إسرائيل ترتكب مجزرة في النبطيَّة جنوب لبنان

قضايا عربية ودولية 2024/08/18
...

 بيروت: جبار عودة الخطاط 

 


بينما ينتظر المراقبون مخرجات مفاوضات الدوحة وكلّهم أمل أن يتوقف نزيف الدم في غزّة وبما ينعكس إيجابًا على جنوب لبنان، ارتكب الجيش الإسرائيلي مجزرة مروّعة في منطقة وادي الكفور في النبطية ذهب ضحيتها في حصيلة غير نهائية عشرة أشخاص شهداء بينهم امرأة وطفلان، وفق ما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية أمس السبت.

وقد شكّلت هذه المجزرة صدمة في جنوب لبنان وخلقت أجواء من القلق والترقب في وقت كان يتطلع فيه الجميع لنتائج عملية التفاوض في قطر لعلها تأتي بأخبار إيجابية لوضع حرب الإبادة في قطاع غزة أوزارها وبما ينعكس على العمليات العسكرية في جنوب لبنان، حيث ربط حزب الله إيقاف عملياته بإيقاف نزيف الدم في غزة، وقد أعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة العامّة في وزارة الصحة اللبنانية، في حصيلة محدّثة وغير نهائية "ارتفاع عدد الشّهداء جرّاء الغارة الإسرائيليّة المعادية الّتي استهدفت منطقة وادي الكفور في النبطية، إلى عشرة أشخاص من الجنسيّة السّوريّة، بينهم امرأة وطفلاها، وإصابة خمسة بجروح، بينهم ثلاثة من الجنسيّة السّوريّة اثنان منهم إصاباتهما حرجة ويخضعان لعمليّات دقيقة في مستشفى الشّيخ راغب حرب، ومواطنة لبنانيّة وشخص سوداني عولجا في الطّوارئ". وأضاف البيان أنَّ "التّدقيق بهويّات الشّهداء يتطلّب انتظار صدور فحوص الـ"dna"، ليُصار في ضوئها إلى إعلان حصيلة نهائيّة دقيقة".

وكان المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، قد زعم أنَّ "طائرات حربيّة لسلاح الجو أغارت مساء أمس الأول الجمعة على مبان عسكريّة لحزب الله في حانين ومارون الراس في جنوب لبنان"، مشيرًا في تصريح إلى أنَّ "الطّائرات هاجمت خلال ساعات اللّيلة الماضية، مستودع أسلحة لحزب الله في منطقة النبطية. كما قصف الجيش بالمدفعيّة مناطق رميش ولبونا وكفرشوبا وعيتا الشعب في جنوب لبنان"، وهو ما نفاه الأهالي في النبطية جملة وتفصيلا، إذ دحضوا مزاعم العدو مؤكدين أنَّ المكان الذي تم قصفه لا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بالحزب.

من جانبه، أبدى النائب عبد الرحمن البزري أسفه لاستمرار العدو الإسرائيلي بارتكاب المجازر والجرائم من دون أن تتم محاسبته، وقال تعليقاً على المجزرة الأخيرة في وادي الكفور في النبطية، إنَّ "العالم كلّه ينخرط بمفاوضات جدية لإحداث خرق في غزّة بينما العدو يواصل ارتكاب المجازر وهذا دليل على أنه لا يأبه بشيء"، وأشار البزري "إلى وجود مؤشرات متناقضة بشأن المفاوضات في الدوحة، ففي حين أكد الوسطاء أنَّ هناك تقدّما ملحوظا نفت حماس حصول أي تطور على صعيد التوصل إلى اتفاق حول غزة، متخوفاً من أن "نكون أمام مفترق طرق خطير".

بينما اعتبر الأمين العام لـ"التيار الأسعدي" معن الأسعد في بيان له أمس السبت، أنَّ "زيارة المبعوث الأميركي الصهيوني الهوى والهوية آموس هوكشتاين إلى لبنان لم تأت بجديد وما تسرب عن لقاءاته ببعض المسؤولين اللبنانيين أنه نقل تهديدات عالية السقف لهم، وبأنَّ على المقاومة ألّا ترد وعلى لبنان تطبيق القرار 1701 بكامل تفصيلاته، محذراً هؤلاء بأنَّ العواقب ستكون مدمرة للبنان بأسره اذا لم يؤخذ بالتحذيرات الأميركية". ورأى أنَّ "العدو الإسرائيلي تصرف في مفاوضات قطر، كما فعل هوكشتاين في لبنان وكأنه المنتصر الذي يملي شروطه التعجيزية الاستسلامية على الفريق الفلسطيني، وأنه عدّل وتراجع عن كثير من البنود التي كان تعهّد بها الرئيس الأميركي جو بايدن في تموز الماضي، وهناك دول وقوى محلية تتصرف وكأنّ العدو الإسرائيلي قد انتصر وباستطاعته فرض شروطه". 

واعتبر أنَّ "الأميركي أتى بأساطيله إلى المنطقة ليس لمنع تصعيد الحرب بل لفرض شروط الاستسلام على محور المقاومة والتهديد بتدمير المنطقة والوقوف إلى جانب العدو إذا لم يتم القبول بالشروط الأميركية الإسرائيلية المذلة". وأشار إلى أنَّ "الحرب لم تنته بعد، ولدى كل محور مفاجآت من العيار الثقيل، وخاصة لدى محور المقاومة الذي سيثبت للأميركي والصهيوني وحلفائهما أنَّ المقاومة ليست لقمة سائغة، فهي قوية جداً ولديها من القدرات والإمكانيات والجهوزية الكاملة لإلحاق الهزيمة بالعدو".