كتب رئيس التحرير:
أعلن السيّد رئيس الوزراء محمّد شياع السوداني أمس النتائج الأوليَّة للتعداد العام للسكّان الذي أجري قبل أيامٍ قلائل، وبهذا الإعلان يكون قد صادق على نجاح هذه الممارسة الضروريَّة التي غابتْ عن العراق لأكثر من (27) سنة مضتْ.
لا مفاجآت في نتائج التعداد بحسب صندوق الأمم المتّحدة للسكّان فالأرقام التي أعلنها رئيس الوزراء تكاد تكون مطابقة لتوقعات الأمم المتحدة وتقديراتها، لكنَّ أبرز ما تحمله هذه الأرقام والنسب أمران: أولهما أنَّ العراق دولة شابّة فتيَّة فنسبة السكّان الذين هم في سنِّ العمل بلغتْ أكثر من (60) بالمئة، وهي تقريباً ضعف النسبة التي حملها آخر تعداد للسكّان سنة (1997) .
الأمر الثاني أنَّ عدد الذكور في المجتمع العراقي يكاد يكون مساوياً لعدد الإناث. ما يجعل مقولة "المرأة نصف المجتمع" حقيقة عراقيَّة خالصة.
والأمران معاً يدعوان إلى ضرورة إيلاء المرأة وشريحة الشباب اهتماماً استثنائياً في كلِّ مشروعٍ تنمويّ مقبل. فبالإضافة إلى أهميَّة استيعاب هذه الأيدي العاملة والأخذ بالاعتبار قدرتها على أنْ تكون الرافد البشريَّ للمشاريع الاقتصاديَّة التي تعتزم الحكومة القيام بها في خطتها الطموحة لإصلاح الاقتصاد العراقيّ، هناك ضرورة ملحَّة إلى ضمان أنْ تكون المرأة حاضرةً بقوّةٍ في ذهن المخطط العراقيّ في قادم الأيام.
(45) مليون عراقيّ، كلّ واحدٍ منهم يتطلّع إلى أنْ يكون وطنه قوياً قادراً على استيعاب أبنائه وصون كرامتهم، وكلّ واحدٍ منهم مستعدّ للدفاع عن هذا الوطن الذي يكبر بأبنائه ويعلو بعلوّ هاماتهم.
في هذه البقعة الطيّبة من الأرض (45) مليون قلبٍ ينبض بحبِّ العراق.