العراقيون يحتفلون بأعياد الميلاد المجيد

الثانية والثالثة 2024/12/26
...

 بغداد: الصباح

 أربيل: سندس عبد الوهاب

احتفل العراقيون أمس الأربعاء، بأعياد الميلاد المجيد للسيد المسيح (عليه السلام)، وأكدت القيادات الرسمية والسياسية في البلاد على أهمية هذه المناسبة بإرسال رسالة للعالم أن العراق وطن السلام والمؤاخاة والتنوع، بينما أكد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أن العراق مركز تاريخي للمسيحية في الشرق الأوسط.


مشاركة السوداني

وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، في بيان تلقته "الصباح"، أن "السوداني وجّه تهانيه وتمنياته بمناسبة أعياد الميلاد المجيد، وذلك في اتصال مشترك، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة، مع عدد من رجال الدين المسيحيين في مختلف كنائس محافظات العراق".

وعبّر رئيس الوزراء، خلال الاتصال، عن "أطيب وأعمق التهاني بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)، التي تعود على العراقيين هذا العام بالخير والاستقرار، وهم ينعمون بالسلام وروح التآخي بين أطياف شعبنا العراقي كافة".

وأضاف البيان، أنه "شارك في الاتصال وتبادل التهاني مع رئيس الوزراء كل من؛ رئيس أبرشية السريان الأرثوذوكس في البصرة نيافة الخور أسقف سمعان كصكوص، ورئيس طائفة كنيسة الأرمن الكاثوليك في العراق من بغداد نيافة المطران نرسيس جوزيف، ورئيس كنيسة المشرق الآشورية في بغداد والبصرة نيافة المطران إيليا، ومطران كركوك ونينوى للكنيسة الشرقية القديمة نيافة المطران مار شمعون دانيال، ومطران دير مار متّي من الموصل نيافة المطران موسى شماني للسريان الأرثوذكس، ورئيس أساقفة أبرشية أربيل الكلدانية نيافة المطران بشار متّي وردة". وأشار السوداني، وفقاً للبيان، إلى أن "ميلاد السيد المسيح (عليه السلام) مناسبة للبشرية جمعاء لمراجعة ما نفذنا وطبقنا من تعاليمه ومبادئه"، مؤكداً على "قوة التنوع في العراق، الذي يمثل السمة المميزة للشعب العراقي عبر سنوات طويلة، بمختلف أطيافه". وتابع، أنه "احتفلنا في هذه الأيام بيوم النصر الكبير على عصابات (داعش) الإرهابية، التي استهدفت التنوّع العراقي، وبدماء شهدائنا خرج العراقيون وهم أكثر تلاحماً من أي وقت مضى"، مبيناً أنه "مسؤوليتنا جميعاً الحفاظ على إرث العراق في التنوع، وفي بلد متعدد الأطياف، وأن نعزز التآخي والوحدة، بممارساتنا وخطابنا".

ولفت، إلى أن "العراق مركز تاريخي للمسيحية في الشرق الأوسط، والمسيحيون أسهموا منذ قرون في رفد حضارة العراق وثقافته وتطوره، وكانوا بناةً لهذا البلد في مختلف المحطات"، مردفاً أن "هوية العراق العابرة للطوائف والأديان هدفنا الحقيقي، وهذا واضح من خلال التلاحم والمشاركة بمختلف المناسبات، خصوصاً أعياد الميلاد وما تمثله من عنوان للوحدة والتآخي".

كما شارك رئيس الوزراء، صباح أمس الأربعاء، عائلة عراقية من الطيف المسيحي الكريم بالعاصمة بغداد، الاحتفال العائلي بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح (عليه السلام).

وأفاد بيان لمكتبه الإعلامي، تلقته "الصباح"، بأن "رئيس الوزراء اطلع على أحوالهم المعاشية، واستمع لأحاديثهم ومتطلباتهم، ووزع هدايا العيد التذكارية للأطفال". وأكد السوداني، خلال زيارته منزل العائلة، بحسب البيان "حرصه على الاحتفال مع المسيحيين، انطلاقاً من وحدة الرسالات السماوية المسيحية والإسلامية، والتشارك بالقيم والمبادئ الأخلاقية والإنسانية ذاتها"، مجدداً الإشارة إلى "الاعتزاز بأبناء المكوّن المسيحي من العراقيين، الذين ساهموا في بناء البلد، ودعم كيان الدولة".

قيادات رسمية وسياسية

من جانبه، قال رئيس مجلس القضاء الأعلى، القاضي فائق زيدان، في بيان تلقته "الصباح": "نتقدم بخالص التهاني والتبريكات لأبناء شعبنا من المسيحيين بمناسبة حلول أعياد الميلاد المجيد ورأس السنة الميلادية، متمنين لهم الأمن والسلام والخير في ربوع وطننا العزيز".

وفي بيان له بالمناسبة، قال النائب الأول لرئيس مجلس النواب، محسن المندلاوي: "في الوقت الذي نتقدم فيه بأطيب التهاني والتبريكات إلى أبناء الطائفة المسيحية في العراق والعالم، بمناسبة أعياد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام)، نؤكد أهمية إشاعة قيم السلام والمحبة والتعايش في ظل ما تشهده المنطقة من صراعات وحروب تُهدّد الوجود الإنساني".

وشدّد على "ضرورة نبذ الإرهاب والتطرف ونحذر من خطورتهما في تمزيق النسيج الاجتماعي وتقويض الاستقرار"، مؤكداً "التزام السلطة التشريعية بالعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ودعم حقوق مكونات شعبنا العزيز كافة، آملين أن يعيدها الله على عراقنا وأمتنا والعالم بالأمن والأمان والاستقرار". من جانبه، قال رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، في تدوينة على منصة (X): "بكل محبة واحترام، أتقدم بأحرِّ التهاني والتبريكات إلى أبناء شعبنا من الإخوة المسيحيين في العراق والعالم بمناسبة أعياد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام(".

‏وأضاف: "نسأل الله أن تكون هذه المناسبة المباركة فرصة لتعزيز قيم المحبة والسلام والتسامح بين جميع أبناء الشعب العراقي خصوصاً والبشرية عموماً، وكل عام وأنتم بخير، أعاده الله عليكم بالفرح والبركات، وعلى وطننا العزيز وشعبنا الكريم بالأمن والاستقرار والوحدة والاتحاد". زعيم التيار الوطني الشيعي السيد مقتدى الصدر، قال في بيان تلقته "الصباح": "نهنئ اخواننا المسيحيين بذكرى ولادة نبينا ونبيهم عيسى ابن مريم (عليه السلام)"، متمنياً لهم "سنة مليئة بالسلامة والمحبة في كنف وطننا ووطنهم عراق الأنبياء والأولياء والصالحين عراق الأعراق والأديان".

مجلس أمناء الشبكة

وهنأ مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي، جميع العراقيين والإخوة المسيحيين بشكل خاص بهذه المناسبة، وقال المجلس في تهنئته: "بمناسبة حلول ذكرى الميلاد المجيد للسيد المسيح (عليه السلام) نتقدم بأزكى آيات التهاني وأصدق عبارات التبريك لأهلنا العراقيين جميعاً والمسيحيين خصوصاً، سائلين الله العلي القدير أن يديم نعم الأمن والاستقرار والبناء والإعمار في ربوع وطننا الحبيب. وكل عام وأنتم بألف خير".

الإخوّة العراقية

في غضون ذلك، قال معاون رئيس الطائفة المسيحية الكلدانية، المطران باسل يلدو، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إن "المناسبات الدينية لها أثر كبير جداً حين نرى الإخوة وتبادل التهاني في الأعياد، فجميعنا عراقيون لا فرق بين مسيحي ومسلم وكردي وصابئي، فهذه المناسبات تجمع العراقيين كمواطنين أصليين لهذا البلد". وأضاف، أن "حضور رئيس الوزراء، هو أكبر دعم للمكون المسيحي، وبالنسبة لنا هذه الزيارة مهمة جداً حيث نرى اهتمامه بالمسيحيين خصوصاً الذين بقوا في هذا البلد".

بدوره، ذكر راعي كاتدرائية مار يوسف الكلدانية في بغداد، الأب نظير دكو، أن "بطريرك الكلدان الكاثوليك في العراق، الكاردينال لويس روفائيل ساكو، دائماً ينتهز فرص الأعياد لكي يبين اللحمة الاجتماعية والوطنية في العراق، إذ امتلأت الكنيسة بجميع العراقيين من المسلم والمسيحي والكردي والإيزيدي والصابئي، ونتمنى أن نكون مع بعض بمعنى الاخوة الإنسانية العميقة والنية طيبة لبناء هذا المجتمع"، مبيناً أن "المسيحيين دائماً هم رمز للسلام بسبب الطيبة والمحبة ويدهم البيضاء من كل عنف".

وأعرب دكو عن "سعادته بزيارة رئيس الوزراء، ورئيس تيار الحكمة الوطني، السيد عمار الحكيم، وتهنئتهما للمكون المسيحي بالأعياد"، لافتاً إلى أن "هذه رسالة من كافة الشعب العراقي إلى مسيحييه بأننا وطن وشعب واحد وهذا يثلج قلوبنا ويشعرنا بالأمان والفرح".

أوقاف الديانات

أما المتحدث الرسمي باسم ديوان أوقاف الديانات المسيحية والإيزيدية والصابئية في العراق مارتن داوود، فقال بمناسبة احتفالات أعياد الميلاد: إن "العراق بلد الخير والأمان والاستقرار، والحكومة منحت تسهيلات لإنجاح الاحتفالات".

احتفالات الإقليم

كما شهدت محافظات إقليم كردستان لاسيما مدينة أربيل؛ مراسيم قدّاس عيد الميلاد في ظل أجواء البهجة والفرح والروحانية، حيث رفعت الصلوات والأدعية من أجل الأمن والسلام والاستقرار في البلد والمنطقة.

وهنأ رئيس وزراء إقليم كردستان مسرور بارزاني، جميع المسيحيين في كردستان والعراق والعالم بحلول ذكرى ميلاد السيد المسيح، مجدداً التأكيد على أن الإقليم كان وسيظل موطناً للتعايش بين مختلف الأديان والطوائف.

بدوره، قال الشماس في كنيسة "مار يوسف" الكلدانية في عينكاوا أوني الفهمي لـ"الصباح": إنه "جرى إحياء مراسم قداس عيد الميلاد في كنيسة (مار يوسف) وهي إحدى الكنائس التي تقام فيها صلاة القداس في عيد الميلاد "، وأوضح أنه "جرت الطقوس الدينية بحضور عدد كبير من المواطنين والعوائل المسيحية وسط دعوات وأمنيات بأن يحلَّ الأمن والاطئنان والسلام والتعايش السلمي والمحبة بين أبناء البلد والمنطقة والعالم". وتابع، أن "مراسم قداس عيد الميلاد تعد احتفالاً دينياً وثقافياً من خلال صلوات خاصة للمناسبة عند أغلبية المسيحيين، وتبدأ طقوسها في عموم الكنائس إقامة الصلاة ومن ثم إنشاد الترانيم الميلادية ولغاية ساعات متأخرة من الليل". في سياق متصل، قال قائممقام قضاء عينكاوا في أربيل ذات الغالبية المسيحية، رامي نوري لـ"الصباح": "عمت أرجاء الضواحي والأحياء ذات الغالبية المسيحية في أربيل مباهج الفرح والاحتفال من خلال اقتناء أدوات الزينة من أشجار الكريسماس والشموع والدمى التي جسدت شخصية بابا نويل وتزيين المنازل وتجميلها بالنشرات الضوئية من الداخل والخارج وإعداد أطباق الطعام المميزة والحلويات وغيرها من معالم الفرح التي اعتاد القيام بها المسيحيون كل عام"، منوهاً بأن "الاستعدادات تجري في محافظات إقليم كردستان ومن مختلف الأديان والطوائف للاحتفال برأس السنة الميلادية الجديدة 2025". 

يذكر أن حكومة إقليم كردستان، قررت تعطيل الدوام الرسمي 11 يوماً من تاريخ 25 كانون الأول الجاري ويستأنف الدوام في يوم 5 كانون الثاني المقبل، بمناسبة أعياد ميلاد السيد المسيح (عليه السلام) ورأس السنة الجديدة .