السوداني: العراق بذل جهداً استثنائياً في التهدئة

الثانية والثالثة 2024/09/26
...

 بغداد: الصباح

حذّر رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني من مخاطر الصراعات التي تتعرَّض لها المنطقة، مبيناً خلال مشاركته في الجلسة الحوارية التي عُقدت أمس الأربعاء ضمن قمة كونكورديا الـ14 في نيويورك، والتي جاءت على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بدورتها الـ79، أنَّ انعكاسات تلك الأزمات يمكن أن تنجم عنها "حرب شاملة" في الشرق الأوسط، الذي يمثل ثلث احتياجات العالم من النفط.
وتناولت القمة، وفقاً لبيان أصدره مكتب رئيس الوزراء، وتلقته "الصباح" عدداً من محاور النقاش التي تضمّنت الدبلوماسية الثقافية ودعم الشباب، والديمقراطية والأمن والمخاطر الجيوسياسية، والاستدامة البيئية والموارد الطبيعية، والتجارة العالمية والتصنيع وسلاسل التوريد، والفرص والتحديات الصحية، وكذلك حقوق الإنسان والتقدم الاجتماعي.
ولفت السوداني خلال حديثه، إلى أهمية ودور العراق الذي بذل جهداً استثنائياً في التهدئة والعمل على عدم اتساع ساحة الصراع، مشيراً إلى "المرحلة الصعبة التي يمرّ بها الشرق الأوسط، وتحذيرات العراق المتكررة بعد أحداث 7 أكتوبر، بأهمية وقف هذه الحرب التي استهدفت المواطنين الأبرياء في غزّة والأراضي المحتلة، والتي خلّفت أعداداً كبيرة من الشهداء والجرحى والتجويع، واتساع ساحة الصراع في البحر الأحمر وسوريا وأخيراً في لبنان، فضلاً عن الأوضاع المتوترة بين الكيان الصهيوني وإيران، ما قد يؤدي إلى حرب شاملة"، مبيناً في الوقت نفسه"أهمية منطقة الشرق الأوسط التي تمثل ثلث احتياجات العالم من النفط، أمام تعنت رئيس حكومة الاحتلال وعدم احترامه للمؤسسات الدولية والقوانين والاتفاقيات، وفشل المنظومة الدولية".
كما أشار رئيس الوزراء، إلى أهمية أمن المنطقة واستقرارها، وما بذله العراق من جهد استثنائي في التهدئة والعمل على عدم اتساع ساحة الصراع، وأيّد كلّ مبادرات الحل، بما فيها المقترح الأخير من قبل الرئيس الأميركي جو بايدن، فضلاً عن الضغط على جميع الأطراف الإقليمية في مسألة ضبط النفس، وعدم الانجرار إلى محاولات اتساع ساحة الصراع، مؤكداً أنَّ العراق طالب بعقد قمّة بشأن لبنان، ولدينا اتصالات مع مختلف قادة المنطقة، للحث على إيقاف هذه الحرب.
ونوّه السوداني بأنَّ "العلاقة بين العراق والولايات المتحدة استراتيجية، وتستند إلى محطات من مساعدة العراق بالإطاحة بالنظام الدكتاتوري، وامتدت إلى سنوات من دعم العراق في مواجهة الإرهاب"، موضحاً أنَّ "الحكومة العراقية طلبت في العام 2014، من الولايات المتحدة دعماً دولياً لمواجهة داعش، وعلى هذا الأساس تشكل التحالف الدولي لمحاربتها، حيث خضنا معارك ضارية وانتصرنا فيها وقدمنا نموذجاً للتعاون مع الولايات المتحدة، ومع الدول الإقليمية لمواجهة خطر داعش الإرهابية".
ولفت السوداني إلى أهمية أن يعاد تقييم وجود التحالف الدولي، الذي يقتصر وجوده اليوم على مستشارين وليس قوات قتالية كما يثار، حيث نجري حوارات لترتيب عملية انتهاء مهمة التحالف التي قدمنا فيها الشكر باسم العراق شعباً وحكومة لكل الدول التي ساعدت العراق في حربه ضد داعش، مؤكداً أنَّ العراق سيبقى عضواً أصيلاً في هذا التحالف لمواجهة خطر الفكر الإرهابي المتطرف، وفي الوقت نفسه نفتح الباب أمام العلاقات الثنائية في المجال الأمني.
كما أبدى السوداني الرغبة بتوسع العلاقات مع الولايات المتحدة في مجالات الاقتصاد والتكنولوجيا وباقي القطاعات المهمة، وبما يتفق مع اتفاقية الإطار الاستراتيجي 2008.
وفي الشأن الاقتصادي، أوضح رئيس الوزراء وضع موازنة لثلاث سنوات، بلغ حجم الخطة الاستثمارية فيها بحدود 83 مليار دولار، إذ لا يمكن أن ننطلق إلى تنمية اقتصادية حقيقية دون أن تكون لدينا بنى تحتية واسعة وخدمات فعالة تسدّ حاجة المواطن، مبيناً في الوقت نفسه، تنفيذ نسبة تجاوزت 33 %، وبحدود 25 مليار دولار في مجال الخدمات عبر سنتين من عمر الحكومة، التي نجحت في انتشال 12 مليون فرد من حافة الفقر، عبر الإعانات النقدية والسلّة الغذائية التي تكلّف بحدود 9 مليارات
 دولار.