معايير مطلوبة

الرياضة 2019/08/23
...

كاظم الطائي
منذ سنوات طوال وكرتنا تراوح في مكانها ولم يتحقق انجاز يشار له بالبنان على مستوى المنتخبات والاندية سوى الفوز بلقب الامم الاسيوية في العام 2007 ونيل نادي الجوية كأس الاتحاد القاري في نسخ ثلاث متتالية وخرجنا من مولد التصفيات المونديالية عبر عقود بلا حمص ووضعت فرقنا في بطولته الثانية التي تضم اندية مغمورة وابعدت عن دوري الابطال وانحسرت مواهبنا عن تقديم ثمار تفوقها ولم تصل الى مستويات اجيال كانت تسود الساحة العربية والدولية .
اين الخلل في تراجع اسهم كرتنا ووقوفها في مواقع لا تسر ؟ ولم يعد للمهاجم الفذ واللاعب الفنان وجود ولاسيما بعد اسدال الستار على مرحلة جيل الالفين حال انتهاء كأس اسيا في العام 2007 واعتزال النخبة المتميزة من نجوم عقد كامل ظفروا بلقب غرب القارة في العام 2002 ورابع اولمبياد اثينا في العام 2004 وقبلها كأس اسيا للشباب وشاركوا في كأس القارات في نسخة جنوب افريقيا .
لقد غابت معايير عديدة عن اختيار اللاعبين للاندية والمنتخبات ولم يعد للطول والسرعة والموهبة مكان في سلم الاولوية عند المفاضلة فضلا عن انحسار دور الكشافين في البحث عن الدرر في اوساط شعبية وملاعب لا تصلها الاضواء كما كان سائدا في الستينيات والسبعينيات لغاية بداية الالفية الثالثة واهتم مدربو الامس بمميزات لاغنى عنها في المستطيل الاخضر مثل الطول الفارع والمطاولة والسرعة وغيرها لذلك لم تكن النتائج في صالح اللعبة وتأخرنا كثيرا عن الركب العربي والقاري الذي اعتمد على تلك العناصر وزج بمحترفين لا غبار عليهم في حسم اللقاءات .
شيخ العاب القوى ومدرب الاجيال لعروس الالعاب الدكتور مزهر مالك الفتيان اطال الله في عمره كتب قبل ايام في صفحته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي اكثر من حكاية عن لاعبي الامس وبين اسباب خسارة منتخبنا الوطني امام نظيره البحريني في غرب اسيا التي اقيمت في كربلاء في الرابع عشر من الشهر الحالي اذ عزا ذلك الى غياب السرعة عن لاعبينا واكد ان نجوم الامس واشار الى اسماء هشام عطا عجاج وقاسم محمود وعبد كاظم مارسوا الركض السريع وقطعوا مسافة 100 متر بزمن قدره 11 ثانية وحظي اللاعب يونس محمود بهذه الميزة واستثمروها في مبارياتهم ونالوا اعلى درجات الاستفادة من جهودهم الفردية والجماعية .
واستذكر الفتيان مطاولة وتحمل اللاعب كريم صدام التدريبات الخاصة باللياقة البدنية اذ استطاع قطع مسافة ركض 3000 متر بزمن قدره 11 دقيقة و10 ثوان وفي 400 متر ركض بزمن 52 ثانية و8 اعشار منها وهو قريب من اصحاب المراكز المتقدمة في هذا السباق انذاك فلا غرابة ان يصبح هدافا للدوري اكثر من مرة في ظل قدراته في الجري والمطاولة والطول الفارع والموهبة فهل سنعيد النظر بمعايير اليوم ؟.