كاظم الطائي
على مدى 254 كيلومتراً تمتد الحدود العراقية الكويتية التي تغيَّر حالها بعد الغزو في الثاني من العام 1990 لتتحول إلى جدار فاصل مصنوع من سياج مكهرب وأسلاك شائكة وحرس إلا أن طرق التواصل لم تنقطع حتى إن سعى لها من سعى لإيقاف وشائج المحبة والتعاون والأخوة والتاريخ المشترك والدم الواحد
أي صوت نشاز لن يعكِّر صفو العلاقة بين شعبي البلدين وستبقى الحدود والقلوب والحناجر والأيادي مشرعة لعناق أخوي لا تخدشه الظروف والخلافات والتأويلات وحسابات الدول الكبرى وشرور الأعداء كانت الأبواب موصدة وقضية العراق والكويت تشغل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والجامعة العربية والمجلس الأولمبي الآسيوي الرياضي وكاس الاتحاد الخليجي ومجلس التعاون الخليجي وووو والقرارات الدولية بحق بلدنا بلغ مداها الجلد والعظم ومنعت فرقنا الرياضية من الدورات الرياضية العربية والآسيوية وبطولات الخليج من العام 1990 لغاية العقد التسعيني وكاس الخليج لكن نداءات الصفاء والمودة لم يوهنها الزمن وتم استقبال كرتنا لأول مرة بعد غياب طويل في خليجي الدوحة 2004 وكان عراقياً بامتياز مع عرضه الافتتاحي في قطر المرحب بعودة بلدنا ومشاركة الفنان كاظم الساهر بإحياء تلك الإطلالة من أجل عيون العراق لا نحمل سوى الودّ للأشقاء ولم تقطع كل تلك الغيوم الملبَّدة عمق العلاقة وتواصلها وحفرت بصمات الشيخ فهد الأحمد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي رئيس اللجنة الأولمبية الكويتية ومواقفه مع رياضتنا ندوبها وبصماتها في الميادين وحافظ الأبناء على تلك المحبة
رياضيون عراقيون نقلوا لي ولآخرين مواقف أرادوا كتمانها وعدم نشرها بسبب إصرار زملاء لهم في الكويت على عدم البوح بها تتعلق بتقديم مبالغ تعينهم على إجراء عمليات جراحية أو أدوية مكلفة ومستلزمات حياتية غير متوفرة آنذاك في سنوات الحصار الظالم على بلدنا وعدم قطع حبل الود مع لاعبين أمضوا معهم سنوات طوال في المنافسات الخليجية والعربية والقارية في الذاكرة تتردد أسماء لاتنسى عبد الله معيوف وحمد بوحمد وجاسم يعقوب وفيصل الدخيل والعنبري والحوطي وغيرهم ممن حرصوا على إدامة العلاقة مع أشقاء أعزاء مثلما حرص رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم رئيس نادي الكويت على زيارة العراق بصحبة الفرق الكويتية لإجراء مباريات ودية ورسمية ترنو لمسارات تاريخية لا توصدها خلافات أهل السياسة وحوارات بيزنطية تتحدث عن أصل البيضة
الجهات المعنية في بلدنا قدمت كل التسهيلات من أجل أن يتواجد الإنسان الخليجي في العراق في أروع صور التعاون وفسح المجال للأشقاء لزيارة مدننا وحضور أنشطتنا وتقديم كل ما يسر ولمس القاصي والداني ذلك في خليجي البصرة وقبلها وبعدها ولن يتردد في تهيئة كل السبل الممكنة لتواصل أخوي على كل المستويات
سيارة الكابتن عبد الرضا عباس التي سخَّرها لزياراته المتكررة للبصرة وبغداد والموصل وبقية المدن العراقية بلا قيود التاشيرة أو منغصات الطريق شاهدة على إجراءات سلسة نتمنى أن يجد العراقي ما يماثلها لدى جانب الأشقاء أليس كذلك