز صاحب وسامنا البرونزي الوحيد بالأثقال. 

رباعنا الواعد أنقذ رياضتنا من موجة الانتقادات التي ستوجه إلى اللجنة الأولمبية واتحاداتها الكسولة البعيدة عن العمل الحقيقي بابتعادها عن الإنجازات وضعف خططها وتطلعاتها نحو الحضور الأولمبي المميز،  كم صُرفت من الأموال على ألعابنا الرياضية على مدى سنوات طويلة ولم نجد فيها مايثلج القلب. 

حصاد صحراوي لمعظم مشاركاتنا الأولمبية ولا نسمع خلالها غير الوعود والتصريحات وحان الوقت الآن لكي يقدم كل اتحاد رياضي بطلاً أو موهوباً تتم رعايته وتأهيله للأولمبياد المقبل كي ينال الوسام الأولمبي الذي، نبحث عنه تأكيداً لحضورنا كدولة لها كيانها وآمالها. 

انظروا ما تفعله دول مغمورة وجزر نائية من جهود خارقة لصناعة أبطال  أولمبيين بينما ندور نحن في فلك الأوهام والذرائع التي لا تنتهي تبريراً لضعفنا وغيابنا الغريب عن منصّات التتويج. 

الدولة راعية وداعمة لكل عمل حقيقي لكن اللجنة الأولمبية عليها العمل بشكل فعّال وتخطيط واقعي لبلوغ الإنجازات وصناعة أوسمة الأولمبياد في فعاليات مناسبة فليس صحيحاً أن تكون مشاركتنا في ألعاب القوى مثلاً بركض 100 م الذي نعلم جميعاً أن الولايات المتحدة وجامايكا وكندا تسيطر على مراكزه الأولى،  لماذا لا نتجه إلى الأركاض التي لنا الفرصة فيها تاريخيا (800) أو (1500) م. 

لابد من العمل بجدية نحو إعداد مصارعين قادرين على المنافسة أولمبياً وكذا الحال للملاكمة والتايكواندو ومختلف الألعاب التي يمكن أن نحضر فيها فما جدوى وجود اتحادات رياضية أصلاً إن لم تتمكن من الدفع ببطل حقيقي إلى الأولمبياد!! 

الأولمبية عليها تقييم عمل الاتحادات الرياضية وعدم القبول باستمرار الحال على ماهو عليه، علينا القيام بثورة حقيقية ومن لا يتمكن من الإيفاء بشروطها ومتطلباتها فعليه الاستقالة وترك المهمة لمن هو أهل لها،  كفى سكوتاً على بقاء اتحادات رياضية لا منجز لديها ولا عمل أو خطط واعدة،  كفى هدراً للمال العام فالأموال يجب أن تُصرف على من يستحقها وليس على مشاركات فارغة المحتوى لا قيمة لها دولياً. 

نحتاج إلى وضع خطط حقيقية معلومة وواضحة  للوصول إلى الأوسمة الأولمبية فقد تأخرنا كثيراً وتراجعنا ولا يصح الاستمرار بهذا الوضع المتدهور،  العراق يستحق أن نعمل من أجله وذلك لا يتم إلا بالعمل الصحيح ومن قِبل قيادات واتحادات ناشطة  تصل الليل بالنهار من أجل النجاح المنشود.