شاكر حامد
العراقُ والكويتْ ينتصران، هذا منطق التاريخ الحديث في النهاية، هذا ما يؤكده شعبان شقيقان كانت الأخوة بينهما أصلبُ وأقوى من الفتن والمؤامرات وإشعال الحرائق في الأوطان والأبدان، شعبان عريقان ذاقا مرارة الديكتاتورية هنا والغزو والأجرام هناك .
بهذا الوصف العظيم الذي يتجاوز الدبلوماسية المرحلية الى العواطف التاريخية الى حقائق الوجود والتاريخ المشترك ، استقبل عميد الملوك والرؤساء امير الكويت الشيخ جابر الاحمد الصباح يوم السبت الماضي وفد العراق برئاسة السيد محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب العراقي ، ضم رئيس لجنة العلاقات الخارجية ورئيس لجنة النفط والطاقة والامين العام لمجلس الوزراء ورئيس صندوق اعادة الاعمار ووكلاء وزارات متخصصة وتسعةُ محافظين لمدن العراق من شماله لجنوبه ، وبالوقت الذي كان مقررا فيه اجراء مباحثات بشأن نتائج مؤتمر الكويت لاعادة اعمار العراق ، أضفت تشكيلة الوفد برئاسة الحلبوسي مناخاً أبعدَ من ذلك وهو ما جعل الزيارة تاريخية بكل معنى الكلمة ، وكأنّ الوفد لا يحمل حوارا محددا في صدور أعضائه ولا أجندة لمباحثات على أوراقهم، فقد تجاوزت عاطفة شعبين تجاه بعضهما لمحو محنة الغزو الكبرى وتداعياتها أي موضوع دبلوماسي أو مهني أعلنت عنه الزيارة أمام تعاون ستراتيجي شعبي ورسمي لإعانة العراق ودعم انتصاره على الإرهاب ولارساء دعائم الاخوة بين أجيال هذين الشعبين الذين عانى آباؤهما مرارة الغدر والحماقة السياسية ومرارة الحروب والقمع والموت والتهجير وتحطيم امال البلاد ومرتكزاتها .
فقد غمرت الحفاوة الأميرية السامية بالحب والتوصيات التاريخية بدعم العراق وشعبه ، والاستقبال الحميم من الكويتيين الكرام مواطنين ومسؤولين أينما حل الوفد باحساس فريد حقق نصرا مشتركا على تزوير التاريخ ولغة الموت ، نصراً تلتقي عنده اجيال عاشت المأساة واولهم امير الكويت الحكيم الصبور المتفهم لحب العراقيين وعدم مسؤوليتهم عما ارتكبه الدكتاتور وما آل إليه ، وجيلُ الشباب من السياسيين الذين ولدُوا في مناخ الماساة وهاهم يعملون لمحوها بالعمل والبناء واولهما الشبابُ رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي ورئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم ومعهما عراقيون و كويتيون اصلاء من جميع المكونات والخبراء والمتخصصين، ليس هناك ابلغ من هذه الرسالة ، رسالةٌ تحتفل بشعبين حُرَين في بلدين متعانقين متجاورين حتى قيام الساعة ، يحتفلان بالحرية والامل ببناء مستقبل مشترك يمثل عنوانا امميا للافادة من نكسات الماضي . ثلاثةُ ايام من الجولات واللقاءات والمباحثات ولقاء الاهل في الكويت تؤكدُ ان العلاقات عميقة وتاريخية ويجب ان تعود اقوى بين الشعبين الشقيقين لطيِ صفحة الغزو التي تعرض لها اهلنا في الكويت .نعم هذا هو منطقُ التاريخ وعاطفةُ الارض والانسان تحولها زيارةُ الحلبوسي والوفدُ المرافق له من ايام شاهدة على الماساة والدم والنار والجريمة الى ايام شهود على قوة الآصرة التاريخية بين الكويت والعراق شعبين وحكومتين ومستقبل مشترك لاجيالهما .تحية لامير الكويت اميرُ التاريخ والمحبة وهو يعلنُ عن دعم مفتوح لنهضة العراق المكافح ضد الارهاب والظلام ، يتجاوز المقررات والارقام والمواعيد ، وتحية لرئيس البرلمان السيد محمد الحلبوسي الذي نجح هو ووفده بمزج المباحثات الحكومية واستعراض مقررات مؤتمر الكويت الدولي لاعادة الاعمار بمشروع الحب الكبير بين الشعبين وتحية للفعل والموقف المنتمي لأمته السيد مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي ، مواقفٌ ستدفعُ بجميع المشاريع الى التوسعة والتعاون بحجم الامال والتطلعات التي لاحدود لها بين البلدين الاخوين الجارين العراق والكويت .