بغداد: الصباح
جدد العراق أمس الأحد، رفضه القاطع لأي تدخلات تمس أراضيه، وبينما أعرب عن استعداده للتنسيق بين دول المنطقة، أعلن رفضه بأن تكون سوريا ساحة للصراع، وحرصه على إرساء الاستقرار فيها.
جاء ذلك خلال استقبال رئيس الجمهورية عبد اللطيف جمال رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني بشكل منفصل، وزير الخارجية التركي هاكان فيدان.
وبحسب بيان تلقت "الصباح" نسخة منه، فقد استقبل رئيس الجمهورية، أمس الأحد في قصر بغداد، وزير الخارجية التركي .
وجرى خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها، بما يسهم في تطوير آليات التعاون في مختلف المجالات، إذ أكد رئيس الجمهورية رفض العراق لأي تدخلات تمس أراضيه، وضرورة احترام سيادة العراق وأمنه القومي واستقلاله.
وأشار إلى أهمية التزام البلدين بأن لا يكون أي منهما منطلقا لتهديد أمن واستقرار الطرف الآخر، مبينا أن "العراق مستمر بتطبيق قرارات مجلس الأمن الوطني العراقي".
كما تم بحث التطورات الإقليمية والدولية وتأثيراتها في المنطقة، والتأكيد على أهمية دعم الجهود الرامية إلى تخفيف حدة التوترات، ووقف التصعيد واعتماد الحوار البنّاء في معالجة المسائل العالقة بين دول المنطقة، بما يحقق السلم والأمن الدوليين.
وأكد رشيد أن "العراق يتطلع إلى إقامة علاقات متطورة مع تركيا، مبنية على الاحترام المتبادل"، مشيرا إلى "ضرورة تنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة بين البلدين خلال زيارة الرئيس التركي العام الماضي إلى العراق، خدمة للمصالح المتبادلة للشعبين العراقي والتركي".
كما شدد على "ضرورة مواصلة العمل المشترك والتعاون الإقليمي، لمواجهة خطر تنظيمات "داعش" الإرهابية، بما يحقق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي".
وبشأن التطورات في سوريا، أعرب رئيس الجمهورية عن أمله بأن تعمل الإدارة الجديدة في سوريا على حماية التعدد القومي والديني، وتشكيل حكومة تمثل الجميع، وأن تحقق السلام والازدهار لجميع مكونات الشعب السوري، وضمان حمايتهم والحفاظ على حقوقهم في المشاركة السياسية، بما يعزز السلم المجتمعي ويحقق التطور والازدهار للأشقاء في سوريا.
بدوره، أكد وزير الخارجية التركي، دعم حكومة بلاده لاستقرار العراق والحفاظ على أمنه واستقلاله، وأهمية مواصلة الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب، داعيا إلى تشكيل تحالف يضم (العراق وسوريا والأردن وتركيا) لمواجهة تنظيمات "داعش" الإرهابية والقضاء على بؤر تواجدها، وتجفيف منابع تمويلها، بما يضمن استقرار دول المنطقة.
وأشار فيدان، إلى العلاقات التي تربط البلدين، وحرص تركيا على دعم فرص التعاون والشراكة في المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية والمياه والبيئة، معربا عن أمله بالنهوض بمستوى العلاقات الاقتصادية إلى آفاق أوسع.
كما استقبل رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، أمس الأحد، وزير خارجية تركيا.
وأفاد بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء تلقته "الصباح"، بأن "اللقاء شهد بحث مستجدات الأحداث في كل من سوريا وغزّة ولبنان، والتأكيد على أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار".
كما تناول اللقاء أهمية توحيد الجهود بين دول المنطقة، من أجل دعم استقرارها، وفي هذا الصدد أكد رئيس الوزراء استعداد العراق للتنسيق بين دول المنطقة، خصوصاً مع تركيا، في ما يتعلق بالتطورات التي تشهدها الساحة الإقليمية، مجدداً رفض العراق بأن تكون سوريا ساحة للصراع، التي يعمل على إرساء الاستقرار فيها، لانعكاس ذلك على المنطقة عموماً.
وفي ما يتعلق بالتعاون المشترك مع تركيا، أكد السوداني متابعة الحكومة لملف العلاقات الثنائية، وتنفيذ ما تم توقيعه من مذكرات تفاهم في ضوء زيارته إلى أنقرة في تشرين الثاني الماضي، وكذلك في إطار زيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى بغداد التي جرت في نيسان من العام الماضي.
في تلك الأثناء، استقبل رئيس مجلس النواب محمود المشهداني وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، مؤكداً على المضي في تعزيز العلاقات بين البلدين وتوسيع مساحات الالتقاء المشتركة.
من جانبه، أعرب فيدان عن رغبة بلاده بالتنسيق الوثيق مع العراق بشأن تطورات الأوضاع في المنطقة، كما أشار إلى الرغبة بارتقاء التعاون في العلاقات الثنائية، وذلك في ضوء الزيارتين المتبادلتين للسوداني وأردوغان.
كما جدد وزير الخارجية التركي، التأكيد على جدية بلاده بالعمل في ما يتعلق بمشروع (طريق التنمية الستراتيجي)، وكذلك ما يخص التعاون في ضوء مذكرات التفاهم التي وقعت بين البلدين في مجالات الطاقة والتعليم والتبادل التجاري والتعاون المصرفي، وفي مجالات أخرى.
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية فؤاد حسين، قال خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره التركي: إن "هناك مساحات واسعة للعمل المشترك مع تركيا بمختلف القضايا، منها الاقتصادية والسياسية"، مؤكداً "التطرق إلى الظروف المحيطة بين الدولتين، ولاسيما كيفية التعامل مع الوضع في سوريا".
وأشار إلى أن "العراق على تواصل مع الإدارة الجديدة في دمشق بشأن محاربة الإرهاب".
وتابع، "تباحثنا بما يخص الوضع الأمني وتواجد (داعش) الإرهابي على الحدود"، منوها بـ "وجود اجتماعات متعددة بين الطرفين للتباحث بما يخص ملفات المنطقة ومحاربة الإرهابيين، فضلاً عن آلية تطبيق مذكرات التفاهم المشتركة بين البلدين".
بدوره، قال وزير الخارجية التركي خلال المؤتمر: "ننظر إلى العلاقة مع العراق بنحو ستراتيجي"، مبيناً أنه "كلما ينعم العراق بالأمن والاستقرار فإن ذلك سينعكس على تركيا".
وأضاف: "نحاول المساهمة بجميع المشاريع التي لها علاقة بالتنمية، حيث سنعمل على دعم وتنفيذ مشروع طريق التنمية"، لافتاً إلى أن "حجم التبادل التجاري بين العراق وتركيا وصل إلى 20 مليار دولار".
وأشار إلى أن "التفاهم بشأن الأمن والاستقرار بين البلدين أمر بغاية الأهمية، ولاسيما مكافحة تنظيم (داعش) الإرهابي وحزب العمال الكردستاني".
وأكد فيدان: "نولي الاهتمام الكبير للتواصل بين العراق والإدارة الجديدة في سوريا".
يذكر أن وزير الخارجية التركي، وصل صباح أمس الأحد، إلى العاصمة بغداد في زيارة رسمية، وتأتي هذه الزيارة في إطار الجهود الدبلوماسية لتعزيز الشراكة بين العراق وتركيا، بما يخدم مصالح الشعبين الجارين.