العراق يطالب بدعم أممي أكبر لإعادة الإعمار
الثانية والثالثة
2019/06/30
+A
-A
بغداد / الصباح
وصفت الرئاسات الثلاث، زيارة عدد من اعضاء مجلس الامن الدولي برئاسة الرئيس الدوري للمجلس، منصور العتيبي، بـ"المهمة"، مشيرة إلى أنها تدل على دعم المجلس واهتمامه بالعراق وبالتحولات التي يشهدها في جميع المجالات وتجاوزه بنجاح للتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الكبيرة، في حين لفتت إلى أن سياستنا الخارجية قائمة على عدم الدخول في سياسة المحاور والتركيز على المشتركات الكثيرة التي تجمعنا مع الدول، وعبر الوفد الأممي عن دعم سيادة العراق، مشيدة بتوجه الحكومة لتعزيز مكانة العراق ودوره، واستمرار التعاون في مكافحة الارهاب والتطرف.
ترسيخ الاستقرار
وقال رئيس الجمهورية برهم صالح، خلال استقباله للوفد بحسب بيان رئاسي، تلقته "الصباح": ان "العراق حريص على ادامة التواصل والمشاورات مع مجلس الامن الدولي لتعزيز السلم والامن في المنطقة"، مشيراً الى ان "العراق يسعى لممارسة دوره على الصعيدين الاقليمي والدولي، والمساهمة في الجهود البناءة لترسيخ الاستقرار، ورغبته الجادة في تسوية المسائل الدولية بالطرق السياسية عبر تشجيع الحوار بين الاطراف كافة".
وأكد الرئيس صالح، الذي عاد فجر أمس السبت للبلاد بعد زيارة الى لندن استغرقت عدة ايام، "اهمية الحفاظ على سيادة العراق وسلامة امنه ووحدته ازاء التحديات والازمات التي تشهدها الساحة الاقليمية"، مشدداً على ان "العراقيين انتصروا على الارهاب وحرروا مدنهم وامامهم مهام كبيرة للحفاظ على وحدة بلدهم وتحقيق ازدهاره، وهذا لن يتحقق من دون مساندة وعون المنظمات الاممية والدولية والاشقاء والاصدقاء".
بدوره، عبر الرئيس الدوري لمجلس الامن عن "دعمه والمنظمة الدولية للشعب العراقي وحكومته وسيادته"، مشيداً بـ"السياسة المتوازنة التي ينتهجها العراق والحرص على الالتزام بمقررات مجلس الامن مما يدلل على صحة مساره السياسي وانفتاحه على المحيط الإقليمي والدولي".
واستعرض رئيس الجمهورية مع الوفد "آخر مستجدات وتطورات الاوضاع السياسية على الصعيدين الاقليمي والدولي وازمات المنطقة، وضرورة العمل المشترك لانهاء الازمات والتوترات".
سياسة متوازنة
بدوره، قال رئيس مجلس الوزراء عادل عبد المهدي، وفقاً لبيان مكتبه الإعلامي: ان "هذه الزيارة المهمة تدل على دعم المجلس واهتمامه بالعراق وبالتحولات التي يشهدها في جميع المجالات وتجاوزه بنجاح للتحديات السياسية والاقتصادية والأمنية الكبيرة"، معرباً عن "شكره وتقديره لهذه الزيارة".
واضاف عبد المهدي ان "العراق شهد حروبا خارجية وداخلية وحملات اضطهاد وابادة وموجات ارهاب وورثنا دمارا للبنى التحتية وانقسامات مجتمعية وهدرا لثرواتنا ومواردنا البشرية والمادية وديونا كبيرة، ورغم كل ذلك تمكن العراقيون من إقرار الدستور وإجراء عدة انتخابات تشريعية أدت لتغيير وتداول سلمي للسلطة وانتصروا على داعش وحرروا مدنهم".
ولفت عبد المهدي إلى أنه "حين اطلقت المرجعية الدينية العليا فتوى الجهاد للدفاع عن العراق تطوع الملايين وتوحدوا وبهذه الوحدة انتصروا على داعش، كما ان قواتنا بمختلف تشكيلاتها توحدت واستنفرت قواها واستطاعت تحقيق الانتصار"، مشيرا الى أن "الأزمات العميقة والتضحيات والتحديات الكبيرة التي واجهها العراق تستحق دعما دوليا أكبر لإعمار المناطق المحررة والمتضررة".
رئيس مجلس الوزراء الذي استعرض "جهود الحكومة العراقية في مجالات اصلاح الإقتصاد والتنمية المستدامة واستثمار الثروات الطبيعية وزيادة الانتاج الزراعي والعمل على بسط سلطة القانون وتحقيق العدالة بين مكونات الشعب العراقي وتكافؤ الفرص والاهتمام بحقوق المرأة وزيادة مشاركتها في الحياة السياسية والمناصب الادارية"، شدد على أن "سياستنا الخارجية قائمة على عدم الدخول في سياسة المحاور والتركيز على المشتركات الكثيرة التي تجمعنا مع الدول المجاورة والاقليمية وبما يحفظ الأمن والاستقرار ويحقق مصالح وازدهار جميع شعوب المنطقة ويجنبها التوترات والأزمات والحروب ، وان هذه العلاقات المتوازنة تحقق مكاسب للعراق وشعبه"، مؤكدا "موقف العراق المعلن من الازمة الإقليمية الحالية".
وتابع البيان أنه "جرى خلال اللقاء مع اعضاء مجلس الأمن تأكيد جميع الاعضاء على دعم مجلس الأمن للعراق وسيادته ووحدته واستقراره، وبحث استمرار التعاون والتنسيق وتعزيز عمل بعثة الأمم المتحدة في المجالات الانسانية وشؤون النازحين وإعمار المناطق المحررة وقضايا المرأة والطفل، حيث عبّر رئيس واعضاء مجلس الأمن عن دعمهم لسيادة العراق ووحدته ولخطط الإعمار"، مشيدين بـ"سياسة الحكومة العراقية المتوازنة وعلاقاتها مع محيطها العربي والاقليمي والدولي".
اول زيارة للعراق
وبحسب بيان صادر من رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي، فان الاخير استقبل، وبحضور عددٍ من قادة الكتل السياسية ورؤساء اللجان النيابية، ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي في أول زيارة للعراق".
وأعرب الحلبوسي، خلال اللقاء عن "تقديره لهذه الزيارة التي تدلُّ على دعم مجلس الأمن الدولي واهتمامه بالعراق، بعد أن حقق العراقيون انتصارهم المؤزر على الإرهاب نيابة عن العالم".
وعبَّر رئيس البرلمان، عن "تقدير العراق لجهود المجتمع الدولي، الذي قدَّم الدعم للشعب العراقي سواء في حربه على الإرهاب أو المساعدة بملف النزوح وإعادة الاستقرار، آملا استمرار الدعم والإيفاء بالالتزامات الدولية تجاه العراق".
واستعرض الحلبوسي "جهود مجلس النواب في إقرار القوانين المهمة، والتي تمسُّ حياة المواطنين، مؤكدا أن المجلس يتطلَّع لتشريع قوانين تنعكس إيجابا على حياة المواطنين، من خلال برامج الإصلاح ومكافحة الفساد والحد من الفقر وإيلاء الطبقات المحرومة رعاية أكبر، فضلا عن معالجة الآثار المترتبة على الإرهاب".
واستعرض أيضاً خلال اللقاء "مستجدات الوضع الدولي والإقليمي، وأزمات المنطقة، وضرورة العمل المشترك؛ لإنهاء هذه التوترات والحفاظ على الاستقرار الإقليمي عبر الحوار البنَّاء والوسائل السلمية الهادفة".
من جهته، قال رئيس مجلس الأمن بدورته الحالية منصور العتيبي: "اننا سعداء بهذه الزيارة التأريخية ورسالتنا لكم اننا جئنا للتعبير عن دعمنا للعراق ووحدته وسيادته ولتقديم التهاني بتحقيق الانتصار على داعش الذي تم بفضل الله وبتضحيات الشعب العراقي، وللتأكيد على ان المجتمع الدولي يقف الى جانبكم وندعم الشراكة وجهود البعثة الدولية في العراق التي تعمل بموافقة الحكومة العراقية وبالنجاحات التي تحققها في مختلف المجالات، ونرحب بمبادرة الحكومة العراقية لتحسين العلاقات مع الدول المجاورة ومحيطها العربي والاقليمي والدولي ووصفها بالسياسة الحكيمة التي تخدم مصالح العراق وجميع دول المنطقة، الى جانب دعمنا لجهود إعادة الإعمار والخطوات الاصلاحية للحكومة العراقية". واشار البيان إلى أن "بقية اعضاء المجلس الذين تحدثوا خلال اللقاء قدموا التهاني بتحرير الشعب العراقي لمدنه واراضيه وبإكمال التشكيلة الحكومية وجهودها في ترسيخ الاستقرار والتماسك المجتمعي"، وعبروا عن "دعم سيادة العراق"، مشيدين بـ"توجه الحكومة لتعزيز مكانة العراق ودوره، واستمرار التعاون لمكافحة الارهاب والتطرف". واوضح البيان أن "اللقاء حضره وكيل وزير الخارجية وممثل العراق الدائم لدى الامم المتحدة ورئيس دائرة المنظمات ومدير قسم الامم المتحدة مسؤول ملف وزارة الخارجية، وعدد من المستشارين".
تبنّي برنامج الاستثمار
من جهته، استعرض وزير الخارجية محمد علي الحكيم، مع أعضاء وفد مجلس الأمن، "تطورات الأوضاع السياسيّة في العراق، وجهود الحكومة في بسط الأمن، وتحقيق الاستقرار وإعادة إعمار المدن المحررة من عصابات داعش الإرهابية".
وأوضح الحكيم، بحسب بيان للوزارة، ان "العراق يحتاج الى الدعم من قبل مجلس الأمن في مرحلة ما بعد الانتصار على داعش، والتوجه الحكوميّ نحو تبنّي برنامج الاستثمار في عمليات إعمار المحافظات".
وخلال بحث القضايا الإقليميّة والدولية التي تحظى باهتمام العراق، أوضح الحكيم "رؤية الحكومة إزاء أزمات المنطقة، وضرورة التزام مبدأ الحل السياسي، وتجنيب المنطقة الحساسة مغبة التوترات التي تنعكس على الجميع في حال حدوث حروب، ومواجَهات".
وأكد الحكيم "حرص العراق على التعاطي مع مقررات الأمم المتحدة التي يشكل مجلس الأمن أحد أجهزتها المهمة، عاداً أنها تمثل المظلة الدولية الراعية لحقوق جميع شعوب العالم، بخاصة أن العراق دولة مؤسسة للأمم المتحدة".
بدوره، قال رئيس مجلس الامن المناوب منصور العتيبي، لوكالة الأنباء العراقية (واع): انه "حان الوقت لوقوف المجتمع الدولي الى جانب العراق"، مبيناً ان "العراق قدم تضحيات كبيرة وحان الوقت لوقوف المجتمع الدولي الى جانبه ومساعدته في كل ما يحتاجه".
إعادة النازحين
وفي السياق، جاء بيان لرئاسة إقليم كردستان، ليؤكد أن "مجلس الأمن الدولي قيم عالياً دور إقليم كردستان في مواجهة الإرهاب، وإيواء النازحين واللاجئين، وحماية الأقليات الدينية والقومية، وعبر عن ارتياحه ودعمه لتطبيع وتقدم علاقات أربيل – بغداد"، مبيناً أنه "خلال الاجتماع الذي حضرته رئيسة برلمان كردستان، فالا فريد، وممثلو وزارة الخارجية العراقية وعدد من مسؤولي حكومة إقليم كردستان، عبر أعضاء مجلس الأمن الدولي عن سعادتهم للاجتماع مع رئيس إقليم كردستان وباركوا له على تسنمه مهامه".
وأضاف البيان "من جهته، قدم رئيس إقليم كردستان عرضاً ملخصاً للظروف الصعبة السابقة للإقليم، وحرب داعش، والمرحلة الحالية، ورؤيته للمستقبل، كما شدد على حاجة كردستان إلى دور ودعم ومساعدة الأمم المتحدة، لتنمية العلاقات مع الحكومة الاتحادية العراقية ولحل المشاكل بين الجانبين على أساس الدستور".
وأردف البيان أن نيجيرفان البارزاني "أكد على أهمية التعاون والتنسيق بين إقليم كردستان والحكومة الاتحادية العراقية والتحالف الدولي في مواجهة التهديدات الإرهابية، وبصورة خاصة في المناطق المشمولة بالمادة 140 من الدستور العراقي، وشدد على أهمية تعاون الأمم المتحدة في هذا السياق، كما شكر دور التحالف الدولي وبعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) في دعم إقليم كردستان والعراق ومساندتهما
في دحر الإرهاب".
ولفت البيان إلى أنه "في جانب آخر من الاجتماع، تم التباحث حول أوضاع المنطقة بصورة عامة، وتشكيل الكابينة الحكومية الجديدة لإقليم كردستان، وعلاقات إقليم كردستان مع دول الجوار، والإصلاحات وفرص العمل والاستثمار في الإقليم، وإعادة إعمار المناطق المتضررة من الحرب ضد الإرهاب وإعادة النازحين
إلى ديارهم".