عبدالزهرة محمد الهنداوي
الذهب والمطارات، كلاهما يمثلان الأهمية بأوجهها المتعددة، الاقتصادية، والأمنية، والسيادية والسياسية، والاجتماعية، والسياحية، بالنسبة للبلاد والعباد.
فأهمية المطار تكمن في كونه، يمثل البوابة الرئيسة للبلد، والحديث هنا عن المطارات الخارجية، وأقل منها المطارات الداخلية، وعبر هذه البوابة، يرى العالم بأجمعه واقع وتفاصيل بلد المطار، وعبرها ، ينتقل الناس من بلد إلى بلد، ومن خلالها تأتي البضائع والسلع، وغير ذلك من التفاصيل، ولذلك كله، فإن المطار يتصل بنحو مباشر بسيادة وأمن واقتصاد البلد.
أما الذهب، فهو يمثل بارومتراً حساساً لقياس قوة وضعف اقتصاد البلد، فهو يمثل الغطاء الآمن والضامن للاقتصاد، لذلك يُقاس المستوى الاقتصادي للبلدان، بما تمتلكه من احتياطي الذهب، فضلاً عن أهميته الاجتماعية، بوصفه (زينة وخزينة)
وهنا يأتي السؤال: وما العلاقة، بين المطار والأصفر الرنان؟
ظاهريا، ليست ثمة علاقة واضحة بين الأمرين، ولكن إذا دخلنا في العمق سنكتشف وجود علاقة متينة بينهما، فمطاراتنا، وتحديداً مطارات بغداد والبصرة والنجف وكركوك، لم تعد تُعنى فقط بنقل المسافرين وشحن البضائع، كما هو حال كل مطارات العالم، إنما أُضيفت لها مهمة أخرى وهي أنها أصبحت منافذ رسمية لاستيراد الذهب، بعد أن نجحت الحكومة ووزارة التخطيط، ممثلة بالجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية، من افتتاح مراكز متخصصة، لفحص ووسم الذهب والفضة والمجوهرات والأحجار الكريمة، المستوردة في نفس المطارات، وبافتتاح هذه المراكز، فقد أصبحت مهمة مستوردي الذهب سهلة، إذ تجري إجراءات الفحص والوسم، في ذلك المركز الذي لايبتعد عن صالة الوصول إلا أمتاراً قليلة، وهذه العملية لاتستغرق سوى ساعة أو ساعتين.
وكان التجار قبل ذلك، يحملون ذهبهم إلى مقر الجهاز لفحصه ووسمه، وهذه عملية فيها الكثير من المخاطر والأكلاف المالية، التي تنعكس على أسعار الذهب، كما أن إقامة مثل هذه المراكز، ستُسهم في القضاء على الذهب المغشوش، ومنعه من التداول، وبالتالي حماية ودعم الاقتصاد الوطني، ناهيك عن حالة الاطمئنان لدى مستوردي الذهب والصاغة، بسبب السرعة والضمان والأمان للذهب، والأجهزة المتطورة المستخدمة في الفحص، إذ يعد العراق واحداً من 3 بلدان تمتلك مثل هذه الأجهزة.
ويبدو أن التجربة حققت نجاحاً كبيراً خلال شهرين من افتتاح أول مركز لفحص الذهب في مطار بغداد، وآخر في النجف وثالث في مطار كركوك وقريباً في مطار البصرة، وبدأ التفكير الآن جديّا، بفتح مراكز أخرى في مطارات أربيل والسليمانية، وكربلاء، بعد افتتاحه.
وبهذه الإجراءات، فقد خطا العراق، خطوة مهمة على طريق الاستقرار والتنوع الاقتصادي، فضبط إيقاع الذهب، استيراداً وتداولاً، سيُسهم في رسم صورة جديدة لمشهد عراقي ذهبي.
والآن، هل عرفتم العلاقة بين الذهب والمطار؟