نحو عراقٍ موحَّد

آراء 2024/12/26
...

 د . هوشيار مظفر علي 


اليوم بعد سقوط بشار الأسد ونظامه، فالعراق وسط طوفان السابع من اكتوبر، يواجه تحديات وجودية مستجدة تتطلب استراتيجيات عراقية شاملة تقوم على التفاهم والتعاون بين المركز وإقليم كردستان. 

فالخلافات السياسية والإدارية بين الجانبين ليست جديدة، لكنها تعمقت بسبب تعقيد الأوضاع الإقليمية والداخلية، هذه التحديات تتطلب جهودًا حثيثة لبناء شراكة وطنية عراقية حقيقية قائمة على الدستور، والتفاهم المشترك، والتوازن في إدارة الصلاحيات والموارد بين المركز والاقليم.

وبالرغم من أن الأزمات والصراعات قد تؤدي إلى تعميق الانقسامات، فإنها توفر بإدراكها وتحليلها والحوار فيها وحولها فرصة لإعادة النظر في أسس العلاقة بين المركز والإقليم لتصبح نموذجًا في التعايش السياسي والإداري والفيدرلة الناجحة، ونجاح هذه الجهود يعتمد على إرادة سياسية عراقية بأبعاد تسامحية من الطرفين، تضع مصلحة العراق والاقليم الكلية- وهو بعضه -فوق المصالح الجزئية.

رغم الصعوبات التي تواجه العلاقة بين المركز والإقليم، هناك نماذج قيادية أثبتت قدرة على بناء جسور التفاهم. من أبرز هذه النماذج نموذج السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، الذي أدار الازمات والتحديات باستراتيجية وطنية عراقية متحدية للازمات والصراعات واستطاع بخبرته القيادية التعامل بحنكة سياسية مع ارث متجذر من خلافات وجد أنها جديرة بالحل، فحلها مع الاقليم وهو ما يحسب له مدير أزمة وقائد صراع، وكذلك نجد دور رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، في التركيز على الحوار مع المركز والبحث عن حلول عراقية عملية للأزمات، وسط مساهماته في تعزيز التفاهم بين أربيل وبغداد مما يظهر في المثالين أهمية القيادة المدركة للازمة والصراع إدارة وقيادة في إدارة الأزمات وقيادة صراعاتها، وتحقيق الشراكة الوطنية.

إن توحيد العراق مركزا واقليما في مواجهة الازمات والصراعات والتحديات والمشكلات التي لا ننكر وجودها بين المركز والاقليم، يتطلب رؤية عراقية وطنية قائمة على الشراكة الوطنية الاستحقاقية الدستورية، وقيم الوحدة الوطنية. والنجاح في تحقيق ذلك خاصة في ظل رئاسة السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني ورئاسة السيد رئيس الاقليم نيجيرفان البارزاني، يعتمد على إرادة سياسية بين المركز والاقليم تكون قادرة على تجاوز الخلافات وإطلاق مشاريع عراقية، تخدم جميع العراقيين في المركز والاقليم، وتنجح تجربة التعاون بين المركز والإقليم، التي كما وصفت بأنها: رغم صعوباتها، تحمل في طياتها فرصة لبناء عراق قوي ومستقر. والقيادة التصالحية المديرة للازمة والقائدة للصراع في ازمات وتحديات صراعات الواقع لا المثالية مثل تلك التي أظهرها رئيس الوزراء السيد محمد شياع السوداني والسيد نيجيرفان البارزاني يمكن أن تكون آليات معتمدة لإزالة الأزمات ومحو الصراعات بين المركز والاقليم اليوم وغدا وبعد غد.