نقف على دراية، ومعنا المُتابعون المُختصون بالشأن الرياضي عموما والمشهد الكروي تحديدا، أن الخوض في مُعسكرات التأهب والإعداد للمسيرات المُقبلة يُمثل مرحلة مُتقدمة، لا يُناظرها في الأهمية سوى الشروع فيها، لأنها تعد محطة حيوية من شأن التَمعن في تفاصيلها تحديد درجة واضحة المعالم للمرحلة التي بلغها الفريق في مسيرة الاستعداد استحضارا للاستحقاقات الرسمية، وتأسيسا على ذلك فان الاتفاق يبقى قائما بين مُتقدمي ركب المسؤولية الإدارية لكرة القدم بصدد حتمية رحلات الإعداد، لطالما أنها تعكس بأبعادها واقع حال يُشير إلى رؤية مُشتركة لأطراف القيادة والجهات الساندة للعبة.
والأكيد، أيضا، هو أن جُل مضامين الفلسفة التدريبية، التي يضعها المدير الفني لأي فريق تتجلى صورها الحقيقية خلال المعسكر طالما أتتنا مُبارياته التجريبية بمشاهد أولية حول حالة الانسجام بين أعضاء التشكيلة، إلى جانب تقديمها لوحة واقعية تعكس مدى تناغم الأفكار الفنية مع البعد (المهاري) الذي يرتكز عليه اللاعبون، وغالبا ما تُفضي المقابلات التجريبية، التي تتخلل معسكرات التأهب إلى حال تُعين القائمين على الفرق من كوادر إدارية وفنية على وضع مسارات بعينها للمرحلة الآتية في اثر الخروج برؤى واضحة نظير تحديد مواطن القوة والوقوف على مكامن الوهن وبالتالي السعي لتعزيز مقومات الحال الأولى وإيجاد المُعالجات المطلوبة للثانية.
لكن علامة الاستفهام، التي تطل من محاور عديدة عند الخوض في غمار هذه الموضوعة، نتلمسها من جانب الوقوف على (نوعية) المُعسكرات التحضيرية وكيفية الإفادة منها وأهمية استثمار أيامها بالصورة المُثلى، نعم ليست جميع محطات الإعداد ناجعة، فبينها محطات تُكرس فقراتُها للترفيه، وهنا من الطبيعي أن تأتي الصورة غير واضحة الألوان، ومنها مُعسكرات تصل أيامها إلى ضفة الجانب الآخر،الذي يبتعد فيه المتصدون للمسؤولية عن الواقعية المتوازنة، ويقينا فان صورة الواقع هنا أيضا ستأتي كسابقتها.. إذا فان الحديث عن فترات الإعداد التي تنشدها فرق الأندية والمنتخبات ينبغي أن تخضع لسلطة الدراسة الفنية المُستفيضة قبيل الشروع في اختيار عناوين واضحة لها وتتضمن الوقوف على الحيثيات، التي يرتكز عليها المُعسكر التدريبي لتجمع بين الجانبين الفني والترفيهي، لطالما جاء احدهما مُكملا للآخر.