الكيان يركع أمام الأبطال

آراء 2025/01/22
...

 علي الحسني 


بعد ما وضعت الحرب أوزارها في قطاع غزة، الكثير يبحث عن المنتصر والمغلوب، وهذا يتحدد من خلال الأهداف المعلنة وما تحقق منها، وهذه الحرب كانت متعددة الجبهات، أولها قطاع غزة، والعملية التي شنتها فصائل المقاومة الفلسطينية، وهي هجوم استباقي لما كان يخطط له الكيان الغاصب لغزة ومقاومتها، وقد تمكنت الفصائل من أسر العديد من المستوطنين، وأصبحوا عنصر قوة بيد حركة حماس وأخواتها.

أما الكيان الغاصب فقد أعلن أن الهدف من عمليته العسكرية هو إرجاع الأسرى والقضاء على حماس ولم يحقق ذلك.. نعم تمكن من اغتيال الشهيد يحيى السنوار، وتدمير قطاع غزة، وهذا ليس نصرا للكيان في الحرب، لأنه لم يحقق هدفه المعلن بل حماس هي من فرضت شروطها.

اما الجبهة الثانية فكانت جنوب لبنان، فقد كانت جبهة ساندة لقطاع غزة طوال فترة الحرب، وتمكن خلالها حزب الله من تهجير سكان الشمال في الكيان الغاصب، وفي أواخر أشهر المعركة أصبحت الجبهة اللبنانية جبهة أساسية واشتعلت الحرب في الشمال المحتل والضاحية الجنوبية، وحقق حزب الله ضربات موجعة في عمق الكيان الغاصب، حتى وصلت إحدى هذه الضربات إلى غرفة منام نتنياهو، ونتيجة لهذه الضربات أجبر المجرم نتنياهو بالقبول بوقف الحرب مع لبنان، وإن استمرار وقف الحرب مع حزب الله مشروط بوقف العدوان على قطاع غزة، وهذا هو هدف الجبهة اللبنانية وبالتالي هذا ما تحقق فعلا.

أما الكيان الغاصب فقد أراد من الحرب القضاء على حزب الله وإرجاع سكان الشمال الإسرائيلي بالقوة، ولم يحقق ذلك حتى بعد وقف الحرب، فالمستوطنون يخشون من العودة إلى مستوطناتهم.

اما اليمن انطلقت كذلك لإسناد قطاع غزة، فقد تمكن أنصار الله من فرض حصار اقتصادي على موانئ الكيان الغاصب وشلها بشكل كامل، وذلك من خلال غلق البحر الأحمر أمام كل السفن المتجهة إلى الأراضي المحتلة، والسفينة التي تريد كسر الحصار يتم استهدافها ولم تتمكن أي سفينة متجهة إلى الكيان من العبور.

ثم انتقلت المواجهة مع أمريكا بشكل مباشر وقام اليمنيون باستهداف حاملات الطائرات الأميركية في البحر الأحمر وخوض معارك معها وأجبرتها على الابتعاد عن السواحل اليمنية 

وبعد ذلك أصبحت جبهة أساسية مع الكيان المحتل واستهدف أنصار الله عمق الأراضي المحتلة بصواريخ فرط صوتية ومسيرات عجز الكيان من التصدي لها، وثبتت اليمن معادلة المطار مقابل المطار والكهرباء مقابل الكهرباء والميناء مقابل الميناء.

ولم يحقق العدو الإسرائيلي أي شيء يذكر في اليمن سوى قصف عدد من المنشآت المدنية.

ورغم ان ما حصل بين طهران وتل أبيب لا يتعدى سوى ضربات صاروخية متبادلة بينهما، حيث كانت الرشقات الصاروخية الإيرانية بعملية الوعد الصادق الأولى والثانية، ردا على اعتداءات إسرائيلية، إلا أن تأثيرها كان واضحا على الكيان.

وعلى ما تقدم نجد أن غزة ومن خلفها من جبهات الإسناد هي من حققت أهدافها أما الكيان الإسرائيلي لم يحقق أي هدف من أهدافه التي أعلن عنها، وبذلك يكون هو من صرخ أولاً وركع أمام قطاع غزة، ومحور المقاومة هو من انتصر.