قصة النجمة الوحيدة وعلم فلسطين في أكبر ملاعب اسكتلندا
الرياضة
2019/08/23
+A
-A
غلاسكو / كاظم الحناوي
اذا ما اردنا التعرف على حال كرة القدم الأسكتلندية، فعلينا أن نزور مدينة غلاسكو الميناء الجميل، التي تضم اشهر الاندية الأسكتلندية، كلاسكو رينجرز وسلتيك، ولمعرفة تاريخ الاندية البريطانية في كؤوس أوروبا، نعتقد ان اول نجمة كانت انكليزية ولكن الحقيقة ان النجمة الاولى قد جلبها الاسكتلنديون! كما كانوا دائما في الاكتشافات العلمية خلال الثورة الصناعية التي تصدرتها بريطانيا حيث لايزال عشاق ومتابعو نادي سلتيك يتداولون الاحداث التي رافقت النادي للحصول على اول كأس لدوري الابطال من دول المملكة المتحدة التي تضم انكلترا وويلز وايرلندا الشمالية واسكتلندا، للدلالة على حجم وتأثير النادي في صناعة الإنجازات الكروية عبر تاريخه، ويكفي عملاق الشمال الأخضر، الذي ما انفك يرفد منتخب اسكتلندا الأول بأبرز وأهم نجومه ، بتشكيلةٍ كان قوامها الأساسي وعمادها الرئيس لاعبي سلتيك، ليثبُت - بما لا يدع مجالًا للشك - أنه فخر صناعة كرة القدم الأسكتلندية وعنوان نجاحاتها.
بداية الجولة
رافقني في ملعب النادي والجولة توماس تيغ مسؤول جولات الوفود القادمة للنادي واستقبلني بعد ذلك براين شارب مدير المبيعات وادين اليهما بالمعلومات عن النادي.
إن أول مكان يراه زوار سلتيك بارك هو موقف السيارات المخصص للاداريين والزوار، ويتسع هذا لأكثر من 200 سيارة. ومن خلالها يتاح للزائرين الدخول الى المبنى. وبعد تجاوز قاعة الدخول، يتم الوصول الى كافيه ومطعم ، بالإضافة الى شرفة خارجية طويلة. وعبر احدى النوافذ الكبيرة في المطعم يستطيع المشجعون متابعة التفاصيل في الملعب اثناء فترة الاستراحة.
وينحصر الحق بدخول المناطق المخصصة للنادي بالأشخاص الذين يعملون في النادي. في حين تتمتع الفرق المنافسة الزائرة وحكام المباريات بحق استخدام غرف الملابس المخصصة لهم حصرا دون بقية المرافق في المبنى. أما المشجعون، فيُسمح لهم بدخول الملعب بشكل مباشر من بوابات خاصة.
يعد نادي سلتيك ربما النادي الوحيد الذي تبلغ ارباحه من بيع قميص النادي وشعاراته الى ما يقارب ربع ايراداته عبر استثمار هوية النادي من خلال منافذ توزيع في 20 بلدا اضافة للبيع عبر موقع متجر النادي على الانترنت اذ يستطيع من خلاله الجمهور الحصول على المنتجات الأصلية التي تحمل شعارات النادي.
يقع المتجر امام الباب الرئيسة للملعب الخاصة بالوفود وكبار الزوار وادارة النادي اذ يتم بيع جميع المنتجات التي تحمل شعارات النادي الرسمية ويشتمل على أقسام لبيع الملابس الرياضية والهدايا التذكارية إضافة إلى الإكسسوارات، إضافة إلى لوحات عرض تعرض صوراً تاريخية للنادي.
المراحل التأسيسية
لم يحظ النادي الاسكتلندي ببداياتٍ يسيرةٍ، حيث تأخرت انطلاقته الحقيقية، لان تاسيسه حدث في 6 تشرين الثاني عام 1887 بعد أن حاول بعض أشخاص المدينة التخفيف عن الايرلنديين المهجرين الى غلاسكو الاسكتلندية من قبل الانكليز لاحتلال شمال ايرلندا بسبب المقاومة الشرسة من قبل الايرلنديين. وتم تشكيل النادي في اجتماع عقد في قاعة كنيسة سانت ماري في كالتون بهدف التخفيف من حدة الفقر في صفوف المهاجرين الايرلنديين في الطرف الشرقي من غلاسكو.
اثرت الأحداث السياسية الساخنة والحرب في ايرلندا وكانت مساهما رئيسيا لدفع المهاجرين للفوز باي طريقة لذلك وجدوا كرة القدم متنفسهم الحقيقي، لذلك لم يلبث النادي في الظل فترة طويلة، فبعد خمس سنوات من التاسيس فاز ببطولة الدوري الاسكتلندي لموسم 1892-1893 .
الكثير من الأجيال الحالية لا تعرف هذا الفريق صاحب الشعبية الطاغية حول العالم من قبل المهاجرين الايرلنديين، لان هناك فرقا كان لها اسم كبير على مستوى البطولات الأوروبية وبدأت في الاختفاء والتراجع على مستوى المنافسات الكبرى ولكن رغم ذلك التراجع يبقى التاريخ يتكلم عن النوادي التاريخية التي مازالت تحتفظ بشعبيتها حتى الان على المستوى المحلي والقاري والعالمي وبالأخص في اسكتلندا والفريق الكلاسيكي الأول في هذه الدولة وهو نادي سيلتك الذي يتمتع بشعبية كبيرة في المملكة المتحدة وأوروبا عامة حيث أنه ناد نشأ عملاقا وكان له السبق في أكثر من بطولة . يشتهر سلتيك باللون الأخضر بخطوط بيضاء ويلعب على ملعب سيلتك بارك الذي يتسع لنحو 63 ألف متفرج والذي زارته (الصباح) وتجولت في ارجائه، اذ افتتح الملعب في عام 1892 وهو أكبر ملعب في اسكتلندا وسابع أكبر الملاعب في المملكة المتحدة بعد موراي فيلد، أولد ترافورد، ويمبلي، الملعب الأولمبي في لندن 2012 وملعب الألفية.
نادي سلتيك حقق بطولة دوري أبطال أوروبا عام 1967 ، وتعد هذه السنة هي الأشهر للفريق حيث أستطاع أن يحرز جميع البطولات التي شارك بها وفاز على الأنتر ميلان في المباراة النهائية لدوري الأبطال الأوروبي بنتيجة 2-1 وفي العام الثاني وصل للدور نصف النهائي وخسرعلى يد فينورد الهولندي .
وقاد المدرب بريندان رودجرز سيلتيك )قبل ان ينتقل في شباط الماضي لتدريب نادي ليستر سيتي الانكليزي( إلى انجاز تاريخي بتحقيق الثلاثية (الدوري الاسكتلندي، كأس الدوري الاسكتلندي، كأس اسكتلندا) للمرة الثانية على التوالي ليكون أول فريق يحقق هذا الإنجاز في تاريخ الكرة الاسكتلندية منذ 1888. وحصل سيلتك على الدوري الاسكتلندي الممتاز في 50 مرة ، كما توج بلقب كأس اسكتلندا 37 مرة وبدوري كأس اسكتلندا في 18 مرة، ويعد مع رينجرز من أقطاب كرة القدم الاسكتلندية منذ أكثر من مئة عام.
وقدرت القاعدة الجماهيرية لنادي سلتيك في عام 2018 بما يصل إلى نحو عشرة ملايين في جميع أنحاء العالم، وهناك ما يزيد على 160 رابطة أنصار للنادي في أكثر من 20 بلدا، في حين سافر ما يقدر بـ 80 الف مشجع إلى مدينة إشبيلية الإسبانية من أجل دعم الفريق في نهائي كأس الاتحاد الاوروبي في عام 2003 حيث حصل على مركز الوصيف.
رحيل القيصر
تمثال بيلي ماكنيل خارج سلتيك بارك وهو اسم الملعب في غلاسكو يقف القيصر كما يحب ان يسميه ابناء النادي ومشجعوه، يحمل كأس أوروبا ليحيي زوار سلتيك بارك. أصبح كابتن الفريق الفائز بكأس أوروبا ، والذي قادهم للفوز حتى بات الفريق يعرف باسم «أسود لشبونة» وهو المكان الذي حصلوا فيه على الكاس وهو واحد من عدد قليل من الفرق الأوروبية التي فازت بأربع بطولات في موسم واحد.
وفي مدخل النادي تجد لوحة تقول: أسرة سيلتك تنعى وفاة بيلي ماكنيل، أعظم قائد للنادي على الإطلاق وواحد من أفضل الرجال الذين لعبوا وأداروا الفريق والذي وافاه الاجل في 23 نيسان 2019.
قال نيل لينون مدير نادي سيلتك الحالي اثناء مراسم الدفن : لقد غمرني إحساس متدفِّقٌ بالحزن والألم لرحيل القيصر، جمع بشكل آسر صفاتِ الأب والقائد. لقد غاب وغابت معه ذكريات مشرقة، وفقدت اسكتلندا بغيابه علماً من اعلامها، رَحَلَ وهو يحمل الحب الكبير لهذا النادي.
كان هذا الخطاب بحضور ابرز الوجوه في تاريخ الكرة في اسكتلندا السير اليكس فيركسون المدير الفني «مانشستر يونايتد وكيني داغلش نجم ليفربول السابق واليكس ماكليش المدرب ونجم منتخب اسكتلندا في الثمانينيات وبريندان روجرز مدرب نادي سلتيك السابق .
قضى ماكنيل 18 عاما لاعبا في النادي، وانضم في عام 1957 واعتزل في عام 1975. لقد لعب لأول مرة مع الفريق في 23 اب 1958 وفاز على ملعبه 2-0 على كلايد في كأس رابطة الأندية ، في حين أن ظهوره الأخير جاء في 3 مايو 1975 عندما قاد سلتيك إلى الفوز 2-1 على ايردري في نهائي كأس
اسكتلندا.
لعب 790 مباراة بالوان النادي، وفاز بتسعة ألقاب في الدوري، وسبعة كؤوس اسكتلندية وستة كؤوس في دوري اسكتلندا وكان ماكنيل أيضا يتمتع بمسيرة إدارية ناجحة خلال فترة عمله كرئيس لفريق سلتيك. أدار مانشستر سيتي وأستون فيلا وأبردين أيضًا ، وتم استبداله بأليكس فيرجسون في عام 1978.
الأعلام الفلسطينية
يقول مارك باتريك كوناجان :(Marc Patrick Conaghan) يتعاطف مؤيدو سلتيك مع القضية الفلسطينية لأن قصة أجدادهم متشابهة في معظمها. لفهم السبب وراء قيام جماهير نادي سيلتك بحمل اعلام الفلسطينيين. والأعلام الفلسطينية في سلتيك بارك يرفعها المشجعون الاسكتلنديون لدعم الشعب الفلسطيني.