نحو عراق موحد (2)

آراء 2025/01/09
...

 د. هوشيار مظفر علي أمين


العراق الذي نعرفه يتحدد في هذه المرحلة، من أزماته وأزمات جواره، وصراعاته وصراعات جواره، وتحدياته وتحديات جواره، بمحددات الأزمة والصراع، مما أصابه ويصيبه وسيصيبه، إن لم يكن موحداً، كما يراد له التوحد، بوحدة وطنية تضم مركزه وفيدراليته الكردية، ، لذلك فالعراق متحدد بقيد هذه التي أسميها:"العراقة العراقية"، التي مهما حاول الطامسون طمسها، والماسحون مسحها، وجدناها توحد عراه بوثيقها، وتوحد فروعه بأصله، لذلك فالنظر بروية ورؤية تحليلية مهما اتفقنا واختلفنا يوجب أن تكون وحدة العراق ميزان الفعل السياسي مثلما هي قبان الفعل السيادي، ووحدة العراق مركزاً وإقليماً، تستقر في التوحد المجتمعي الذي نعاينه في بنى هذا المجتمع الذي يخطئ من يراه مجتمعات مختلفة، بل هو مجتمع عراقي واحد موحد.

فالعراق في حاجته للتوحد يحتاج استراتيجية مثل استراتيجيات رئيس الوزراء الحالي محمد شياع السوداني، وهو أحد أنجح رؤساء الوزارات العراقيين، في الحض على الوحدة الوطنية، بإعمار واستثمار واصرار، مثلما يحتاج ما قاله رئيس الإقليم ، نيجيرفان البارزاني في أحد لقاءاته، وهو مخطط استراتيجي قبل رئاسته وخلالها واستشرافي لما بعد القوادم بخبرته الاستراتيجية القيادية والرئاسية، في اجتهاده في وحدة العراق ونجاح الإقليم، إذ قال: "إن مشكلات العراق حسب قناعتي هي في الغالب تكمن في كيفية التفكير، فبقناعتي لا یمکن حل مشكلات العراق بمعیار من هو القوي ومن هو الضعيف".

وهذا نهج لوحدة العراق أتم شرحه، إذ أتم كلامه بقوله: "مشكلات العراق مشكلات عائلة واحدة، ومشكلة العائلة الواحدة بحاجة إلى الجلوس والحوار والوصول إلى حلول علی طاولة المفاوضات، إن نمط التفكير بمبدأ من هو القوي ومن هو الضعيف ورط العراق بمآسٍ كبيرة، الأهم بالنسبة لنا كلنا هو أن نتعظ من دروس الماضي."

وعبارة العائلة الواحدة، هي توصيف للعراق، كل العراق بالفعل قبل القول أو بعبارة السيد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني:"العراق ينتظر الأفعال لا الأقوال".

وما قاله السيد محمد شياع السوداني، وما قاله السيد نيجيرفان البارزاني، ينبع من نبع عراقي واحد، ويصب في نهري دجلة والفرات، ليصنع فرقاً بكلاميهما، وهو فرق ينقل العراق وإقليمه من توهم البعض نجاحهم في تفريقه، إلى يقين بأنه: وطن موحد، يسير إلى مستقبل موحد.

الرؤية الاستشرافية اليوم تنحو نحو حفاظ الجميع وأعني الجميع على وحدة العراق وتوحده وحريته وتحرره في ذاته وصفاته، لأن العراق في وسط إقليم متنازع متصارع، سلاحه وحدة المآل والمقال والمنال في آن واحد.

وذلك بعض ما نذهب إليه في المركز والاقليم على حد سواء في الذهاب المشترك.