كربلاء المقدسة / الصباح
حذرت المرجعية الدينية العليا، من استخدام الاطفال للأجهزة الإلكترونية الحديثة لأوقات طويلة، منتقدة بشدة ثقافة السب والقذف في مواقع التواصل الاجتماعي وحالة الجهل باستخدامها، كما حذرت من انحدار الشباب نتيجة الإهمال الأسري الذي يعيشونه.
وقال ممثل المرجعية السيد أحمد الصافي في خطبة الجمعة التي ألقاها من داخل الصحن الحسيني الشريف: إن "الانسان يستفسر في بداية حياته ومراهقته لأنه يكتشف عالما آخر، فإذا وجد من يوجهه اختار الطريق الصحيح، وإذا لم يوفق لذلك يتخبط الى أن يحصل بنفسه على حل أو يستمر بالتخبط"، لافتاً إلى أن "المشكلة التي نشهدها اليوم تسبق عملية المراهقة"، مبينا ان "هذه المشكلة تكمن بانشغال الاولاد وهم بأعمار صغيرة بالاجهزة الحديثة"، مشيرا الى أن "الطفل يأخذ مساحة كبيرة من حياته بانشغاله بهذه الاجهزة فتبدأ تنصهر عنده شخصية جديدة غير مألوفة في وقت سابق".
وأوضح، ان "الطفل عندما يكبر ستكون ثقافته هجينة لأنه اخذها من مواقع التواصل الاجتماعي"، مبينا ان "ما تمت ملاحظته في صفحات (الفيس بوك) هو أنه عند قيام شخص بالتحدث عن شخص أو جهة معينة بسوء تسانده مجموعة كبيرة من الاشخاص وهم لا يعرفون ذلك الشخص أو الجهة فتتكلم بالسوء والسباب والشتيمة والكلام اللاذع وغير المؤدب، مما يسهم بتحول الثقافة الى ثقافة الكلام النابي والسب والشتم، خصوصا ان بعض من يشتم يتصور أن لا أحد يعرفه فيعطي العنان للسانه ليتكلم والمقابل يرد عليه الشتيمة بعشرة إضعافها والسباب يتعدى للام والاب والعشيرة ويعيش الانسان ساعات من هذا العمر المحدد بالسباب والشتيمة ويقضي عمره ولسانه متعود على الكلام النابي وأذنه تتعود على الفحشاء من القول".
وأكد ممثل المرجعية، ان "كيفية إدارة وقت الانسان تحتاج الى المربي، وان هذه المواقع تأخذ من وقت الانسان ساعات عديدة حتى يصبح هذا الانسان كسولا"، مشيرا الى ان "بعض مؤسسات الدولة يحضر الموظف فيها متأخرا لأنه لا يكتفي من النوم ليلا لانشغاله بهذه الترهات"، لافتا الى أن "الله جعل الليل للسكن والراحة الا أن الامور انقلبت ولم يتم استثمار العقل للتصرف بشكل جيد، فالوقت الثمين يهدر بترهات من دون الالتفات الى عواقب تلك الامور، خصوصا ان تلك المواقع أسهمت بفتح نافذة لمشاكل كثيرة".
ونوه الصافي، بأن "تلك المواقع كشفت عن حالة الجهل الكبير عند مستخدمي هذه المواقع من ناحية الكتابة والاملاء والثقافة وتواضع الفهم خصوصا أن البعض يمتلك شهادة، فضلا عن الاساليب الشاذة بالتعامل كالسباب والشتيمة والابتعاد عن اللياقة"، واستدرك ان "العراق يمثل بلد ثقافة وفكر وعقلاء وعقول ناضجة وهو مملوء بالعطاء والتضحيات، وان هذه الثقافة هجينة لا تمت له بصلة"، محذرا من "انحدار الشباب بسبب هذه الثقافة نتيجة إهمال الاسرة والمعلم والصديق".