متابعة: محمد الأنصاري

 شارك أكثر من 14 مليون زائر في زيارة ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليهما السلام". وبينما قدمت الرئاسات الثلاث تعازيها لأبناء الشعب العراقي والأمة الإسلامية بهذه الذكرى الأليمة، أعلنت اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية نجاح الخطتين الأمنية والخدمية للزيارة من دون أي خرق يذكر وبانسيابية عالية.

تعازي الرئاسات

وفي تعزية قدّمها بالمناسبة، قال رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، في تدوينة على منصة "X": "خالص العزاء إلى العالم الإسلامي بذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام)، هذه المناسبة العظيمة التي تحمل قيم التضحية والفداء والصبر وإحقاق العدل ورفض الظلم".

وأضاف "نحيي جموع الزائرين والقائمين على تقديم الخدمات لهم من جموع المتطوعين، والقوات الأمنية القائمة على توفير الحماية للزائرين وكل من أسهم في إنجاح مراسيم الزيارة".

بدوره، قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في تدوينة له على موقع  "X": إن "زائري الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، حملوا مناقبه وسيرته نبراساً، وسعوا إلى التأسّي بمواقفه ضد الظلم والطغيان، المستندة إلى رسالة جدّه المصطفى خير الأنام، ومعهم نتشرف دائماً بتأمين الخدمة، وتلبية المتطلبات، وضمان إنسيابية الزيارة المليونية".

وأضاف، أن "أعلى درجات التقدير والعرفان نسجلها إلى كل الوزارات والجهات والقطعات التي أمّنت وسهّلت مراسم إحياء الذكرى الشريفة"، مقدماً التحية "إلى كل متطوّع قام على خدمة الزائرين وبذل وقته وجهده وأمواله، من أجل صورة العراق، ومحبّة آل البيت (عليهم السلام)".

وكان السوداني قد أجرى ليل أمس الأول السبت، زيارة ميدانية إلى مدينة الكاظمية المقدسة، اطلع خلالها على سير تنفيذ الخطة الخدمية والأمنية لمراسم زيارة إحياء ذكرى استشهاد الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليهما السلام).

وتجوّل السوداني، بين جموع الزائرين الوافدين إلى العتبة الكاظمية المقدسة، كما التقى عدداً من المواطنين، مثنياً على أداء المتطوعين في المواكب التي أقيمت على كل الطرق التي يسلكها الزائرون.

واجتمع رئيس الوزراء، باللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية، برئاسة وزير الداخلية وكامل أعضائها، وكذلك باللجنة الخدمية، وتابع سير الإشراف على مراسم الزيارة ووفود الزائرين من كل مكان إلى الكاظمية، مشدداً على أهمية العمل بروح الفريق الواحد وبشكل تكاملي.

كما أصدر رئيس مجلس النواب محمود المشهداني، بياناً قال فيه: "تحلّ علينا الذكرى السنوية لرحيل الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، الإمام الصوّام القوّام من أئمة أهل البيت (عليهم السلام)، الذي خلّد التاريخ سيرته النقية ومواقفه الإنسانية النبيلة".

وأضاف، أن "هذه المناسبة تدعونا للتأمُّل في القيم العظيمة التي جسّدها الإمام الكاظم، لا سيما قيم الوحدة الإسلامية والتسامح في التعامل مع الآخرين، والتي أكسبته لقب كاظم الغيظ".

وشدد المشهداني، على أن "ذكرى استشهاده تشكّل فرصة لتجديد الدعوة إلى الوحدة الإسلامية، ونبذ الفرقة والانقسام والمسلمون مدعوون إلى التكاتف والعمل بروح الجسد الواحد، متّحدين في هدفهم نحو الخير والعدل والحق". 

جهود استثنائية

من جانبه، قال رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، السيد عمار الحكيم، في بيان: "بجميل العرفان وجزيل الشكر والامتنان نثمِّن عالياً الجهود الاستثنائية التي تعاضدت لإنجاح زيارة ذكرى استشهاد باب الحوائج، الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، خدمياً وأمنياً وصحياً بهذه الانسيابية والتنظيم عالي المستوى".

وأضاف "كل الشكر والتقدير للعتبة الكاظمية المقدسة والمواكب الحسينية لا سيما هيئة مواكب شهيد المحراب (قدس سره)، والجهود الذاتية والحكومية والبلدية، التي تشرفت بخدمة الزائرين الكرام على امتداد الطرق المؤدية إلى الروضة الكاظمية المشرفة، وألف تحية وإجلال للملايين التي زحفت من مختلف محافظات البلاد لأداء هذه الشعيرة المقدسة".

وقدم السيد الحكيم، "الشكر والثناء لقواتنا الأمنية بمختلف صنوفها والتي واصلت الليل بالنهار لتوفير مناخات آمنة وإنسيابية عالية في حركة الزائرين، بنحوٍ منظم لم يعطِّل الحياة العامة في العاصمة، وكل التبجيل لجهود جيشنا الأبيض والجهات الساندة التي أشرفت على توفير الدعم الصحي بفرق ثابتة وجوالة على مدار عدة أيام"، كما ثمّن "عالياً جهود وسائل الإعلام التي واكبت الحدث ونقلته أولاً بأول".

بدوره، قال الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق، الشيخ قيس الخزعلي، في تدوينة على موقع "X": "نرفع أسمى آيات العزاء، لمقام إمامنا وقائدنا الحجة بن الحسن (صلوات الله وسلامه عليه)، ومراجعنا الكرام، وجميع المؤمنين في العالم، بذكرى شهادة الإمام الصابر المظلوم، موسى بن جعفر (عليهما السلام)".

وأضاف، "في هذه الذكرى الأليمة، نتقدم بالشكر والامتنان للذين (ينفقون أموالهم بالسرّاء والضرّاء)، ومصداقهم أصحاب المواكب والهيئـات الحسينية، الذين ما بخلوا بمال أو جهد في تقديم كل ما يحتاجه الزائرون"، وتابع، "نتقدم بالشكر الجزيل إلى أبطال قواتنا الأمنية بصنوفها كافة، الذين واصلوا الليل بالنهار، لحماية زوار الإمام موسى بن جعفر (عليهما السلام)، كما نشكر كل الزوار لإحيائهم هذه الذكرى، بوعي وصبر وثبات، عكس الصورة المُشرقة لشعب العراق العظيم، وولاءه المطلق لآل البيت (صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين)".

لجنة الزيارات المليونية

وأعلن وزير الداخلية رئيس اللجنة الأمنية العليا للزيارات المليونية، عبد الأمير الشمري، أمس الأحد، عن نجاح الخطة الأمنية الخاصة بزيارة الإمام الكاظم "عليه السلام".

وقال الشمري في بيان: إنه "بعد أيام متواصلة من العمل وعلى مختلف الاتجاهات، نعلن نجاح الخطة الأمنية الخاصة بذكرى استشهاد الإمام الكاظم (عليه السلام)، التي جرى تطبيقها بشكل مهني ورصين"، مشيراً إلى أن "هذا النجاح لم يكتب إلا بالدعم المتواصل من قبل رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة محمد شياع السوداني، وبفضل الجهود التي بذلتها الوزارات المعنية والجهات الساندة لها والإيثار الذي تميز به الزائرون الكرام مع خدمة قلَّ نظيرها من قبل المواكب الحسينية وكذلك التنسيق العالي والتعاون من قبل إدارة العتبة الكاظمية المقدسة".

وقدم "الشكر والعرفان لقواتنا الأمنية بصنوفها كافة في وزارتي الدفاع والداخلية وهيئة الحشد الشعبي والأجهزة والدوائر الاستخبارية على صبرها وتحملها وعطائها الدائم فهم السباقون في خدمة العراق بلد الأنبياء والحضارات".

وثمّن الشمري، "الجهود الخدمية التي بُذلت من قبل الدوائر والمؤسسات من بينها أمانة بغداد"، مثنياً على "أهالي العاصمة عامة، وأهالي مدينة الكاظمية المقدسة خاصة".

14 مليوناً

إلى ذلك، قالت إدارة العتبة الكاظمية المقدسة، إن "عدد زائري الإمام الكاظم (عليه السلام)، بلغ أكثر من 14 مليون زائر". 

وقدمت الشكر لـ"كل من ساهم بإنجاح الزيارة من مواكب حسينية وقوات أمنية شاركت بمختلف صنوفها في تأمين الزيارة"، مشيرة إلى أن "هناك وعياً عالياً لدى الزائرين".

خطة أمنية

من جانبه، قال الناطق باسم وزارة الداخلية، العميد مقداد ميري، في حديث صحفي: إن "الخطة الأمنية الخاصة بزيارة إحياء ذكرى استشهاد الإمام الكاظم (عليه السلام) قسمت إلى ثلاث مراحل، الأولى تشمل العملية الاستباقية، الثانية تتضمن فحص القطاعات والاستعداد التام، أما المرحلة الثالثة فهي مرحلة التنفيذ النهائية"، مؤكداً أن "خطة العام الحالي هي الأقل من حيث الحرائق والحوادث المرورية والشائعات". مبيناً أن "الخطة لم تشمل أي قطوعات، لكن هنالك استثناءات في بعض الطرق".

وأشار، إلى أن "عملية التفويج العكسي سارت بانسيابية عالية وخلت من المعوقات"، منوهاً بأن "عمليات بغداد ووزارة النقل وفرتا مركبات قريبة من مدينة الكاظمية المقدسة".

كما أعلن الفريق الركن قائد عمليات بغداد، وليد خليفة التميمي، عن نجاح الخطة الأمنية المرسومة لتأمين الحماية للجموع المليونية التي توافدت لإحياء زيارة الإمام الكاظم "عليه 

السلام".

وأعلنت كذلك، قيادة عمليات بغداد للحشد الشعبي، نجاح الخطة الخاصة بالزيارة الرجبية، مؤكدةً أن الخطة لم تشهد أي حوادث أمنية. وأضافت أن "نجاح الخطة الأمنية، جاء نتيجة تضافر جهود الأجهزة الأمنية والدوائر الخدمية المختصة والمواكب الحسينية".

تفويج الزائرين

المتحدث باسم وزارة النقل، ميثم الصافي، ذكر أن هناك انسيابية بعمليات التفويج العكسي لزائري الإمام الكاظم "عليه السلام"، وبين أن 350 حافلة و11 قطاراً اشتركت بعمليات التفويج العكسي للزائرين، وأكد استمرار هذه العمليات حتى تفويج آخر زائر في الكاظمية المقدسة.

كما أعلن وزير الصحة الدكتور صالح الحسناوي، عن نجاح الخطة الخاصة بتقديم الدعم والإسناد الصحي لزيارة الإمام موسى الكاظم "عليه السلام" طيلة فترة الأيام السابقة بالتعاون مع الجهات الأمنية والخدمية والعتبة الكاظمية المقدسة.

وأوضح الحسناوي في بيان، أن "ملاكات الوزارة ودوائرها المشاركة وذات العلاقة قدمت خدمات متميزة وبشكل متواصل وكانت إحصائية الخدمات المقدمة للفترة من 16- 25 كانون الثاني  2025 كالآتي: عدد سيارات الإسعاف 250 سيارة، عدد المفارز الطبية 75، عدد مراكز طب الحشود 6، عدد السيارات الخدمية 30، عدد المستشفيات المتنقلة 3، عدد الفحوصات المختبرية 5156، عدد فحوصات الأشعة والسونار 592".

كذلك، أعلن نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة وزير النفط حيان عبد الغني، عن نجاح الخطة الوقودية للزيارة، وأوضح أن "آليات الوزارة من شركة توزيع المنتجات النفطية انتشرت لتجهيز الوقود بين المواكب الحسينية، فضلاً عن جهد شركة تعبئة وخدمات الغاز في تهيئة الاستعدادات في معامل تعبئة أسطوانات الغاز لتجهيز الأسطوانات اللازمة".

فيما بيّن وكيل الوزارة لشؤون التوزيع علي معارج، وفقاً للبيان، أن "الوزارة سخرت كافة إمكاناتها لتجهيز المشتقات النفطية والغاز السائل للمواكب الحسينية والجهات الحكومية وغيرها من الجهات العاملة ضمن هيئات إحياء مراسم الزيارة إذ تم تجهيز أكثر من (5.871.000) لتر من مادة البنزين، وأكثر من مليوني لتر من مادة زيت الغاز، وأكثر من (22.060) إسطوانة غاز سائل، وأكثر من 85 ألف لتر من مادة النفط الأبيض".

وأعلن وزير الكهرباء زياد علي فاضل كذلك، عن نجاح خطة الوزارة الخاصة بالزيارة، مشيراً إلى أنه تم تأمين احتياجات المواكب الحسينية من خلال تجهيزها بالتيار الكهربائي وإنارة الطرق، والاستثناء الكامل لمدينة الكاظمية المقدسة من القطع المبرمج.

أمين بغداد، عمار موسى، أكد من جانبه، نجاح الخطة الخدمية للزيارة الرجبية، فيما ثمَّن التزام المواطن والزائر وحفاظه على نظافة الطريق.