كتب: رئيس التحرير
موافقة وزارة التربية على فتح مدارس رياضيَّة في عموم العراق ابتداءً من العام الدراسي المقبل، أسوة بسائر الاختصاصات المهنيَّة كالتجاريَّة والصناعيَّة والزراعيَّة والفنون التطبيقيَّة، خبرٌ قد يمرّ من أمام عينَي القارئ سريعاً دون أنْ يلحظه، لكنه ذو أهميَّة كبيرة وله فوائد جمَّة، وأجزم أنّنا سنرى ثماره عياناً بعد سنوات قلائل.
الصدفة المحض جعلت القرار الصائب للسيّد وزير التربية يأتي مباشرةً بعد انفضاض وقائع أولمبياد باريس والحصيلة التي خرج بها الوفد العراقيّ المشارك وهي للأسف حصيلة صفريَّة ككلِّ أولمبياد، فما زلنا ننظر إلى الميدالية البرونزيَّة لرباعنا عبد الواحد عزيز في سنة 1960 باعتبارها بيضة الديك التي لن
تتكرَّر.
عمر الرياضيّ قصيرٌ جداً في كلِّ الألعاب، وإنْ لم يكن هناك أحد بانتظاره في طفولته وأول بلوغه محتضناً إياه فلن يُكتب له النجاح مهما كان التعويل كبيراً على الحماسة والغيرة والدافع الوطنيّ. ولهذا فإنَّ أبطال الأولمبياد الأخير من شتّى دول العالم لم يتجاوز أغلبهم العشرين من عمره. في الرياضة هذه هي السنّ التي يعلن البطل فيها عن نفسه.
فتح المدارس الرياضيَّة أفضل استثمار في الموارد البشريَّة الموهوبة، ورافد رئيس للرياضة العراقيَّة، وسيتيح للأندية والمدربين مكاناً يكتشفون فيه المواهب كما سيتيح للموهوبين في الرياضات "المنسيَّة" في العراق الإعلان عن أنفسهم.
دائماً يقال "وهو حقّ" إن لا نجاح بلا تخطيط. لنأمل أنْ تكون هذه الخطوة الموفقة بداية للوصول إلى بلد فيه رياضة حقيقيَّة لا مجرد كرة قدم!