افتتاح جناح العراق بمهرجان فيتور السياحي في إسبانيا

الثانية والثالثة 2025/01/23
...

الثقافة لـ {          الصباح          }: تسجيل 226 موقعاً أثرياً جديداً



 بغداد : شذى الجنابي 

ومقتدى أنور

افتتحت وزارة الثقافة والسياحة والآثار، أمس الأربعاء، جناح العراق في مهرجان فيتور السياحي المقام في إسبانيا، في وقت سجلت فيه 226 موقعاً أثرياً جديداً في خمس محافظات، وأكدت استرداد ما يقرب من خمسة آلاف قطعة أثرية منهوبة خلال السنوات الثلاثين.

وخلال افتتاح جناح العراق في مهرجان فيتور، أكد وزير الثقافة أحمد فكاك البدراني، "أهمية تواجد العراق في هذه المحافل الدولية من أجل جذب انتباه وكالات السفر الدولية والمستثمرين في قطاع السياحة، لتعريفهم بوجهات سياحية غير مستغلة بالكامل في العراق، مثل المواقع الأثرية الفريدة والمنتجعات الطبيعية".

وأوضح أن مشاركة العراق في المهرجان "تمثل فرصة كبيرة لعرض المشاريع السياحية التي تُخطط لها الحكومة العراقية، والتي تتضمن تطوير البنية التحتية وإنشاء فنادق ومنتجعات سياحية بالقرب من المواقع التاريخية".

وبحسب وزارة الثقافة، فأنها تعاونت مع سفارة جمهورية العراق في مدريد وعدد كبير من شركات القطاع الخاص لتجهيز الجناح في المهرجان ليعكس التنوع الثقافي والتراثي الفريد للعراق، حيث يعرض مجموعة متنوعة من المعالم السياحية التي تضم المواقع الأثرية الشهيرة مثل بابل وأور ونينوى.

كما شمل الجناح جوانب من السياحة الدينية التي تحظى بقدسية خاصة وجذب حشود من الزوار سنوياً، مما يعزز صورة العراق كوجهة سياحية تاريخية ودينية في آن واحد من خلال عرض فيديوهات وصور تُبرز جمال الأهوار العراقية والمناظر الطبيعية الخلابة في المناطق الجبلية مع عرض مجموعة من الحرف اليدوية والفنون الشعبية التي تمثل جزءاً من الهوية العراقية.

ويُعدُّ مهرجان "فيتور" من أكبر المهرجانات السياحية الدولية التي تجمع الخبراء والمتخصصين في القطاع السياحي من مختلف أنحاء العالم، مما يُتيح فرصاً كبيرة للعراق لعرض ثقافته الغنية ومواقعه السياحية المميزة.

من جانب آخر، قال رئيس قسم التحريات في هيأة الآثار والتراث بالوزارة، أحمد عبد الجبار لـ"الصباح": إن "بعثات محلية في محافظات (النجف الأشرف وكركوك ونينوى والأنبار وميسان) أجرت عمليات مسح وسجلت 226 موقعاً جديداً لتضاف إلى السجل الوطني للمواقع الأثرية"، مبيناً أن "المواقع تعود لعصور تاريخية مختلفة، ومن المؤمل مضاعفة جهود البعثات خلال العام الحالي وإجراء عمليات مسح في 15 محافظة لتسجيل المواقع الأثرية" .

وأشار إلى "إجراء عمليات مسح أخرى من قبل بعثات روسية ويابانية وألمانية وسلوفاكية وأميركية وإيطالية، خلال العام الماضي بالتعاون مع قسم التحريات عبر إبرام عقود لمدة ثلاثة أعوام، للعمل في محافظات (ذي قار وبابل والديوانية وبغداد وواسط وميسان)، حيث تستمر عمليات المسح للوصول إلى النتائج النهائية في المواقع المحددة" .

 ولفت عبد الجبار، إلى "إجراء 97 جولة مشتركة في مواقع ومدن أثرية قديمة بالتعاون مع مديرية شرطة حماية الآثار والتراث في بغداد، البعض منها لرفع التجاوزات وإقامة الدعاوى ضد المخالفين .

ونوه إلى "افتتاح مراقبيتين للآثار في بغداد، إضافة إلى تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية بالتعاون مع السفارة الفرنسية لغرض تطوير القدرات، واستثمار هذا البرنامج للأعوام الثلاثة المقبلة" .

 وبيّن رئيس قسم التحريات، أنه "تم اكتشاف 400 بئر أثرية بخطوط مستقيمة ومتوازية في محافظة ميسان تعكس صورة الأرواء في العراق القديم ويرجع تاريخها إلى أوائل آلالف الأول الميلادي"، لافتاً في الوقت نفسه، إلى "إعداد خطة استباقية من قبل منظمة الأبحاث الأكاديمية في البلاد لانطلاق الموسم الخامس لمشروع انقاذ مدينة النمرود الأثرية واستدامة المدن الآشورية في محافظة نينوى بتمويل من مؤسسة (سميثسونيان)".

وفي إطار جهودها لاستعادة الآثار المنهوبة، أعلنت وزارة الثقافة عن استرداد ما بين 45 إلى 50 ألف قطعة أثرية خلال السنوات الثلاث الماضية.

وقال المتحدث الرسمي باسم الوزارة، أحمد العلياوي، في تصريح لـ"الصباح": إن عمليات استرداد القطع الأثرية تتم بشكل ممنهج وبمتابعة دقيقة من قبل الوزارة.

وأشار إلى أن إحدى أكبر عمليات الاسترداد شملت 37,338 قطعة أثرية في مرة واحدة، إضافة إلى استعادة 6 آلاف قطعة أخرى من المتحف البريطاني كانت معارة لأكثر من مئة عام.

وأضاف العلياوي أن ملف استرداد الآثار يُعدُّ من الملفات البارزة في عمل الوزارة، إذ تحظى هذه الجهود بدعم مباشر من رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني.

كما أكد أن هناك تعاوناً مثمراً مع العديد من الدول التي تعترف بحق العراق في استعادة آثاره المنهوبة، باعتبارها جزءاً من التراث الوطني ويجب أن تعود إلى موطنها الأصلي.