د.اسماعيل موسى حميدي
مبادرة تأسيس رابطة للمحتوى الهادف، التي عقدت تجمعها الشبابي الاول في 18/1/2025 على أرض نقابة الصحفيين العراقيين خطوة فاعلة تحسب لمن بادر بصناعتها والترويج لها في ظل تفشي التفاهة من طريق وسائط الاعلام الرقمي، وبروز أسماء مفرغة المضمون تتصدر قائمة المتابعين في تلك القنوات.
فطبيعة منافذ التواصل الاجتماعي التي تطل علينا بوسائلها المتعددة، فرضت علينا عبئا كبيرا من خلال الفوضى الرقمية لاشخاص غطى إسفافهم على كل ما هو هادف وبناء في حياتنا، وهذا ما نعيشه يوميا من خلال اضطرارنا بدافع الفضول لتصفح مقطع فديو أو صورة أو نص مكتوب، فتجدنا غارقين في محتويات هابطة استنزفت جل وقتنا دون فائدة أو نفع.
وأنا أجد صناعة المحتوى الهادف ليس بالعمل اليسير في ظل المعطيات السلوكية السلبية، التي أصبحت جزءا حيويا للمتصفحين،لان متبنيات الهدم أسرع من متبنيات البناء في كل الاعتبارات الحياتية،وأصعب ما يواجه مشروع صناعة المحتويات الهادفة هو عندما تجد فئات اجتماعية تستهويها المحتويات الهابطة واصبحت جزءا من متطلباتها النفسية بدافع التسلية وقضاء وقت الفراغ الذي تعيشه.
لذا أول خطوة علينا تبنيها في صناعة هذا النوع من المحتوى هو العمل على كيفية سحب الجمهور إلى مساحة المحتويات الهادفة، من خلال اعتماد الاساس الرصين الذي تستند عليه قواعد البناء الصحيح وتقليص جمهور المحتوى المعاكس الذي يوصم بالاسفاف، وهذا لا يمكن أن يحدث إلا بامرين الأول الجدية في اختيار الاشياء والعمل على تحفيزها وابراز قيمتها الحقيقية في المجتمع، والثاني المتابعة الحكومية الفاعلة من طريق تحجيم الجيوش الهابطة التي تعمل بروحية متشابهة، لغرض ربحي في الحصول على المتابعات باقصر الطرق، وبالتالي تعمل وإن كانت لا تشعر على حساب افساد الذائقة وتهديم القيم الاجتماعية والدينية.
فرحتنا كبيرة في شباب متحمس لصناعة هذا النوع من المحتوى والذي ينقصه الدعم المعنوي والمادي،وأملنا ان تكون هذه الرابطة التي ولدت بمتبنيات شبابية تدخل حيز العمل الفعلي لا الشكلي، وذلك من خلال تبني برنامج عمل تضامني يتشكل من فريق مشترك بين نقابة الصحفيين والجهات الرقابية التابعة للدولة،يوزع المهام ويراجع النتائج ويعالج الثغرات ويكافئ العاملين، ولكن الدعم الحكومي الجدي هو من سيقرر النجاح من غيره، بالتالي قد نخرج بعمل جدي يدفع بترميم السلوك القيمي الذي أصبح جزءا من معاناة الأسر في مجتمعاتنا.