السوداني يدعو لحوار إقليمي شامل ببغداد لضمان استقرار المنطقة

الثانية والثالثة 2025/01/09
...

 متابعة: محمد الأنصاري

دعا رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى إقامة حوار إقليمي شامل، واعتماد لُغة الحوار كأسلوب أمثل لحل الخلافات بين الدول، وأكد أمس الأربعاء في تصريحات من العاصمة الإيرانية طهران؛ أن العراق يحرص على بناء علاقات متوازنة مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية، وبما يحقق مصالح الجميع. وعاد رئيس الوزراء مساء أمس الأربعاء إلى العاصمة بغداد، عقب زيارة رسمية إلى طهران رفقة وفد حكومي رفيع، بحث خلالها مع المسؤولين الإيرانيين تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين وتطوير التعاون الثنائي، ومناقشة عدد من الملفات المشتركة، إلى جانب بحث التطورات التي تشهدها المنطقة.


لقاء المرشد 

والتقى السوداني، أمس الأربعاء، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد علي خامنئي، وذلك خلال زيارته الرسمية إلى طهران.

وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، تلقته "الصباح"، بأن اللقاء شهد استعراض العلاقات الثنائية، وسبل المضي في تطويرها، بما يصبّ في تعزيز المصالح المشتركة بين البلدين.

وجرى خلال اللقاء أيضاً، التأكيد على ضرورة زيادة التعاون وتنسيق المواقف من أجل دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وتعزيز الحوار الإقليمي والدولي، والمساهمة في حفظ وحدة وسيادة سوريا والوقوف إلى جانب شعبها.

وكذلك جرى التأكيد على الاستمرار في دعم الشعب الفلسطيني من أجل إنهاء معاناته في ظلّ العدوان الصهيوني المستمر، والعمل على السماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة، ودعم الاستقرار في جنوب لبنان.

كما جرى التطرق إلى الدور المحوري الذي يتمتع به العراق اليوم في المنطقة، إذ أشار السوداني، خلال اللقاء، إلى المكتسبات التي تحققت اليوم بفعل تضحيات العراقيين وانتصارهم على الإرهاب بجهود القوات الأمنية بمختلف صنوفها، مؤكداً أنّ الحكومة تتحرك اليوم انطلاقاً من مصالح العراق العليا، وبما يضمن الحفاظ على سيادة العراق.


مؤتمر مشترك

وعقد رئيس الوزراء أمس الأربعاء، مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، شدد فيه على رفض لغة التهديد واستخدامها في العلاقات الدولية، وعبّر السوداني عن تقديره للرئيس بزشكيان على دعوته لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي تأتي في إطار تعزيز العلاقة بين البلدين، وأشار إلى الاجتماع الموسع الذي عقد بين وفدي البلدين، وناقش العلاقات الثنائية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، بما فيها اتفاقيات ومذكرات تفاهم، لاسيما أن هناك مخرجات في الزيارة الأخيرة للرئيس بزشكيان إلى العراق، مؤكداً أن الاجتماعات الثنائية ستعقد على مستوى الوزراء من أجل البحث في التفاصيل المتعلقة بالمشاريع المشتركة في مجال الكهرباء والتعاون بتجهيز العراق بالغاز.

وقال رئيس الوزراء، خلال المؤتمر: "بحثنا القضايا الإقليمية والدولية المهمة، وفي مقدمتها الأوضاع في المنطقة، وأكدنا على أن التنمية والشراكات الاقتصادية هي السبيل للأمن والاستقرار في المنطقة"، وأضاف: "نتابع المشاريع التي سبق أن بدأنا العمل بها، وخصوصاً الربط السككي البصرة - شلامجة لنقل المسافرين، والمدن الصناعية المشتركة، والطرق البرية والتبادل التجاري بين البلدين ودول المنطقة".

وبشأن الأوضاع في المنطقة، دعا رئيس الوزراء، إلى "حوار إقليمي شامل تستضيفه بغداد، يضمن الأمن والاستقرار، ويعزز الثقة بين دول المنطقة"، مشددا على "ضرورة اعتماد لُغة الحوار كأسلوب أمثل لحل الخلافات بين الدول".

وأكد، أن "العراق يحرص على بناء علاقات متوازنة مع جميع الأطراف الدولية والإقليمية، وبما يحقق مصالح الجميع"، مشدداً على "رفض لغة التهديد واستخدامها في العلاقات الدولية، إذ إنها لا تؤدي إلّا إلى المزيد من الأزمات والتوترات".

وشدد، على "ضرورة احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة"، موضحا، أن "العراق يؤكد موقفه الثابت في إدانة حرب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزّة والأراضي المحتلة".

وذكر السوداني، أن "هناك استهدافاً ممنهجاً للمدنيين العزل، أمام مرأى ومسمع المجتمع الدولي الذي فشل في أداء واجبه بوقف الانتهاكات والجرائم الخطيرة التي تهدد الأمن والسلم الإقليمي والدولي"، موضحا أن "سبيل استقرار المنطقة بوقف هذه الحرب المدمرة، وبضمان حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته الحرة"، وبين "موقف العراق الثابت وجهوده في دعم الهدنة والتهدئة التي حصلت في لبنان، ويؤكد دوره في إعمار لبنان وغزّة".

وعن الأوضاع في سوريا، ذكر رئيس الوزراء، أن "استقرار سوريا مفتاح لاستقرار المنطقة بأكملها"، داعياً إلى "حل سياسي شامل يحفظ لسوريا استقلالها وسيادتها، ويحد من التدخلات الخارجية". وتابع، "نحترم إرادة الشعب السوري، وندعم أي نظام سياسي أو دستوري يختاره السوريون، من دون تدخلات خارجية"، مشيرا إلى "استعداد العراق للتعاون مع جميع الأطراف لتعزيز الاستقرار في سوريا، وتحقيق انتقالة سلمية سلسة لنظام يعكس إرادة الشعب السوري بكل تنوعاته وأطيافه، وفي عملية إعادة الإعمار وعودة اللاجئين".

ونوه، بأن "موقفنا ثابت في اعتماد لغة الحوار كأسلوب أمثل لحل الخلافات بين الدول"، لافتا إلى أن "العراق يتحرك انطلاقاً من مصالحه العليا، وبسياسة مستقلة ومتوازنة تسعى لتعزيز الاستقرار الإقليمي وبناء علاقات دولية تقوم على الحوار والتفاهم".

من جهته، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، التطرق إلى التعاون الاقتصادي مع العراق، بينما أشار إلى أهمية إنجاز خط الشلامجة السككي.

وقال بزشكيان، خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع السوداني: إن "العراق بلد ستراتيجي ومهم لإيران"، مبيناً أن "العلاقات بين البلدين في أفضل حالاتها".

وأضاف، أن "العراق يمر بمرحلة جيدة من الاستقرار والتنمية"، مشيرا إلى "مناقشة التطورات في المنطقة مع رئيس الوزراء، وأن المفاوضات كانت جيدة"، وتابع، "لدينا روابط مشتركة بشأن التطورات في سوريا"، منوهاً بأن "احتمال إعادة تفعيل الخلايا الإرهابية يشكل هاجساً لدى العراق وإيران".

وأردف، "تطرقنا إلى التعاون الاقتصادي والتجاري مع العراق"، مؤكداً "أهمية تسريع العمل في إنجاز خط الشلامجة السككي"، وأضاف الرئيس الإيراني، "نقدر عالياً استقبال العراق للزوار الإيرانيين خلال الأعوام السابقة".


الاجتماع الموسع

وعقد رئيس الوزراء اجتماعاً موسعاً مع الرئيس الإيراني، في قصر سعد آباد بالعاصمة طهران، وجرى خلال الاجتماع، بحث العلاقات الثنائية، وأهمية استمرار جهود التعاون المشترك في إطار الاتفاقات والتفاهمات الثنائية وتطوير الشراكة البناءة، بما يعزز مصالح البلدين الجارين.

وشهد اللقاء، بحسب بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، مناقشة التعاون والتنسيق في المواقف بين البلدين بشأن تطورات الأحداث في المنطقة، ولاسيما الأوضاع في سوريا، وضرورة العمل المشترك لإرساء الأمن والاستقرار فيها والحفاظ على وحدة أراضيها.

كما بحث الجانبان تداعيات العدوان الصهيوني المستمر على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والتأكيد على استمرار جهود العراق، استناداً إلى علاقات التعاون البناء مع الجمهورية الإسلامية ومحيطه العربي والإقليمي، من أجل فرض التهدئة والاستقرار في عموم المنطقة.

وترأس رئيس الوزراء الوفد الحكومي العراقي في المباحثات الثنائية الموسعة التي عقدت في طهران، بينما ترأس الوفد الإيراني رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان، وتناولت مجالات التعاون والشراكة بين البلدين على مختلف الصعد والمجالات.

وحضر المباحثات عن الوفد العراقي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، ووزيرا الكهرباء والتجارة، ومستشار الأمن القومي، ومستشار رئيس مجلس الوزراء، ومدير عام المشاريع النفطية في وزارة النفط.

وشهدت المباحثات، بين وفدي البلدين، استعراض الإجراءات المتخدة من الجانبين لتفعيل مذكرات التفاهم، التي سبق توقيعها خلال زيارة الرئيس بزشكيان إلى بغداد في أيلول الماضي، خصوصاً التي تتركز في مجالات؛ الربط السككي لنقل الزائرين، والأمن وضبط الحدود، ومجالات الطاقة، والمدن الصناعية المشتركة.


البرلمان الإيراني

كما التقى رئيس الوزراء، في مبنى البرلمان الإيراني، رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف.

وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، تلقته "الصباح"، بأنه جرى، خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين العراق والجمهورية الإسلامية الإيرانية، وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المتبادلة، والتأكيد على تعزيز التعاون في الملفات المشتركة، وكذلك دعم التعاون بين السلطتين التشريعيتين في العراق وإيران، بما يسهم في ترسيخ مصالح البلدين.

وتناول اللقاء تطورات الأحداث في سوريا، وجرى التأكيد على وحدة الأراضي السورية، ودعم الأمن والاستقرار فيها، وضرورة أن يضمن النظام السياسي الجديد حقوق جميع المكونات والأطياف السورية، وكذلك العمل المشترك من أجل تخفيف التوترات، ومضاعفة جهود إرساء السلم والأمن الإقليمي 

والدولي.

وكان رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، قد وصل على رأس وفد حكومي  صباح أمس الأربعاء إلى طهران، في زيارة رسمية إلى الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث أجريت له مراسم استقبال رسمية في قصر سعد آباد الرئاسي، وكان في استقباله رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية مسعود بزشكيان، وشهدت المراسم عزف النشيدين الوطنيين للعراق وإيران، واستعراض حرس الشرف.


اتفاق الكهرباء

إلى ذلك، أعلن وزير الكهرباء، زياد علي فاضل، وضع خطة لإعادة تفعيل عقد استيراد الغاز الإيراني، بينما أكد أن الجانب الإيراني وعد بالالتزام بمعدلات التجهيز.

وقال فاضل في تصريح نشرته وزارة الكهرباء على مواقع التواصل الاجتماعي وتابعته "الصباح": إن "الوفد الوزاري الذي يرافق رئيس الوزراء محمد شياع السوداني خلال زيارته إلى إيران، ناقش تجهيز الغاز للعراق وأسباب الانقطاع الذي انعكس على معدلات الإنتاج".

وأضاف، أن "الوفد أطلع الجانب الإيراني على تفاصيل الكميات والعقود"، معلناً "وضع خطة لإعادة تفعيل عقد استيراد الغاز الإيراني بالشكل الصحيح".

وتابع وزير الكهرباء، أن "الجانب العراقي طلب من الجانب الإيراني تسهيل إجراءات نقل الغاز من تركمانستان إلى العراق"، مؤكدا أن "الوزارة تعوّل بشكل كبير على العقد لتأمين كميات إضافية من الغاز"، وواصل أن "الجانب الإيراني أكد الالتزام ببنود عقد استيراد الغاز مع الجانب العراقي".