في خطوة كبيرة وإنجاز مهم، أعادت شبكة الاعلام العراقي أمس الأربعاء، افتتاح المجمع الاذاعي والتلفزيوني في مدينة الموصل بعد أن طالته أيادي إجرام عصابات "داعش" الارهابية ابان احتلالها للمدينة في العاشر من حزيران 2014.
وافتتح رئيس شبكة الاعلام العراقي فضل فرج الله ورئيس وأعضاء مجلس أمناء الشبكة روميل موشي والشاعر الدكتور علي الشلاه والدكتورة هديل كامل؛ المجمع الإذاعي والتلفزيوني في الموصل الذي يعد من أكبر المجمعات الإعلامية في البلاد، وجرى حفل الافتتاح بحضور رئيس صندوق إعمار المناطق المتضررة الدكتور مصطفى الهيتي ومحافظ نينوى منصور المرعيد وعضو لجنة الثقافة النيابية بشار الكيكي والنائب السيدة انسجام الغراوي والسادة أعضاء مجلس النواب عن محافظة نينوى والقادة الأمنيين وشخصيات سياسية وإعلامية وفنية من مختلف أرجاء العراق.
دعم برلماني
وفي بداية حفل افتتاح المجمع، ألقى النائب بشار الكيكي كلمة لجنة الثقافة والإعلام النيابية أكد فيها "أهمية هذا الإنجاز الكبير"، مقدماً شكره لجميع الجهات الراعية والداعمة والممولة لإعادة تأهيل الصرح الإعلامي الكبير في الموصل وخصوصاً "صندوق اعمار المناطق المتضررة على عملهم الدؤوب وسرعة الإنجاز"، وقال: "هنا الموصل، مدينة النصر والتسامح والتآخي، كيف لا وهي عراق مصغر". وأشار النائب الكيكي إلى "استمرار البرلمان ولجنة الثقافة والإعلام النيابية بمواصلة التعاون مع شبكة الإعلام العراقي (رئاسة وأمناء) لتطوير العمل الإعلامي في نينوى وعموم العراق"، داعياً إلى "تعاون أوثق بين الشبكة والحكومة المحلية في نينوى لنقل صورة حقيقية عن المحافظة وعمليات الإعمار وإعادة الحياة إليها لجميع أرجاء العالم".
تحية الشهداء
عضو مجلس أمناء شبكة الإعلام العراقي الشاعر الدكتور علي الشلاه، حيّا في كلمته جميع المشاركين في عمليات تحرير أرض الوطن، وأضاف، "كما أحيي من سيكملون درب التحرير، أعني المثقفين والأدباء والفنانين والإعلاميين"، مشيراً إلى أن أيام احتلال عصابات "داعش" لنينوى وباقي المناطق كانت بمثابة "نهار أسود يلف الوطن ويحاول أن يحوله إلى دويلات القرون الوسطى"، مؤكداً ان "المكان هو المكان (المجمع الإعلامي في الموصل) لكن الحياة والوجوه مختلفة عما قبل سنتين أثناء احتلال الإرهابيين".
واستذكر الشلاه مآثر وتضحيات شهداء قواتنا المسلحة من أقصى جنوب الوطن إلى شماله، مشدداً على أن "شبكة الإعلام العراقي ستظل ضمن خريطة الوطن وصوته ولن تقبل التقسيم".
دور الشبكة
وألقى رئيس شبكة الإعلام العراقي فضل فرج الله كلمة أشاد فيها بانتصارات العراقيين الكبرى على الإرهاب، وقال: "في لحظة مهمة من لحظات حاضرنا الجميل، ونحن في رحاب مدينتنا العريقة صاحبة الحضارة والتاريخ أم الربيعين، نجتمع لنعلن عودة النبض لمجمع شبكة الإعلام العراقي في نينوى، هذا الصرح الإعلامي الكبير الذي أعيد بناؤه من قبل صندوق إعمار المناطق المتضررة".
وأضاف فرج الله، "يملؤنا الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز، ونعرف مدى المعاناة والأيام العصيبة التي مرت على مدينة الموصل الحبيبة، وما فعله العراقيون جميعاً من أجل تحريرها وإعادة الحياة إليها"، مؤكداً أن "شبكة الإعلام العراقي، كانت حاضرة في كل الساحات، فقبل أن تطلق الرصاصة الأولى لتحرير الموصل، أطلقت شبكة الإعلام العراقي كلمتها الحرة عبر إذاعة الموصل، لتجد التفاعل من قبل أهلنا الكرام في هذه المدينة العزيزة، ولتتبعها بعد ذلك خطوات إخوتكم الإعلاميين في الشبكة فكانت أقرب إلى هموم الناس وأصبحت هي صلة الوصل بين المواطن والمسؤولين في البلد".
صندوق الإعمار
وأشار رئيس صندوق إعمار المناطق المتضررة الدكتور مصطفى الهيتي خلال كلمة له بالمناسبة، إلى أن "إنجاز الصندوق بتأهيل هذا المرفق الإعلامي المهم في الموصل الحبيبة، يعبر عن إيماننا بأهمية الإعلام في وضع أسس الثقافة الوطنية والمساهمة في التنمية"، مبيناً ان "مشروع المجمع الإعلامي في الموصل، هو من بين 1300 مشروع يعمل عليها صندوق إعمار المناطق المتضررة على مساحة
الوطن".
وقال الهيتي في تصريح خاص لـ"الصباح": إن "افتتاح هذا الصرح الاعلامي الكبير بعد تأهيله وإعماره من قبل الجهد الهندسي؛ يعد إعادة لصوت الحق وإيصال الحقيقة عبر هذا المجمع الاعلامي الكبير"، وأضاف، إن "إعادة تأهيل هذا المجمع الاعلامي الكبير استغرق وقتا يقدر بستة أشهر منذ بدء الاعمار وبمبلغ قدره 900 مليون دينار، حيث تمت إعادة تأهيل الاستوديوهات الاذاعية والتلفزيونية ومحطات البث الاذاعي أيضاً"، لافتا الى أن "المجمع الاذاعي والتلفزيوني استأنف العمل الاعلامي (أمس الأربعاء) لإيصال ونقل الكلمة الحرة من هذا المبنى".
إعادة الحياة
أما محافظ نينوى منصور المرعيد، فأشار إلى حاجة نينوى إلى حملة إعادة إعمار كبيرة بسبب "الدمار الرهيب الذي خلفته عصابات الإرهاب"، مبيناً إن "إعادة افتتاح المجمع الإعلامي في المحافظة؛ تعد أحد مشاريع إعادة الحياة إلى نينوى"، داعياً "شبكة الإعلام العراقي إلى تسليط الضوء على عشرات الملفات المغيبة عن الإعلام في نينوى، كمخيمات النزوح وضمان عودة النازحين إلى مناطقهم"، مؤكداً أن "عصرنا الحالي هو عصر الإعلام، وإن افتتاح هذه المؤسسة الإعلامية المهمة في الموصل سيعمل على تطوير الإعلام وتوجيهه بصورة هادفة، بما يسهم بترسيخ الثوابت الوطنية في المرحلة القادمة".
دروع وقصائد
وتضمنت الاحتفالية، قصائد شعرية تحتفي بالموصل، وقدمت فرقة فنية أوبريت "عاد الفرح إلى نينوى"، ثم جرى تقديم دروع التكريم إلى الشخصيات الإعلامية والسياسية والأمنية التي مثلت الجهات الداعمة والراعية لافتتاح المجمع.
يذكر ان مجمع المبنى الاذاعي والتلفزيوني في الموصل؛ كان قد تعرض للقصف الجوي من قبل التحالف الدولي في حرب عام 1991 وفي عام 2003 خلال الحرب الأخيرة، وتعرض للتخريب بعد احتلال عصابات "داعش" الإرهابية للمدينة في عام 2014.