كتب رئيس التحرير :
طبيعيّ أنْ تكون أزمة المنطقة الكبرى في غزّة ولبنان حاضرةً في مباحثات رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني مع الرئيس التركي أردوغان والتي جرتْ في أنقرة يوم الجمعة الماضي. لأنَّ الرؤى تجاه هذه الأزمة تكاد تكون متطابقة بين الجانبين ولأنَّ الدور العراقيَّ إقليمياً يفرض عليه أنْ يكون فاعلاً ومشاركاً سائر الدول في البحث عن حلولٍ لفواجع المنطقة جرَّاء ممارسات الكيان الصهيوني المنفلتة عن كلِّ رادع إنسانيّ أو أخلاقيّ.
غير أنَّ محنة غزّة ولبنان ستكون حاضرةً بشكل أكثر وضوحاً في القمَّة الإسلاميَّة بالرياض المؤمَّل انعقادها الأسبوع المقبل، لأنها ستكون موقوفة على بحث المسألة ولأنّها ستجمع كلَّ زعماء دول المنطقة.
العراق ـ ممثلاً برئيس الوزراءـ سيكون حاضراً بمواقفه المبدئيَّة التي أعلنها منذ أول أيام العدوان الصهيونيّ على الشعبين الفلسطيني واللبنانيّ، وسيكون سنداً وعضداً للمواقف التي تسعى جاهدةً لإيجاد حلّ شامل، وهو ما لا يمكن تصوّره إلّا بوقف العدوان أولاً والسعي لإصدار قرارات أمميَّة ملزمة تمنع تكرار الكيان جرائم الإبادة.
ستُعقد قمَّة الرياض في ظرفٍ أقلّ ما يمكن أنْ يقال عنه بأنه عصيب، فوتائر الحرب تتصاعد في لبنان وغزّة، ونذرها تلوح بين إيران والكيان الغاصب وأميركا مشغولة بانتخاباتها الرئاسيَّة، والعالم يُدرك أنَّ أزمات الشرق الأوسط مهيأة لأنْ تتحوّل تلقائياً إلى أزماتٍ عالمية كبرى بسبب الثقل الاقتصادي والجيوسياسيّ للإقليم.
مواقف العراق الراكزة والمبدئيَّة والتحرّك الجادّ الذي يقوم به رئيس الوزراء سيكون لها دور كبير في البحث عن حلولٍ لأزمةٍ هي الأخطر في تاريخ المنطقة.