2024.. سفينة العراق أبحرت نحو الأمان والاستقرار

الثانية والثالثة 2024/12/31
...

 إعداد: محمد الأنصاري


كان عام 2024 مفصلياً للعراق، فقد واجهت البلاد تحديات كبيرة وخصوصاً على مستوى الملفات الخارجية، لكن حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، تمكنت من الإبحار بسفينة العراق  إلى برِّ الأمان والاستقرار وسط أمواج بحر المنطقة المتلاطم بالأزمات والأحداث والحروب، وداخلياً ظهرت بوادر أمل من خلال الجهود المبذولة لتحقيق الاستقرار والإصلاح ومكافحة الفساد.

على مستوى العلاقة مع التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، تمكن المفاوض العراقي من تحقيق منجز مهم تمثل بالاتفاق على انسحاب القوات الأجنبية من البلاد في موعد أقصاه أيلول من العام المقبل 2025، وفي مسار العلاقة مع تركيا والملفات العالقة معها، قام وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بزيارة  إلى بغداد، ليتبع ذلك أول زيارة يقوم بها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان  إلى بغداد منذ 13 عاماً، حيث جرى بحث مشروع "طريق التنمية العراقي" الدولي، إضافة لقضايا الحدود والأمن والحصص المائية.


حراك دبلوماسي

في نيسان 2024، أجرى السوداني زيارة  إلى واشنطن، التقى خلالها الرئيس الأميركي جو بايدن وركزت الزيارة على تعزيز العلاقات الثنائية، كما زار رئيس الوزراء طهران والتقى بالمرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي، كما أجرى السوداني عدة جولات إقليمية شملت لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التونسي قيس سعيِّد وملك الأردن عبد الله الثاني وولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وأجرى رئيس الوزراء زيارات خارجية شملت بريطانيا وإسبانيا، في المقابل استقبلت بغداد عشرات من الرؤساء والمسؤولين الدوليين والعرب. وقد تمكنت حكومة السوداني وعبر دبلوماسية هادئة ومتزنة، من تجنيب العراق مخاطر الأزمات التي اشتعلت في المنطقة، ورغم الحياد الذي أعلنه العراق إزاء عدة ملفات، إلا أنه أعلن مواقفه المبدئية الثابتة إزاء القضايا العادلة، فقدم ملايين الأطنان من المساعدات للشعبين الفلسطيني واللبناني، وتمكنت الحكومة من إسماع صوت العراق في المحافل الدولية والعربية لدفع وإنهاء العدوان على غزة ولبنان، كما استضاف العراق الآلاف من الأشقاء اللبنانيين الذين أجبروا على ترك مناطقهم بعد العدوان الصهيوني، وحين أطلّت الأزمة في سوريا التي انتهت بسقوط نظام الأسد، أكد العراق موقفه المبدئي بضرورة الحفاظ على وحدة واستقلال سوريا وسيادتها وتمكين الشعب السوري من إدارة بلاده بحرية ووفق ما يراه مناسباً، كما أشار رئيس الوزراء  إلى أن العراق لن يسمح بتكرار سيناريو سيطرة التنظيمات الإرهابية على المناطق الحدودية مع العراق.

وأثمرت مشاركة رئيس الجمهورية، الدكتور عبد اللطيف جمال رشيد، في مؤتمر المناخ، نتائج إيجابية مهمة.

كما شهد العام (2024) اجتماعات مثمرة لائتلاف إدارة الدولة والإطار التنسيقي، ولقاءات مهمة بين القيادات السياسية الوطنية في البلد.


تعداد وانتخابات وبرلمان

شهد شهر حزيران إقرار مجلس النواب لموازنة العام 2024 ضمن الموازنة الثلاثية، وبعد أكثر من عام على إقالة رئيس مجلس النواب السابق محمد الحلبوسي، تمكن المجلس في نهاية تشرين الأول من التوافق على شخص رئيسه الجديد، حيث جرى انتخاب محمود المشهداني رئيساً لمجس النواب للدورة الحالية، وفي 2024 أكملت مجالس المحافظات تشكيل حكوماتها المحلية، كما أجريت انتخابات برلمان إقليم كردستان في شهر تشرين الأول، وشهد العام كذلك إنجاز أول تعداد عام للسكان منذ 37 عاماً، وتم تنفيذه إلكترونياً للمرة الأولى، حيث تجاوز عدد سكان العراق 45 مليون نسمة.

مشاريع وإنجازات

من أبرز المشاريع الستراتيجية التي أطلقتها حكومة السوداني وباشرت بها خلال العام 2024، مشروع "طريق التنمية العراقي" الدولي الذي يبلغ طوله أكثر من 1200 كيلومتر والذي سيغيّر من ملامح الاقتصاد والواقع العراقي بشكل كامل ويحقق ازدهاراً لم يسبق له مثيل بعد الانتهاء من إنجاز مرحلته الأولى في 2029، فعلى مدار العام، أنجزت وزارة النقل التصاميم الأساسية التفصيلية للخطين البري والسككي بواقع 63 بالمئة ويؤمل البدء بتنفيذ المرحلة الأولى من المشروع العام المقبل 2025، بينما بلغ العمل في مشروع ميناء الفاو الكبير المرتبط بطريق التنمية نسب إنجاز متقدمة، حيث اكتملت الأرصفة الخمسة بنسبة 100بالمئة بينما تجاوزت نسب إنجاز الطرق والمجسرات الرابطة بين الميناء والطريقين البري والسككي لمشروع "طريق التنمية" أكثر من 93 بالمئة ويؤمل تدشين المرحلة الأولى للميناء خلال الأشهر المقبلة. على صعيد مشاريع فكِّ الاختناقات في العاصمة بغداد التي أطلق السوداني مرحلتها الثانية نهاية 2024؛ فقد أنجزت الحكومة 9 من أصل 16 مشروعاً من مرحلتها الأولى تمثلت بعشرات الطرق والمجسرات التي تحققت في وقت قياسي وبمواصفات عالية، ويؤمل أن تكتمل مشاريع المرحلة الثانية في 2025. وافتتح السوداني في 2024، مئات المشاريع الجديدة والمتلكئة من مستشفيات ومحطات طاقة ومصانع أدوية ومدارس وملاعب، كان آخرها في نهاية العام مستشفى الشعب الذي يعدُّ أول مستشفى حكومي ينجز في بغداد منذ عقود، كما تم إنجاز 962 مدرسة في عموم العراق ضمن مشروع الأبنية المدرسية النموذجية البالغة (1000) مدرسة، ويجري العمل بشكل دؤوب لإكمال تأهيل وتطوير 3 مطارات هي: الناصرية والموصل وكربلاء لتنضم  إلى المطارات الدولية الأخرى في البلاد، وأطلق رئيس الوزراء خلال العام 2024 العمل بمشاريع 5 من ضمن 10 من المدن السكنية الجديدة في بغداد والمحافظات لتشييد قرابة 700 ألف وحدة سكنية لحل أزمة السكن.


أحداث أمنية

شهد العراق خلال عام 2024 تحسناً ملحوظاً في الوضع الأمني ما انعكس بشكل إيجابي على بقية المجالات والقطاعات، ومن أبرز محطات الأحداث الأمنية في مجال مكافحة الإرهاب: اعتقال المسؤول الإداري المالي في "مركزية داعش" بعد دخوله العراق بوثائق مزورة، القبض على اثنين من أخطر قيادات "داعش" المدعو (أبو زيد وأبو أحمد اتصالات) المتورطين بجرائم إرهابية كبرى، الإطاحة بما يسمى مسؤول "الشرطة الإسلامية" في "داعش" الإرهابي في نينوى، القبض على مسؤول "جباية" داعش في تلعفر بنينوى واعتقال ما يسمى "النائب الشرعي" لداعش الارهابي في شمال بغداد بعملية نوعية في سامراء، القبض على 35 متهماً بالإرهاب الإطاحة بشبكة إرهابية خطيرة في صلاح الدين كانت تخطط لعمليات ضد القوات الأمنية وقتل القيادي في "داعش" المدعو (أبو زينب) بعملية أمنية في سوريا بالتنسيق مع التحالف الدولي، القبض على مايسمى "الفيتر" مسؤول تفخيخ العجلات في "داعش" جنوبي بغداد، قتل إرهابيين اثنين في ديالى، أحدهما مسؤول خان بني سعد، واعتقال القيادي في "داعش" المدعو (أبو هبة) واعترف بمسؤوليته عن مقبرة جماعية في الفلوجة، اعتقال 41 متهماً بالإرهاب، مقتل 14 قيادياً من "داعش" في صحراء الأنبار بينهم 6 من الصف الأول، اعتقال قياديين بارزين في تنظيم "داعش" الإرهابي وهما "أبو صفية العراقي" في الأنبار و"أبو هاجر" في الطارمية، مقتل إرهابيين يرتديان أحزمة ناسفة في كركوك، واعتقال قيادي في "داعش" متخصص في التفخيخ ببغداد، الإطاحة بشرعي قاطع الوليد في "داعش" خلال عملية أمنية في نينوى، مقتل المدعو "أبو عمر القريشي" والي صلاح الدين بضربة جوية ومقتل "والي كركوك" (أبو عيسى) بعملية مشتركة مع التحالف الدولي ومقتل "والي العراق" و(8) من قيادات "داعش" في جبال حمرين ومقتل (9) إرهابيين بينهم (7) انتحاريين في صحراء الرطبة، مداهمة وكر إرهابي في الأنبار، أسفرت عن مقتل الإرهابي المدعو "جمعة الصايل" ورفاقه بعد اشتباك مسلح، واستشهاد ضابطين من جهاز الأمن الوطني.