وعود ترامب: اميركا أولا ً

آراء 2025/01/16
...

 نرمين المفتي

                                

سيدخل الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب البيت الأبيض رسميا في العشرين من الشهر الجاري رئيسا للمرة الثانية. كان ترامب قد التقى شخصيات عربية  وإسلامية في شهر تشرين الثاني الماضي  ليضمن صوتهم في الانتخابات ونسبتها حوالي 1% وهي نسبة تضمن فوز مرشح ضد آخر، خاصة أن غالبيتهم في ولاية ميشغان التي كانت محسوبة على الحزب الديمقراطي. لم نسمع بدقة أو بتفاصيل بماذا وعدهم ترامب، في القضايا  العربية مثل قضية فلسطين وحرب الابادة المستمرة في غزة والعلاقات مع الدول العربية ومشروع (ابراهام) الذي يستهدف التطبيع مع الكيان، في الوقت الذي اشارت فيه تقارير صحفية إلى وعوده الداخلية لهم كونهم مواطنين امريكان،  ورأينا في الاخبار أمام وخطيب أحد المساجد الامريكية يمدح ترامب، ويدعو علنا إلى التصويت له، بينما لا يمنح الصهاينة أصواتهم لأي مرشح رئاسة امريكي ما لم يبصم على تعزيز أمن (إسرائيل) ومساندة خططها ودعمها  بدون سؤال أو انتقاد. وحين سؤال إحدى الشخصيات العربية من الذين التقى بهم  في برنامج على إحدى الفضائيات عن الوعود وكيف سيوقف الحرب في غزة؟ كان جوابه بأنه مواطن أمريكي عربي ومسلم ويهمه وعد ترامب بالعمل ضد ثقافة تقبل التحول الجنسي والمثلية، والتي وافق عليها الديمقراطيون على شرحها للطلبة في المدارس ومنع أولياء الأمور من التدخل بخيارات الأبناء.

الذين اقتنعوا من خلال ادارات المدارس بتحويل جنسهم، ويبدو واضحا أن ترامب سيفي بهذا الوعد الذي عرف من خلاله كيف يخاطب العرب والمسلمين، فهو واعضاء ادارته يصرحون علنا بأنهم ضد أي تصرف ضد الطبيعة البشرية المعروفة واضاف بأنه وعدهم باتخاذ إجراءات ضد الخطابات التي تحض على الكراهية ضد المسلمين، وأكد أنه لن يسمح بإشاعة الكراهية ضد أي مجموعة دينية أو عرقية، علما بأنه في ولايته الاولى ركّز بشكل كبير على خطاب أمني يتحدث عن "الإرهاب الإسلامي" وفرض قيود صارمة على الهجرة من دول ذات أغلبية مسلمة. اما بالنسبة لحرب الابادة في غزة، خاصة وان وعد في خطابات حملته الانتخابية جمهوره كلهم وليس العرب والمسلمين فقط بأنه سيعمل على إنهاء الحروب كلها بما فيها تلك التي في الشرق الأوسط، ونشير هنا إلى انه دعا بنيامين نتنياهو إلى "إنهاء الحرب بسرعة" واضاف في دعوته اليه قائلا "احصل على انتصارك وتجاوزه، الحرب يجب أن تتوقف، يجب أن يتوقف القتل". ومؤخرا هدد بتحويل المنطقة إلى جحيم ما لم تطلق المقاومة في غزة سراح الأسرى، وبينهم عدد من مزدوجي الجنسية (الاسرائيلية)- الامريكية. مهما يكن من أمر، فإن مرشحي الرئاسة الأمريكية يقدمون في حملاتهم العديد من الوعود الانتخابية التي تُوجه إلى شرائح مختلفة من المجتمع، سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها، وغالبا لا ينفذونها كلها، خاصة في العلاقات الخارجية، لكن ترامب واضح في هذه العلاقات، فهو يقيس كل اجراء أو خطوة مقابل ارباح اقتصادية لأمريكا وبما يحفظ المصالح الأمريكية، واما بالنسبة للشرق الأوسط وفي ظل التغييرات التي تجري فيها، فالإجراءات التي سيتخذها تبدو واضحة إلى حد ما ولابد ان تنذكر دائما بأن شعاره "امريكا أولا" والأول مكرر سيكون من يحمي مصالح امريكا.