السوداني يستضيف رؤساء الشركات البريطانيَّة الكبرى

الثانية والثالثة 2025/01/16
...

 متابعة: محمد الأنصاري


في اليوم الثاني من زيارته الرسمية المهمة، وبعد توقيعه اتفاقية ستراتيجية تاريخية مع المملكة المتحدة؛ واصل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني جدول لقاءاته المكثّف مع نخبة من رؤساء الشركات البريطانية الكبرى بهدف فتح أبواب الاستثمار وجذب رؤوس الأموال للبلاد، كاشفاً عن أن حجم الاستثمارات الخارجية في العراق خلال عامين من عمر حكومته وصل إلى 63 مليار دولار، وبينما أعلنت شركة "شل" النفطية العملاقة استعدادها لزيادة الاستثمارات في العراق، رحّب السوداني بعرض قدمته واحدة من أكبر شركات التسليح البريطانية لفتح خط إنتاج لها في العراق.


24 شركة بريطانية كبرى

واستقبل رئيس الوزراء، أمس الأربعاء، ممثلي 24 شركة بريطانية كبرى في قطاعات ونشاطات مختلفة، إضافة إلى عدد من رجال الأعمال، بحضور مسؤولين حكوميين بريطانيين، وذلك على هامش زيارته الرسمية إلى العاصمة البريطانية لندن، ورحّب السوداني في مستهل اللقاء، بعمل الشركات البريطانية في العراق.

وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقته "الصباح، بأن "السوداني أكد خلال اللقاء، أن البيئة الاستثمارية وفضاء الأعمال بات مفتوحاً وجاذباً لمختلف أنواع النشاطات الاستثمارية والتنموية"، مشيراً إلى أن "الاجتماعات والاتفاقيات التي جرى توقيعها مع الجانب البريطاني، تحتاج لترجمتها إلى أفعال وخطوات، وأن الجزء الأهم بات يقع على عاتق الشركات".

وأوضح السوداني، "أجرينا إصلاحات حقيقية في العراق، ووضعنا تسهيلات وإجراءات دعم حقيقية للقطاع الخاص، ونفذنا إصلاحات في الواقع الضريبي والجمركي، وتسجيل الشركات، وكل الموافقات الخاصة بالفرص الاستثمارية"، مشيراً إلى أنه "قدمنا لأول مرّة ضمانات سيادية للقطاع الخاص كي ينفذ مشاريع، ووقعنا مع (UKEF) ما يتعلق بهذه الخطوة".

وبيّن أن "خطواتنا تستهدف خلق قاعدة صناعية وطنية، ووجود الشركات البريطانية مع القطاع الخاص سيخلق فرصاً حقيقية، بالإضافة إلى أنه حرصنا على إجراء إصلاحات في القطاع المصرفي والمالي، وكل تحويلاتنا المالية تجري عبر نظام تحويل مباشر من خلال مصارف عالمية وسيطة، وخاضعة للتدقيق من قبل الشركات المختصة"، مبيناً أن "العراق لديه موازنة لثلاث سنوات (2023- 2024- 2025) ، وخصصت 100 مليار دولار للموازنة الاستثمارية للوزارات والمحافظات".

وتابع، أن "العلاقة بين العراق وبريطانيا، شهدت مشاريع حقيقية بقيمة 1.5 مليار دولار، خلال عام 2024، في القطاعين العام والخاص، وأن بريطانيا شريك ستراتيجي للعراق"، داعياً الشركات البريطانية إلى "المساهمة في بناء العراق وتحقيق التنمية المنشودة، حيث أن حجم الاستثمارات العربية والأجنبية في العراق وصل خلال عامين إلى 63 مليار دولار".

وأضاف السوداني، "لدينا مشروع كبير مع (فودافون)، ووفد الشركة اطلع على الواقع في كل أرجاء العراق، وأن العمل مستمر في مشروع (طريق التنمية) الستراتيجي، وميناء الفاو مدينة اقتصادية هي الأحدث والأكبر على مستوى الشرق الأوسط، بالإضافة إلى أن هناك مشاريع الغاز المصاحب في أغلب الحقول، وفرصاً في الصناعة البتروكيمياوية"، لافتاً إلى أنه "لدينا مشروع منصة ثابتة لاستيراد الغاز ممول من الحكومة، وهناك مشروع لمنصات تصدير الغاز المسال".

وأكد، أن "هناك فرصاً كبيرة تتوافر في المدن السكنية الجديدة، وتم إصدار إجازات استثمار لمليون وحدة سكنية جديدة، وهناك حاجة كبيرة للمصانع في قطاع المواد الإنشائية"، موضحاً أن "30 بالمئة من الاستيرادات ذهبت إلى المواد الإنشائية والبناء، بسبب حركة العمران".


شركة صناعات حربية

من جهة أخرى، رحب رئيس الوزراء، بعرض شركة "بي أي إي سيستمز" بافتتاح خطوط إنتاج أسلحة بالعراق. جاء ذلك، خلال استقباله بمقر إقامته في لندن، وفد شركة BAE Systems، برئاسة المدير التنفيذي للشركة تشارلز وودبيرن.

وأشار بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، إلى أن "اللقاء استعرض طبيعة عمل الشركة المتخصصة في الصناعات الحربية بمختلف أنواعها، بجانب إنتاجها لتقنيات الأمن السيبراني والأنظمة الإلكترونية، خصوصاً أن الحكومة مهتمة بتسليح القوات الأمنية بأحدث الأسلحة، ومن مختلف المناشئ".

وأضاف البيان، أنه "جرى، خلال اللقاء، بحث أوجه التعاون الممكنة مع العراق، إذ رحب رئيس الوزراء بالعرض الذي قدمه المدير التنفيذي للشركة بافتتاح خطوط إنتاج للأسلحة بالتعاون مع هيئة التصنيع الحربي في العراق، وكذلك تقديم الخدمات في مجال الأمن السيبراني، لاسيما أن قانون الهيئة يساعد على إقامة شراكات مع الشركات الأجنبية المتخصصة، وتوسعة التعاون التكنولوجي معها".


شركة "شل" عملاق النفط

واستقبل السوداني الرئيس التنفيذي لشركة "شل" النفطية وائل صوان. وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقته "الصباح"، أنه جرت، خلال اللقاء، مناقشة التعاون بين العراق والشركة، التي تعدُّ واحدة من أهم شركات النفط والغاز والصناعات البتروكيمياوية حول العالم، لاسيما أن الحكومة أعلنت عن العديد من الفرص الاستثمارية في هذه القطاعات.

وأعلن الرئيس التنفيذي للشركة، عن الاستعداد لزيادة الاستثمارات في العراق، خصوصاً في مجال الغاز المصاحب، بجانب الاستثمار في قطاع الغاز الحر، الذي طرحت الحكومة جولة تراخيص لاستثماره في عدة مناطق من العراق.


وزيرة الداخلية

والتقى رئيس الوزراء، أمس الأربعاء، في مقر إقامته بالعاصمة لندن، وزيرة الداخلية البريطانية إيفيت كوبر.

وجرى، خلال اللقاء، بحسب بيان رسمي، بحث آليات التعاون المشترك في المجالات الأمنية وتبادل الخبرات ودعم قدرات القوات الأمنية في مجال مكافحة الجريمة المنظمة، والتعاون الاستخباري والمعلوماتي، وذلك في ضوء ما اتفق عليه خلال زيارة الوزيرة كوبر إلى بغداد العام الماضي.

وأشار السوداني، إلى أنّ التعاون والتنسيق الأمني بين البلدين سيكون بمسار واضح في إطار رؤية الاتفاقية العراقية البريطانية، وبما يُسهم في مواجهة مختلف التحديات المهمة للجانبين.


رؤساء تحرير الصحف

كما استقبل رئيس الوزراء في لندن، مجموعة من كبار رؤساء تحرير الصحف العربية وكتاب الرأي والصحفيين العرب والأجانب.

وتحدّث السوداني، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، عن زيارته الرسمية إلى المملكة المتحدة ولقاءاته مع الملك تشارلز الثالث، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، وعن أهمية وحجم الاتفاقات الأمنية والاقتصادية والتنموية المبرمة خلال الزيارة، وأن الاتفاقية الثنائية ستعرض على مجلس النواب لغرض تصديقها.

وعرّج السوداني، إلى حالة الاستقرار والازدهار التي يعيشها العراق رغم التقلبات السياسية التي تشهدها المنطقة، ونجاح الحكومة في إبقاء العراق خارج الصراعات الإقليمية، مع الثبات على الموقف المبدئي إزاء العدوان على غزّة ولبنان. 

كما تحدث رئيس الوزراء، بشفافية عن منهاج الحكومة العراقية، وعن رؤيته السياسية للوضع العراقي الداخلي، وخطواته لحفظ الأمن والاستقرار في العراق والمنطقة، مؤكداً وقوف العراق إلى جانب الشعب السوري في مواجهة الأزمات والتحديات.

وتطرق السوداني، إلى خطوات الحكومة في مجال التكامل الاقتصادي، مشيراً إلى المضي في الربط الكهربائي مع الدول المجاورة، وإنشاء المحطات المتعلقة، إلى جانب التعاون في مجالات التطوير العقاري، وبناء المدن الجديدة، ضمن نهضة تنموية خطط لها البرنامج الحكومي واشتملت على مشاريع ستراتيجية، وإحداث انتقالة في البنى التحتية التي تعتمد عليها التنمية المستدامة.

وأشار رئيس الوزراء في حديثه، إلى توقيع العقد بين العراق و"بريتش بتروليوم" النفطية، الذي يعد الأكبر في المنطقة، مؤكداً اتجاه العراق إلى تطوير صناعته النفطية، والتوسع في إنتاج وتصدير المشتقات النفطية، واستثمار حقول كركوك، والوصول إلى استثمار الغاز المصاحب بنسبة كاملة.

بينما تمحور حديث الإعلاميين العرب والأجانب بشأن الوضع في المنطقة، ومسارات العلاقة الدبلوماسية للعراق مع الدول المؤثرة بالمنطقة والعالم، والمواقف من الأزمات الإقليمية، والعلاقات الاقتصادية التي يسعى لها العراق وخطوات التكامل الاقتصادي لمواجهة التحديات، واتجاه العراق إلى علاقات ستراتيجية مع دول كبرى متقدمة اقتصادياً، ومنها بريطانيا ودول أوروبية أخرى.


مذكرات تعاون

وكان العراق وقّع مع المملكة المتحدة خلال زيارة رئيس الوزراء، عدة مذكرات تفاهم، من بينها: مذكرة تفاهم مع شركة بريتش بتروليوم/BP بشأن برنامج لتقييم إمكانية إعادة التطوير المتكامل لحقل كركوك والحقول المجاورة، وكذلك توقيع مذكرة تفاهم بين العراق وبريطانيا في مجال التغير المناخي والبيئة واقتصاديات الكاربون، إضافة لتوقيع مذكرة تفاهم في العاصمة لندن بين لجنة مبادرة الضمانات السيادية ومؤسسة ضمان الصادرات البريطانية.