عامر توفيق.. مطرب الحي يطرب

الصفحة الاخيرة 2019/06/29
...

بغداد / كاظم لازم 
أبكى المطربة الكبيرة الراحلة وردة الجزائرية نهاية الثمانينيات عندما شاءت الاقدار ان يلتقي بها في مطار القاهرة وهي متوجهة الى باريس لاحياء حفلة في مسرح الاولمبيا ليغني لها اغنيتها الشهيرة “لعبة الايام” لتقول له بعدما عرفت انه عراقي ان الغناء العراقي يختلف عن غناء العالم، فهو الوحيد الذي يتميز بالشجن
 والصدق.
 توفيق الذي وصل عمره الى سبعين بعد رحلة طربية بدأت منذ نهاية الستينيات من القرن الماضي ليغني العديد من الالوان الغنائية والكثير من المقامات الصعبة التي اداها على قاعة الشعب منتصف السبعينيات بمشاركة فرقة الفنون الشعبية، التي كانت تشرف عليها الفنانة السوفيتية قمر خانم ليطوف معهم دول العالم ويحصلوا على العديد من
 الجوائز. 
عامر توفيق صاحب الصوت الجهور الذي يمر هذه الايام بازمة صحية صعبة بعدما اجتمعت بجسده امراض السكر والضغط وضعف الذاكرة والذي اضطرته ظروفه العام 2011 بسبب صعوبة العيش ان يبيع عوده الذي صنعه العواد الكبير محمد فاضل والذي غنى ولحن من خلاله عشرات الاغاني ليشارك في سنواته الاخيرة في برنامج المواهب العربية “ذا فويس” الذي غنى فيه موشح “أسقي العطاش” واغنية “ياصلاة الزين” التي حققت نسبة مشاهدة تعدت الـ15 مليون اضافة الى اغنية المطرب الكبير صباح فخري “مولاي، اجفاني، جفاهن الكرى” .
حكاية عامر توفيق وسنواته الاخيرة التي مر بها واهماله رغم وقوف وزارة الثقافة ومعالجته على نفقتها فحكايته تذكرنا بالعديد من مطربي العراق وايامهم وساعاتهم الاخيرة منهم رضا علي ، خزعل مهدي، عفيفة اسكندر، احمد الخليل، قحطان العطار، عبد الجبار الدراجي، فؤاد سالم، سعدي الحلي، محسن فرحان،عزيز علي، وحيدة خليل التي فقدت بصرها في ايامها الاخيرة وغيرهم الكثير لنقف في النهاية، امام الحكاية التاريخية التي مر بها الكاتب والشاعر الانكليزي برنادشو الذي اقام له الانكليز في اواخر ايامه تمثالا بلغ طوله 9 امتار وكان وقتها يمر بظروف مادية صعبة وعندما مر على التمثال سأل كبير المهندسين عن صاحب التمثال ليخبره بانه لعبقري بريطانيا برنادشو ليسأله من جديد عن كلفة التمثال المالية وعندما عرف برنادشو بان المبلغ كبير ليطلب منه بعد ذلك ان يقف في مكان التمثال على ان يعطوه نصف
 تكاليفه.