بغداد: مهند عبد الوهاب
رأى مراقبون وسياسيون، أن زيارة رئيس الوزراء إلى بريطانيا تأتي في وقت تحتاج المنطقة فيه إلى الاستقرار السياسي والأمني، وأن الزيارة تدعم مكانة العراق ودوره المحوري في المنطقة وتعزز واقعه الاقتصادي والأمني والسياسي.
عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية، جواد البولاني، أعرب في حديث لـ"الصباح"، عن دعمه وتأييده للدبلوماسية العراقية ممثلة بوزارة الخارجية، وما نتج عن ذلك من تحركات آخرها ترتيبات زيارة رئيس الوزراء إلى بريطانيا، داعياً إلى ضرورة الاستمرار بسياسة النأي بالعراق عن أن يكون "ساحة للتصفيات والصراعات" التي أخرت المنطقة عن مسارات التقدم والازدهار.
وأضاف البولاني، أن "تعزيز قدرات قواتنا المسلحة سواء العسكرية أو الأمنية؛ تتطلب وجود مؤسسات مهنية كفوءة ورصينة للدفاع عن العراق كدولة، وذلك جزء مهم من مفردات الاتفاقية مع بريطانيا التي وقعها السوداني".
تعزيز موقف العراق
من جانبه، قال النائب أحمد المشهداني في حديث لـ"الصباح": إن "زيارة السوداني إلى لندن أخذت حيزاً واسعاً من المتابعة السياسية، باعتبارها من الزيارات المهمة والتي تكمن أهميتها النوعية بجذب الاستثمار والتعامل على أسس تعزيز الاقتصاد والأمن، لاسيما أن المنطقة عانت من إشكاليات أمنية واضطرابات، لذلك تأتي هذه الزيارة لتعزيز موقف العراق وتعبر عن أهميتة الجغرافية والاقتصادية والسياسية والأمنية".
ورأى المشهداني، أن "عقد اتفاقيات مع المملكة المتحدة يلفت أنظار العالم للأهمية الاقتصادية للعراق، لاسيما الدول الكبرى التي سترغب في عقد اتفاقيات وشراكات دولية مع العراق على غرار الاتفاقية مع المملكة المتحدة".
ملفات ستراتيجية
فيما أشار الساسي المستقل عائد الهلالي، في حديثه لـ"الصباح"، إلى أن "زيارة رئيس الوزراء إلى لندن التي تأتي لتعزيز التعاون في ملفات ستراتيجية جاءت في وقت بالغ الأهمية، وتشكل فرصة كبيرة لتوثيق العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات حيوية".
وأكد الهلالي، أن "الزيارة ليست مجرد حدث دبلوماسي عابر، بل هي خطوة ستراتيجية تُسهم في الدفع بعجلة التعاون السياسي والاقتصادي، وتعزيز التنسيق الأمني والتنموي بين البلدين".
ولفت، إلى أن "من الضروري أن يكون العراق قادراً على التكيف مع المتغيرات والتحولات الكبرى التي يشهدها العالم خصوصاً في الجانب الاقتصادي، وهو ما يتمثل بتفاصيل اتفاقية الشراكة التي وقعها السوداني في لندن، والتي ستساعد في تحسين الاقتصاد المحلي وفتح آفاق جديدة للنمو في مختلف القطاعات، وجذب الاستثمارات، وكذلك الخروج من الاقتصاد الأحادي الريعي القائم على النفط فقط، هذا فضلاً عن الاتفاقات ومذكرات التفاهم التي رعاها السوداني خلال الزيارة في قضايا الأمن ومكافحة الهجرة غير المنظمة والتنمية المستدامة وغيرها".
المحلل السياسي الدكتور مجاشع التميمي، قال في حديث لـ"الصباح": إن "العراق والمملكة المتحدة لديهما فرصة مناسبة للاستفادة من الإمكانيات المتوفرة للبلدين، ففي العراق هناك فرص استثمارية كبيرة وبريطانيا لديها الإمكانيات الصناعية، وبالتالي فإن عملية تنشيط حركة الشركات البريطانية في السوق العراقية مهمة جداً للجانبين".
وأوضح، أن "العراق – ممثلاً برئيس الوزراء محمد شياع السوداني - طرح عدة قضايا تشجع الشركات البريطانية للعمل في العراق، حيث استعرض عدة ملفات منها البنى التحتية والمشاريع الاستثمارية المتعلقة بالطاقة، ونرى أن المملكة المتحدة قادرة على المساهمة بالنهوض بواقع هذه الملفات العراقية المهمة".
وتابع التميمي إن "للمملكة المتحدة دوراً مهماً في المنطقة باعتبارها حليفاً ستراتيجياً للولايات المتحدة الأميركية، والعراق بعد التطورات الأخيرة في المنطقة ووصول ترامب قريباً إلى البيت الأبيض سيحتاج كثيراً إلى دور المملكة المتحدة في تسوية الأزمات في المنطقة".