قاسم موزان
تلتهب غزة بسياط نيران الكيان الغاصب، التي أحالتها إلى أرض خراب، رداً على “طوفان الأقصى”، ولم يسلم من الاستهداف الأهوج كل ما هو قائم فوق الأرض أو تحتها.. صارت غزة مدينة ضرب على آذانها الموت، والعالم منقسم على نفسه إزاء، بين مستنكر ومتضامن و.. ساكت! ثمة مستاء صامت، وآخر مؤيد صريح من دون خجل أو وجل، متعدياً، إلى دعم غير محدود لاستمرار المخزون العنفي، بحق شعب يسعى لنيل حقوقه المشروعة. إنها حرب دولة غاصبة ضد قطاع.. هل يعقل هذا؟ والعرب والمسلمون اكتفوا بثلاثية متداولة للاستهلاك عبر عقود عجاف “ندين” و”نشجب” و”نستنكر” واردفوها برابعة “القلق” بينما يجري. إسرائيل باتت تحفظ عن ظهر قلب الشعارات الجوفاء الخالية من الدلالة الثورية، واستثمرت بعضها لصالح كيانها، وأفخياي أدرعي.. الناطق العسكري فخور جدا بما تحقق في تهديم غزة وإحالتها إلى رماد، على الرغم من أن الطوفان جاء بنتائج أربكت حسابات العدو الدفاعية، والأهم تهشم صورة أسطورة الجيش الذي لا يقهر لدى الفرد الاسرائيلي، ومن الصعوبة بمكان اعادة ترميمها، وتشهد الاراضي المغتصبة لأول مرة في تاريخ الكيان عمليات نزوح آلاف السكان من المستوطنات على غلاف غزة، بحيث أصبحت بيئة غير آمنة، وغير صالحة للعيش، لا شك أن المأساة كبيرة لما يتعرض له المدنيون من عنف الاستهداف المبرمج. ازاء هذه المعاناة الإنسانية والتهجير القسري إلى المجهول بحق سكان غزة؛ تبرز الصور النمطية المضللة للحقائق من مدونين محترفين لإزاحة مناطق الوعي واستبدالها بأخرى معتمة تزخر بالخداع البصري، ويعتقد هؤلاء أنهم ينتصرون لقضية شعب يتعرض يوميا لأبشع الجرائم اللا إنسانية، بأيدٍ أدمنت القتل لديمومة بقائها على أرض مسلوبة قسراً.